رب العالمين .. وأنه أفصح عن عداوته وضراوته وأقسم بالله وعزته
ليغويننا أجمعين إلا عباد الله المخلصين.
ألا يختارون الهداية ولا يذعنون للضلال والغواية .. ؟!
إن كان آباؤهم جاهلين ضالين غير مهتدين أسيظلون مثلهم فى الغى والضلال قابعين .. ؟!
هؤلاء لم يعوا المورد الوخيم الذى ينتظرهم فى يوم الدين من عذاب الله الأليم
وشرب الحميم وسكنى الجحيم.
******
فقال له الشيخ الهرم والدموع تتساقط من عينيه على وجنتيه:
أيها الرجل النجيب ذو العقل اللبيب: لقد فجرت أحزانى وزلزلت أقدامى.
فهيا للجلوس فلقد أشرفت على الإعياء ولدى أشياء وأشياء فما أكنه وأخفيه أكثر مما أنت فيه.
وجلسا فى واحة خضراء ذات أشجار مورقة وأغصان متدلية والقمر
يتلألأ أنواره وينفض أضواؤه ويعلو ويزدهى .. ونسمات الأسحار تحرك أغصان الأشجار ..
وبدأ الشيخ يبوح بكلامه وهو يتنفس صعداءه فقال:
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد للخلق كفارا أو مشركين يهودا
أو نصارى أو صابئين الرحمة من الله .. شفقة عليهم من عذاب الله ..
فهم جميعا أمته مخاطبين برسالته.
يريد لهم جنة النعيم خوفا من سكنى الجحيم .. إلا أنهم لا يدركون ولا يعون ..
بل يصرون على العذاب الأليم.
وتنهد الشيخ مغمضا عيناه ثم واصل كلامه قائلا:
لقد أورثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة لا لنحتفظ بِها
أونضن بِهديها ونورها ولكن لنكون خلفاء عليها وأمناء على بثها
وإظهار نورها وإصلاح شأن العالم بِها.
فيما سبق من الزمان كان هناك نجوم زاهرة وبحور زاخرة من أنوارها كنا نقتبس
ومن مناهلها كنا نغترف .. أما الآن فقد بات العلم بين العلماء إلى عفاء ..
غالبهم يقول بالحق فيه على خفاء. بل وصار الدين عرضة لمن شاء.
أيها الرجل الحزين:
لقد كانت كل أمة من الأمم السابقة واجبا ومفروضا عليها اتباع النبى والرسول الذى أرسله الله
حتى جاء هذا الدين الذى ارتضاه الله .. فأصبح واجبا على كل من ولد من بعده من كافة خلق الله
اتباعه وإلا فقد خالف ما أمر به الله وما ارتضاه.
إن لم يعلموا ذلك .. فإن دعاة المسلمين وعلماء الدين قد تقاعسوا
عن بلاغهم ونذارتِهم لهم ولم يقوموا بالواجب المفروض عليهم فى بيان شريعة الله.
****************************** ******************
سعيد شويل