بل المنقول الثابت عنهم يكون فيه تفصيل في نفى ذلك اللفظ والمعنى المراد وإثباته.

وهم منكرون الإطلاق الذي أطلقه من نقل عنهم, ومنكرون لبعض المعنى الذي أراده بالنفي والإثبات.

والشهرستاني قد نقل في غير موضع أقوالاً ضعيفة , يعرفها من يعرف مقالات الناس , مع أن كتابه أجمع من أكثر الكتب المصنفة في المقالات وأجود نقلا , لكن هذا الباب وقع فيه ما وقع.

ولهذا لما كان خبيراً بقول الأشعرية وقول ابن سينا ونحوه من الفلاسفة , كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين.

وأما الصحابة والتابعون وأئمة السنة والحديث , فلا هو ولا أمثاله يعرفون أقوالهم.

بل ولا سمعوه على وجهها بنقل أهل العلم لها بالأسانيد المعروفة , وإنما سمعوا جملا تشتمل على حق وباطل.

ولهذا إذا اعتبرت مقالاتهم الموجودة في مصنفاتهم الثابتة بالنقل عنهم, وجد من ذلك ما يخالف تلك النقول عنهم.

وهذا من جنس نقل التواريخ والسير ونحو ذلك من المرسلات والمقاطيع وغيرهما , مما فيه صحيح وضعيف ...

وأما قوله -[يعني: ابن المطهر]-: ((إن الشهرستاني من أشدِّ المتعصبين عل الإمامية)).

فليس كذلك, بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم , بل يذكر أحيانا أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه.

ولهذا اتهمه بعض الناس بأنه من الإسماعيلية, وإن لم يكن الأمر كذلك.

وقد ذكر من اتهمه شواهد من كلامه وسيرته.

وقد يقال: هو مع الشيعة بوجه , ومع أصحاب الأشعري بوجه.

وقد وقع في هذا كثير من أهل الكلام والوعاظ, وكانوا يدعون بالأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين, إن كان أكثرها كذبا على علي ابن الحسين.

وبالجملة .. فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة , إما بباطنه وإما مداهنة لهم , فإن هذا الكتاب – كتاب "الملل والنحل"- صنفه لرئيس من رؤسائهم , وكانت له ولاية ديوانية.

وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له.

وكذلك صنف له كتاب"المصارعة" بينه وبين ابن سينا, لميله إلى التشيع والفلسفة.

وأحسن أحواله أن يكون من الشيعة , إن لم يكن من الإسماعيلية , أعنى المصنَّف له.

ولهذا تحامل فيه للشيعة تحاملا بينا.

وإذا كان في غير ذلك من كتبه يبطل مذهب الإمامية , فهذا يدل على المداهنة لهم في هذا الكتاب لأجل من صنفه له ... ".

ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - عز وجلec-2006, مساء 05:59]ـ

بارك الله فيكم أبا عاصم على هذه الفوائد

وجزى الله الأخ أشرف بنَ محمد خيراً على تنبيهه

ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 02:48]ـ

بارك الله فيكم أبا عاصم على هذه الفوائد

ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:53]ـ

و أعتقد أن تاريخ الطبري مليء بالروايات المكذوبة والضعيفة!! فيجب الحذر منه ... وهذا لم يقدح في مؤلفه!!

وكذلك غيره من المؤرخين ... لا تقدح فيهم كثرة الروايات المكذوبة ...

أليس كذلك شيخنا البخاري حفظك الباري؟.

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 02:00]ـ

- السلام عليكم ..

/// تنبيهٌ للإخوة الكرام: قمت بتغيير العنوان من (التحذير من كذبة المؤرخين) إلى ما ترونه؛ لأجل الحذر من اللبس الذي قد يقع ممَّا أشار إليه أخونا الكريم الشيخ أشرف.

و أعتقد أن تاريخ الطبري مليء بالروايات المكذوبة والضعيفة!! فيجب الحذر منه ... وهذا لم يقدح في مؤلفه!!

وكذلك غيره من المؤرخين ... لا تقدح فيهم كثرة الروايات المكذوبة ...

أليس كذلك شيخنا البخاري حفظك الباري؟.

/// حياكم الله يا أخي الكريم .. نعم .. لاشكَّ أن تأريخ إمام المؤرِّخين -أبوجعفر الطَّبري رحمه الله- وكتب غيره، بل حتى كتب كثيرٌ من كتب الحديث فيها الغثُّ والسَّمين، والثابت والمختلق، والدقيق والمبالغ فيه.

/// لكن الغرض من هذا الموضوع التنبيه إلى ما يقع في بعض تلك الكتب من اختلاق الكذب أوكثرته، سواء من جهة مصنِّف الكتاب أومرويَّاته فيها.

/// والموضوع في الحقيقة لم يكتمل بالأمثلة السابقة حسبُ.

/// فههنا مباحث أخرى باقيةٌ في التحذير من بعض الرواة المؤرِّخين الذي تدور عليهم كثيرٌ من المرويَّات التاريخية، وقد طعنوا بكذبٍ أونحوه.

/// مع التنبيه على ضوابط للتعامل مع هذه الكتب في الاستدلال والاحتجاج ...

/// وتظهر فائدة هذا الموضوع المهم لمن اشتغل بدحض وكشف عوار استدلالات أهل الأهواء متتبِّعي الحجج -زعموا! -من تلك الكتب، بمختلف مشاربهم؛ كالرافضة، والمستشرقين، وأذنابهم، والعلمانين ... الخ.

/// فلعل الله يعين على إتمام الموضوع ..

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 11:24]ـ

لماذا مؤرخى التاريخ نقلوا الراويات الكاذبة عن الصحابة رضى الله عنهم كالطبرى وهم يعلمون مكانة الصحابة والأحاديث التى تنهى عن سب الصحابة حتى أن الرويبضة عندما يحتج على العلماء على عدم عدالة الصحابة يحتج بما كتب فى الطبرى وغيره من كتب التاريخ.

ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:30]ـ

بارك الله فى الأخوة جميعا،وحقا إن علم التاريخ من العلوم الخطيرة التى لا مفر لطالب العلم من تعلمه، والوقوف على فلسفته ومراميه، إذ لا يمكن لمحدث أن يستغنى عن التاريخ ولا لفقيه، ولا لمفسر ن ولذا كان ابن المبارك رضى الله عنه يقول لما استعمل الكذابون لنا الكذب استعملنا لهم التاريخ، وقدصنف العلامة السخاوى تلميذ الحافظ ابن حجر كتابا عظيما فى هذا الباب رغم صغر جرمه، وسماه " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" رغم أنه دفاعا عن التاريخ ذد من ذمه، إلا أن فيه علما جما حول كتب التاريخ والمحدثين والمفسرين وووو وفيه تعليم لطالب العلم كيف يقبل الخبر التاريخ، وكيف يرفضه

على أمل بعودة كتبت ذلك على عجلة من أمرى

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015