حوار

ـ[السعيد شويل]ــــــــ[21 - عز وجلec-2010, صباحاً 03:23]ـ

حوار

****************************** ********************

كانت الشمس تميل وتجنح إلى المغيب وقرصها العجيب يكافح من أجل البقاء

بعد أن نشرت النور والضياء حتى صارت وهى فى أفق السماء هالةٌ كأنّها بصمةٌ من

دماء سرعان ما ولّت وتلاشت وسرعان ما أسدل الليل ستائره ونزل ِبحَلَكتِه

ولفَّ الكون بظلمته.

ووقف الرجل كعادته متمتماً يردد تلك الكلمات:

هل الكافر أو غير المسلم اسْتبد بأمرٍ خرج به عن قدرةِ وعلمِ الله .. ؟!

هل المؤمن أو المسلم استغنى بإيمانه أو إسلامه عن معونةِ وفضلِ الله .. ؟!

بالقطع: لا: فلماذا إذن: يشركون بالله .. ولماذا يعصون الله .. ؟!

*********

انطلق الآذان واتجه الرجل لأداء الصلاة .. خرج سائرا يخطو ويقطع جنبات الطريق بخطوات

متثاقلة تتوارد على خاطره أفكارا متناثرة .. صار بعيدا عن الصخب والضجيج الأجواء من حوله

هادئة ساكنة تظله سماء صافية .. إلا أن الهمومُ تعتريه والغموم متشبثة فيه .. قابله شيخ هَرِم

بادره بالكلام بعد إلقاء السلام قائلا له: ما لى أراك أيها الرجل مهموما شارد الفكر مغموما

يكسو وجهك الأسى والحزن وتعلو جبهتك المرارة والألم.

فنظر إلى الشيخ نظرة فاحصة وقال: أيها الشيخ الكريم لقد علمت ما بى بالحدس أو التخمين ..

إن ما أهمنى وغمنى ما أراه من غير المسلمين .. وما هو جاريا وساريا بين المسلمين.

ألا ترى:

أنه ما زال هناك كافرين ومشركين. ويهود ونصارى وصابئين:

لم يتبعوا ما أمر به الله .. مع أننا جميعا عبيد لله!

فهؤلاء وهؤلاء على مختلف أقطارهم ومن شتى بلادهم وبلدانِهم:

كيف لا يفرقون بين العذاب والنعيم ولا بين الجنة والجحيم؟!

الكافرين والمشركين مازالوا قابعين فى الوثنية يغطون فى الجاهلية!

أهم ناقصى الأهلية أم أنّهم مجانين غير مكلفين؟!

لقد أشركوا بالذى خلقهم .. وأقبلوا فى عبادتِهم على مالا يضرهم ولا ينفعهم!

لقد اتخذوا آلهة غير الله! ولم يوحدونه سبحانه وتعالى وهو الإله!

إنّهم أيها الشيخ مازالوا يعبدون مالا يملك لهم رزقاً ولا حياةً ولا موتاً ولا نشورا!

إنهم لطواغيتهم عاكفين ولأوثانهم وأربابهم متولين!

ألم يتذكروا فطرتهم التى فطرها الله لهم حتى تنشرح صدورهم لوحدانية الله؟!

لقد شهدوا كما شهدنا بألوهية الله .. وبأنه لارب ولا إله سواه.

أسَيَظلون هؤلاء المشركين فى ضلالهم يعمهون لا يقدرون قدر الله؟!

أيعبدون غير الله ويجعلون مما يشركون به نِداً لله؟!

إنهم متبعين لآبائهم فى جهلهم وفى افترائهم على ربّهم ويقولون مثل قولهم

بأن هذا ما ألفينا عليه آباءنا ووجدنا عليه أجدادنا! ثم يدّعون أنّهم عاقلين راشدين!

إنهم بذلك يكونوا كالبهائم والأنعام يساقون كالأبقار والأغنام.

أليس لهم عقول يعقلون بها .. أوآذان يسمعون بها .. أو قلوب يفقهون بها؟!

ألا يستحون من رب الأرض والسماء؟! وهم عبيد أذلاء!

أو لو كان هناك آلهة غير الله ألم يذهب كل إله بما خلق ويتعالى على من سواه؟!

هل هناك إله غير الله قام بإفساد الحياة التى أصلحها الله .. ؟!

هل هناك إله غير الله قام بتغيير مدارها ومسارها منذ أن خلقها الله .. ؟!

هل هناك إله غير الله منع تعاقب ليلِها ونَهَارِها .. ؟!

هل هناك إله بدّل المحيطات والبحار والأنْهار وجعلها أرضا أوجبال .. ؟!

هل هناك إله أتى بالشمس من المغرب بدلا من أن تأتى من المشرق .. ؟!

هل وُجِد من الخلق من خَلَقَ خلقا أو سيخلق خلقا ليصير به نِدّا لله .. ؟!

هل وُجِد أحدٌ سَمّى نفسه الله .. ؟!

إنه إتقان ونظام وتدبير وإحكام .. إنه أمر وحكم وقهر.

هناك عزيز جبار .. واحد قهار .. مالكٌ للملك والملكوت وصاحبٌ للعز والجبروت.

أصلح الله لنا الأرض للحياة وجعلها مقرا ومستقرا لنا .. فيها كانت نشأتنا ومهدنا ومهادنا ..

وفيها سيكون حتفنا وموتنا .. ومنها سنخرج إلى حسابنا بعد بعثنا.

إنهم يكذبون بيوم البعث اليوم الذى تهب فيه الأموات من السبات .. اليوم الذى لاسير فيه

للمتحركات .. ولا ثبات فيه للساكنات .. اليوم الذى سيجمع فيه الشمس والقمر

فلا دوران ولا مسار ولا أفلاك فى المدار .. اليوم الذى مردنا فيه إلى الله ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015