3 - وجاء فيها أيضاً قوله:. . . . . حتى إذا أثخنوهم، شدّوا الوثاق، وقد كادت أرواحهم تبلغ التراق. . . ثم أدخلونا إلى بيت طويل الدعائم في صدره شيخ. . . . . فقال: أحسنت أيها النذير فسنوفي لك الكيل .. أقول: وفي هذا اقتباس أو إيماء لقوله تعالى: (حتى إذا أثخنتُموهم فشُدّوا الوثاق) (محمد:4). وكذلك لقوله تعالى: (كلاّ إذا بلغت التراقي) (القيامة:26).

وليس بعيداً أن يكون المؤلف قد نظر إلى قوله تعالى: (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط) (الأنعام: 152).

4 - وجاء فيها في الصفحة 6 قول المؤلف:. . . . وقال: (يا قوم اتّبعوا من لا يسألكم أجرا ً).

أقول: وفي هذا إيماء لقوله تعالى: (يا قوم لا أسألكم عليه أجرا ً) (هود:51) أو إنه إيماء لقوله تعالى: (يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجرا ً) (يس:20 - 21).

5 - وجاء في الصفحة 7 من هذه المقامة:

. . . . .وأخذ يتخطى ويتمطى ذات اليمين وذات الشّمال. . . .

أقول: لعلّ في هذا شيئاً نظره المؤلف في قوله تعالى: (. . . ونُقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) (الكهف:18).

6 - وجاء فيها أيضاً قول المؤلف:

. . . . . . وقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله. . . . .

أقول: وهذه من العبارات التي يرددها المسلمون في اتكالهم على الله ذي الحول والطول.

7 - وجاء في المقامة الثالثة المعروفة "العقيقية" في الصفحة 13:

ولما فرغ من "أبياته" زفر زفرة الضرام وقال: ":كُلُّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام".

أقول: وهذا الذي ذكره المؤلف هو الآية السادسة والعشرون من سورة الرحمن، غير أن المؤلف أدرج الآية في كلامه ولم يُشر ولم يومئ إلى أنها آية كريمة.

8 - وجاء في الصفحة 14 منها قوله:

. . . . وقال: اركبي باسم الله مجراها. . . .

أقول: وليس من شكّ أن المؤلف نظر إلى قوله تعالى: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها) (هود:41)

9 - وجاء فيها قوله أيضاً:

. . . . . فقلت: إن الشيخ قد أتى بقلب سليم: والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. . . . .

أقول: إن الشق الأول من قول المؤلف مأخوذ من قوله تعالى: (يوم لا ينفع مالُ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) (الشعراء:89). وأما الشق الثاني فهو من الآية 213 من سورة البقرة، وكلاهما مندرج في كلامه، وليس من إشارة إلى أنه شيء من لغة التنزيل العزيز.

10 - وجاء في المقامة الرابعة المعروفة بـ "الشامية" في الصفحة 18 قوله:

. . . . وسأستغفر الله لي ولهم إذا وقفنا على الصراط. . . .

أقول: والاستغفار للنفس، للمتكلم، وللمخاطبين أو المتحدث عنهم، من دعاء المسلمين، وهو شيء من بعض الدعاء الذي يتوجه به خطيب الجمعة في خطبته. وأما الصراط فهو أدب سلامي، وقد عمرت اللغة الشريفة بذكر "الصراط" وفيه للمسلمين عظة وعبرة وذكرى.

11 - ثم نقف على قول المؤلف في هذه "المقامة" في الصفحة 19:

. . . . لو رمى الله بك أصحاب الفيل، أغنيت عن الطير الأبابيل. . . .

أقول: وليس من شك أن في "أصحاب الفيل" إشارة أو لمحةً لما ورد من "أصحاب الفيل" في قوله تعالى: (ألم تر كيف فعل ربُّك بأصحاب الفيل) (الفيل:1). وليس قوله: "عن الطير الأبابيل" إلا شيئاً من قوله 0 تعالى: (وأرسل عليهم طيراً أبابيل) (الفيل:3).

12 - وجاء في "المقامة" الخامسة المعروفة قوله:

. . . . وما أدراك ما هيه، قال: هي فرية وسوس بها إليها الشيطان، ومرية ما أنزل الله بها من سلطان. قال: فادفع عن نفسك بالتي هي أحسن، ولا تجادل في أشياء إن تبد لك تسؤك فتحزن. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. . . .

أقول: وجملة هذا الذي دبّجه اليازجيّ في "مقامته"، اقتباس من آيات محكمات يقرؤها المسلم فيقف على مكانها من لغة التنزيل العزيز.

وقوله: "وما أدراك ما هيَهْ" هو الآية العاشرة من سورة القارعة. وقولة "هي فرية وسْوسَ بها إليها الشيطان"، فشيء غير بعيد من قوله تعالى: (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وُوري عنهما) (الأعراف:20)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015