اليوم الذى ستنتهى فيه كل نواميس الحياة .. اليوم الذى سيؤمن فيه الكافر
وسيعود الضال إلى هداه.
إنه يوما عبوسا قمطريرا .. يوما كان شره مستطيرا.
كل سيقرأ كتابه وسيجازى عما فعل واحتقب ويحاسب عما كسب واكتسب.
ألا يقوا أنفسهم من شر هذا اليوم العسير الذى عليهم سيكون غير يسير.
لينظروا إلى ملكوت الله وإلى ما خلق الله .. و إلى قدرته وبديع صنعته .. ليهتدوا بهداه.
فسبحانه وتعالى هو رب كل شىء وفاطره وخالق كل شىء وبارئه
قد أحاط بما فى الأرض والسماوات وقهر كل ما فيهما من مخلوقات.
جعلنا خلائف الأرض لنخلف بعضنا فنستخلف من كان قبلنا ويستخلفنا من سيأتى بعدنا.
أخرج الله لنا من الأرض النبات .. وجعل لنا منه ومن الطير والأنعام أقوات.
منحنا الماء والهواء .. ووهبنا النور والضياء.
خلق أبينا آدم من سلالة من طين وخلقنا من الماء المهين.
جعل الله اختلافا فى ألسنتنا وميز فى ألوانِنا وجعل لبسا ولباسا وارى به أجسادنا وسوءاتِنا.
هل هناك من إله يشارك الله فى فعله أو فى قدرته .. أو يعين الله فى علمه أو إرادته؟!
هل هناك من إله يساهم الله فى الخلق أو يساويه .. أو ينازع الله فى الملك أو يناويه؟!
******
وها هم أهل الكتاب: من اليهود والنصارى.
وهم الذين آمنوا ويؤمنون بأنبياء ورسل الله.
كيف لا يتبعون النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى الإنجيل والتوراة .. ؟!
كيف يضاهئون الكفار والمشركين فى عدم توحيد الله .. ؟!
ألا يعوا ما قاله أنبياؤهم ورسلهم بأن الله واحد أحد وفرد صمد .. ؟!
اليهود تقول أن عزير بن الله والنصارى تقول أن المسيح ابن الله .. !
أيقولون عن النبى الذى اصطفاه الله واجتباه بأنه ابن لله .. !
أيجعلون النبى المرسل من الله بأنه ولد لله .. ! أليس فى هذا شرك بالله .. !
لو أراد الله أن يصطفى من خلقه وعبيده ولدا لاصطفاه .. فهو الإله.
أيقول اليهود عن رب الأرض والسماء أنه فقير وهم أغنياء .. !
أيقول اليهود عن خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم أن يد الله مغلولة .. !
أتدعى النصارى أن الله الواحد الأحد اتخذ صاحبة وولد .. !
أيدعون أن سيدنا عيسى عليه السلام ابن الله .. !
أيقولون على الله أنه ثالث ثلاثة .. !
إن هذا لااجتراء وافتراء.
لقد أطلقوا لبغيهم العنان وقالوا ما قالوا دون برهان ودون علم أو سلطان.
ألا يدركون أنهم عبيد لله وأن الله جامعهم بعد الحياة والممات فى يوم له ميقات .. !
لقد حرفوا وبدلوا وغيروا فى الكتب المنزلة من عند الله.
يدعون أنهم أحباء وأبناء الله .. !
يدعون أنهم يتبعون دين خليل الله وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان موحدا بالله.
مالوا عن وحدانية الله وجحدوا دين الله وكذبوا سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم
يُلْبِسون الحق بالباطل وهم يعلمون .. ويكتمونه ولا يستحون .. !
يتخذون أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .. !
لقد تعاقبت الرسالات وتدرجت الديانات إلى أن أتاهم وأتانا نبى الله
سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليكون رسولهم ورسولنا ونبيهم
ونبينا وليكون بشيرهم وبشيرنا ونذيرهم
ونذيرنا .. فهو آخر نبى وآخر رسول من الله .. أدى الرسالة وبلغ الأمانة ثم انتقل إلى مثواه ..
ترك لنا الكتاب الذى أنزله الله ليكون شريعة لنا جميعا فى هذه الحياة.
*********
هؤلاء وهؤلاء ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
أيحسبون أنهم من اقتراف الظلم بعيدين .. أو أنهم من عذاب الله ناجين .. ؟!
أيحسبون أن الله قد خلقهم عبثا لا يتناهون ولا يؤمرون .. ؟!
أحسبوا أنهم فى ملك الله يرتعون وبنعمه وفضله يتنعمون وبه يكفرون وبعد ذلك لا يحاسبون .. ؟!
أحسبوا أن يبلغهم دين الله وأمامهم كتاب الله وبين أظهرهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويتركون دون عقاب .. ؟!
أحسبوا أن الله الذى فضلهم بالعقول والأفهام حتى لا يكونوا كالأنعام ثم يتركوا
فى يوم المآب دون حساب .. ؟!
احتال عليهم الشيطان فانغمسوا فى الشرك والبطلان.
لم يدركوا أن هذا اللئيم إبليس لعين وشيطان رجيم .. لم يعلموا أن هذا الأثيم أخرج أبويهم من
جنة النعيم .. لم يعوا أنه زها بخلقه من النار على خلقنا من الطين وأبى السجود لأبينا حين أمره
¥