واستراحت من احتراس وعس
ومغان على الليالي وضاء
لم تجد للعشي تكرار مس
لا ترى غير وافدين على التاريخ
ساعين في خشوع ونكس
نقلوا الطرف في نضارة آس
من نقوش، وفي عصارة ورس
وقباب من لازورد وتبر
كالربى الشم بين ظل وشمس
وخطوط تكفلت للمعاني
ولألفاظها بأزين لبس
وترى مجلس السباع خلاء
مقفر القاع من ظباء وخنس
لا (الثريا) ولا جواري الثريا
يتنزلن فيه أقمار إنس
مرمر قامت الأسود عليه
كلة الظفر لينات المجس
تنثر الماء في الحياض جماناً
يتنزى على ترائب ملس
آخر العهد بالجزيرة كانت
بعد عرك من الزمان وضرس
فتراها تقول: راية جيش
باد بالأمس بين أسر وحس
ومفاتيحها مقاليد ملك
باعها الوارث المضيع ببخس
خرج القوم في كتائب صم
عن حفاظ كموكب الدفن خرس
ركبوا بالبحار نعشاً وكانت
تحت آبائهم هي العرش أمس
رب بان لهادم، وجموع
لمشت ومحسن لمخس
إمرة الناس همة لا تأنى
لجبان ولا تسنى لجبس
يا دياراً نزلت كالخلد ظلاً
وجنى دانياً وسلسال أنس
محسنات الفصول لا ناجر فيها
بقيظ ولا جمادى بقرس
لا تحش العيون فوق رباها
غير حور حو المراشف لعس
كسيت أفرخي بظلك ريشاً
وربا في رباك واشتد غرسي
هم بنو مصر لا الجميل لديهم
بمضاع ولا الصنيع بمنسي
من لسان على ثنائك وقف
وجنان على ولائك حبس
حسبهم هذه الطلول عظات
من جديد على الدهور ودرس
وإذا فاتك التفات إلى الماضي
فقد غاب عنك وجه التأسي
3 - و الشاعر عبدالله بلخير كتب سينيته معارضاً البحتري وشوقي قائلاً
ذكرياتي ما بين يومي وأمسي
هي عمري ما بين سعدي ونحسي
ضاع منها ما ضاع في مهمه العمر
وطواها بين اخضرار ويبس
وتبقى منها الذي رسبت منه
رؤى لا ترى بفكري وحسي
مومضات تشع طوراً وتخبو
في شريط، في ظلمة الذهن منسي
تتعالى به حياتي وتكبو
بين كرب من الزمان وأنسي
خاض أمواجها شراعي يطوي
البحر طياً به يسير ويرسي
تتغشاه من أعاصير الهوج
مثال الجبال (رضوى) و (قدس (فهو ما بينها يغوص ويطفو
ثم يمضي على ظهور وغطس
هو عمر مضى وقد أذن العصر
فأضحى مصبح العمر ممسي
وهو في دورة المحاق فلم تبق
الليالي من بدرها غير سدس
ما تبقى من ذكرياتي عنه
قطرات على حصى منه ملس
جف في بعدها نداها فلا تبتل
من مسها بناني بمسي
طافت الذكريات بي في ذرى
(الحمراء) في عالم على المجد مرسي
طفت فيها وفي حناياي منها
زفرات الواعي، العليم، المحس
نادباً عزها، وملك (بني الأحمر)
فيها، بهيبة الملك مكسي
طفت أرجاءها وبين صياصيه
كأني أطوف فيها برمسي
في جموع توافدت من زوايا الـ
أرض كانت غريبة الدار ليسي
تتلاقى أنظارهم في تلاقيهم
وتصغي الآذان في كل دعس
في وجوم كأنهم في عزا موت
فقيد لهم ورنات تقس
هي هذي (الحمرا) ولا غالب إلا
الله كانت (دار الخلافة) أمس
كانت الملك والخلافة والفتح
لآل من العروبة شمس
ثم زالت وزال ملك (بني الأحمر (
منها لما أصيب بنكس
مثل ما زال ملك (دارا) و (قسطنـ
طين) في الأرض بعد ملك (تحمس
وانتهى (هينبال) و (إسكندر
الأكبر) وانهار ملك (روم) و (فرس (سنة الكون أن يزول وينهار
بناء الباني على غير أس
تلك (حمراؤنا) على مفرق (أوروبا
منار يهدى به كل ممسي
وهي في حمرة العقيق تراءت
تتلألأ وفي بريق الدمقس
مشرئباً إلى رفافها أرنو إليها
تفيض بالحزن نفسي
خاشع الطرف عندما لاح لي
فيها (المصلى) ولاح (تاج) و (كرسي (فاقشعرت مشاعري وتراءت
لي رؤى حاضري الحزين كأمسي
خيلت لي تموج أكنافها بالخيل
كالصبح في صهيل وعس
أشرقت في سنا (الخلافة) تزهو
برجال شم المعاطس نطس
والكراديس من (تجيب) ومن (حمير (
(صنهاجة) الفتوح و (قيس (وقفوا في رماحهم وظباهم
كسنا الفجر بين طرد وعكس
في ظلال المصفقات من الرايات
في (خزرج) ترف و (أوس (فوق هامات قادة (العرب) من
(عبد مناف) ومن بني (عبد شمس)
والأذان الداوي على الهضبات
الخضر يدعو إلى فرائض خمس
تتعالى به قراهم وتسمو
حين تصحو عليه أو حين تمسي
وتراءى لي (الخليفة) في إيوانه
مصبحاً بها أو ممسي
حوله الفاتحون في زرد الفولاذ
يزهون في إباء وبأس
فلك شع بالشموس أنار الغرب
عبر القرون في كل درس
ما رأت في ظلامها قبله (أوروبا)
ضياء يضيء فيها بقبس
مثل أضواء (قرطبا) وسنا (غرناطة)
في الدجى ونور (بلنس (كانت الأرض كلها تتلاقى
حول أبوابها ومن كل جنس
تتلقى العلم الغزير على أعلامها
¥