الغر من إمام وكيس

ووفود (الرومان) و (الغال) و (الجر

مان) حول الأبواب أطياف نكس

وقفوا في الصفوف يلتمسون الإذن

لا ينبسون فيها بنبس

كلما لاح حاجب حفت الأنظار

منهم به ولفت بوجس

كلهم شاخص إلى الإذن في غمزة

طرف أو في إشارة خلس

شرف باذخ لهم أن يقوموا

في صفوف على ظلال الدرفس

يستظلون بـ (الخلافة) فيها

وهي عدل يبني وينشي ويكسي

تلك (حمراؤنا) بناها (بنو الأحمر)

يضحي الخيال فيها ويمسي

تخت ملك الإسلام فوق روابي

(البيرينه) الخضرا أقيم وأرسي

فاحت الأرض حولها بالربيع الطلق

قد ضاع من خزامى وورس

عبق لا تزال أستارها تنفثه

في الأكف، في كل لمس

وهي تختال في مطارفها الحمرا

عروساً يزهو بها ليل عرس

طفت فيها أجر خطوي، ودقات

فؤادي تقود ترجيع دعسي

وتجولت بين أروقة القصر

حزيناً في خيبتي بعد يأسي

تتوالى خواطري ورؤى شجوي

بذهني على خيالي وهجسي

حينما راعني الذي راعني منها

فحوقلت في قنوطي وبؤسي

وتحسست مهجتي وعرى قلبي

فلم أهتد إليها بحسي

فتهاويت خائر العزم ثاو

واضعاً راحتي من حول رأسي

شارد الذهن لا أرى ما أمامي

حاسباً رجس أمتي أمس رجسي

وعلى هامتي هواني على نفسي

هوان المجنى عليه المخس

فكأني وحدي الملوم على

تعس جدودي يهزني هول تعسي

تلك حمراؤنا وحين أسميها

أسمي ما أفتديه بنفسي

مجدنا الأعظم الذي انقض وانهار

وما زال ذكره اليوم قدسي

ناح (شوقي) على مشارفها قبلي

تشاجى بـ (البحتري) في تأس

وتشاجيت منهما حين سالت

دموعي على يراعي وطرسي

وتماديت حين زاحمت في (القصر

) (الأميرين) في غرور (البرنس (فقصور الحمراء (دار أبي

سفيان) داري والجنس لا شك جنسي

حاملاً رايتي أهز بها شعري

تعالت به جذوري وغرسي

ما تخطتني الصفوف فمن حولي

وخلفي (قيسي) و (عبسي) و (عنسي (جزتهم في سما (عكاظ) فقد

رف جناحي على السحاب وجرسي

يتبارون في لحاقي وهم

خلف غباري على مدى قاب قوس

وأنا عند (سدرة المنتهى)

أرنو إليهم على أهازيج قعس

لا أبالي بأن يغص بما قلت

شحيح الإنصاف في ضيق نفسي

فكثير ألا يقال لمن أحسن

أحسنت، في الزمان الأخس

همسات رنت بأذني في (الحمرا)

كهمس الجني في أذن إنسي

فتريثت في مقاصيرها

أصغي إليها بكل وعيي وحسي

سابحاً في مشاعري في متاهات

تلاقى فيها يقيني بوجسي

كيف كنا، وها هو اليوم ما كان

وكنا، أطلال سعد ونحس

هي هذي ديارهم عبرة الدنيا

وكبرى العظات للمتأسي

بقيت عبرة يطوف بها الناس

وترنوا لها العيون فتخسي

ويحج (السياح) ساحاتها ماجت

بأفواجهم بزهو وميس

كل ركن منها يئن لما

مر عليها من نائبات وحس

بحت النائحات فيها على

الا ضاع يندبن في مواكب عمس

وأمحى ما عدا (شعار) بني الأحمر

وما زال فضلة المتحسي

وهو فيما يرى (ولا غالب إلا الله)

فيه أسى الخطوب المؤسي

يصطفيه (السياح) في سوق

(غرناطة) في هزء من أصيب بمس

جعلوه مثل الدنانير ذكرى

حول أعناقهم تدلى بسلس

واعتذر عن الايجاز في كتابة الموضوع والاطالة في قصائد المثل الثلاث اذ نقلتها كاملة والحمد لله رب العالمين

فالح نصيف الحجية

الكيلاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015