ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[08 - عز وجلec-2010, مساء 05:33]ـ
جزاك الله خيرا وبرّا فأنا في شوق لمعرفة الكثير عن هذا الرجل الذي نعته الرافعي -رحمه الله- بأنه ((أديب هذه الملة [أي النصرانية] وبليغها الشيخ إبراهيم اليازجي الشهير, وهو أبلغ كاتب أخرجته المسيحية)) كما في مقدمة كتابه إعجاز القرآن أثناء تعليقه على تقديم الشيخ رشيد رضا.
واليازجي صرَّحَ للرافعي بإعجاز نظم القرآن كما صرح شاعر القوم خليل مطران, وجبر ضومط وغيرهم من النصارى.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[09 - عز وجلec-2010, صباحاً 12:16]ـ
فائدة حول والد إبراهيم اليازجي ألا وهو ناصيف اليازجي.
قال الدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه (في شرف العربية ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_umma.php?lang=&رضي الله عنهookId=242&CatId=201)) الصادر عن سلسلة كتاب الأمة:
((نقف في أدب الشيخ ناصيف اليازجي في كتابه في (المقامات) التي وسمها بـ"مجمع البحرين" على عربية هي في الذروة من الفصاحة. لقد حفلت بأوابد الكلم في القديم، جاهلية وإسلامية، كما حفلت بجمهرة من نوادر الأمثال، وإشارات كثيرة إلى (نوابغ الكلم) من مشهور مجازات العربية واستعاراتها. وإنك لتجد في كل "مقامة" من هذه المقامات أدباً جماً ولغة عالية سليمة، عربية النجاد. تغرس أصولها بعيدة في بيئة ضاربة في مجتمع بدوي قديم، ولو لا أنك تقرأ أن قائلها (يازجي) عاش في جبل لبنان لما شككت أن صاحبها أعرابي لم "تعجبه الحضارة"، ولا عرف لينها، ولا نعم بخيرها، وملاذها.
ولم يقتصر الأمر على هذا، فإنك لتجد فيها إلى جانب هذه الأشتات البدوية، إسلاما ناصعاً يتمثل في شيء من كرائم الآيات، وتعابير لا نجدها إلا في لغة التنزيل العزيز، ولو لا أنك تقرأ في فاتحة هذه المقامات أن "اليازجي" هذا الذي تزيّ بزيّ البدوي الصميم هو من "الأمة العيسوية" لما خامرك شك في أنه مسلم شرح الله قلبه للإسلام.
فكيف لنا أن نفسر هذه الظاهرة؟
ألنا أن نقول: إن "المقامات" موضوع إسلامي يفرض على صاحبه أن يتزود بمواد الإسلام من الآي الكريم والأثر الشريف!!
لا، ليس لنا أن نقول ذلك، فالمقامات في الذي كانت ترمي إليه، علم لغوي يختزن الأوابد والفرائد والشعر والرجز، مما يشتمل على قول مأثور، ومثل سائر، ومواد أخرى من أعلاق العربية الغالية.
فكيف نقول إذن؟
ليس لنا أن نقول إلا أن يكون اليازجي قد آمن قلبه بالإسلام، وانتهى إلى أن أدب العربية لا بد له أن ينعش بهذا الفيض العلوي الإسلامي، ولو لا أن الانقلاب من النصرانية إلى الإسلام من شأنه أن يثير أمامه المشكلات والصعاب في عصر ما زال فيه للسلطان الديني النصراني قوة، لكان له أن يستجيب لهذا الداعي في دخيلته، وما أظن أن رجال العلم من النصارى في عصره لم يبتئسوا مما فرط فيه اليازجي في حق دينهم حين كتب هذه "المقامات" التي عمرت بالطابع الإسلامي.
وقد يكون مفيداً جدًّا أن نستقري هذه الآثار الإسلامية في "مجمع البحرين" ليكون القارئ على ثقة مما حملته إليه من دعوى، قد يظنها عريضة مدّعاة لا تخلو من إغراق. وإني لواثق أن القارئ لن يحملني على التعصب للإسلام وأنا أفجؤه بهذا الذي ذكرت، ودونك هذه الآثار:
1 - جاء في المقامة الأولى لمعروفة بـ "البدوية" في الصفحة 5:
. . . . . . حتى إذا أشرفنا على فريق يناوح الطريق، عرض لنا لصوص قد أطلقوا الأعنة، وأشرعوا الأسنة، فأخذ الشيخ القلق، وقال: أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق.
أقول: وفي هذا اقتباس من سورة الفلق وهو قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق) (الفلق:1 - 2).
2 - وجاء فيها أيضاً قول المؤلف:
. . . .ولما التقت العين بالعين، على أدنى من قاب قوسين، قال: يا قوم هل أدلُّكُمْ على تجارة. . . .
أقول: وفي هذا اقتباس من قوله - تعالى-: (فكان قاب قوسين أو أدنى) (النجم:9)
وفي اقتباس آخر من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تُنجيكم من عذاب ... ) (الصف:10)
¥