وهذه سمة لم يسبقه الشعراء اليها ولم يات احد
ومن حيث اللفظ فهو كثير غريب اللغة ووحشي اللفظ صعب الفهم حتى ان المتتبع لشعره بحاجة الى معجم لمعرفة معانيه ومقاصده وليس هذا بغريب على شاعر مثل المعرى الواسع الذكاء العارف بخفايا العربية واسرارها ومعانيها واساليبها وبلاغتها خاصةوانه عاصر عهدا وصلت العربية فيه الى ارقى المراتب بين اللغات اضف ان قصائده تطغى عليها قوة بلاغية جناسية في اكثر الاحوال
وجدت الناس في هرج ومرج
غواة بين معتز ل و مر ج
فشان ملوكهم غرف ونزف
واصحاب الامور جبا ة خر ج
فاللزوميات فلسفة الحياة ومبادىء الاخلاق تتجلى فيها اساليب نقد وسخرية هذا الشاعر من الحياة ومن الناس بدعابة في جد يكشف اغوار النفس الانسانية واسرارها في شعر بيلغ لم يات بمثله اللذون سبقوه واللذون جائوامن بعده يقول \
جهلنا فلم نعلم على الحرص ما الذ ي
يراد بنا والعلم لله ذي المن
اذا غيب المرء استسر حديثه
ولم تخبر الافكار عنه بما يغني
تضل العقول الهبرزيات رشدها
ولم يسلم الراى القوي من الافن
طلبت يقينا من جهينة عنهم
ولم تخبريبي ياجهين سوى الظن
فان تعهديني لا ازال مسائلا
في لم اعط الصحيح فاستغني
ابو العلاء غير متطير لكنه متشائم شديد التشاؤم لايرى في هذه الدنيا الا شرا مستطيرا لايستطيع دفعه ولا يامل بازالته او تحسينه لذلك ينظر الدنيا بمنظارة سوداوية حالكة يقول
وهل لحق التثريب سكان يثرب
من الناس لابل في الرجال غباء
اوقوله
اراني في الكرى رجل كاني
من الذهب اتحذت غشاء راسي
قلنسوة خصصت بها نضارا
كهرمز اوكملك اولى خراسي
فقلت معبرا ذهب ذهابي
وتلك نباهة في اندرا س
اقمت وكان بعض الحزم يوما
لركب السفن ان تلفي الر وا سي
اسمع قوله في نفي التطير \
وما اسر لتعشير الغراب اسى
ولا ابكي خليطا حل تعشارا
ولا توهمت انثى الانجم امراة
ولا ظننت سهيلا كان عشتارا
بقي ان نقول ان الشاعر الكبير ابو العلاء المعري شاعر الحياة وفيلسوفها ترك وراءه (اللزوميات وسقط الزند) في الشعر ومجموعة من الكتب تربو على الثمانين مؤلفا في مكتبتي منها رسالة الغفران ورسالة الصاهل والشاحج ومنها رسالة الملائكة وذكرى حبيب و الايك والغصون وعبث الوليد ومعجز احمد
والفصول والغابات وغيرها
رحم الله شاعر العربية وفيلسوفها الكبير
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
****************************** ********
ـ[أبو أصيل المكي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 09:44]ـ
كُنْتُ أَتَعَصَّبُ لَهُ لِكَوْنِهِ مِنَ الْمَعَرَّةِ، ثُمَّ وَقَفْتُ لَهُ عَلَى كِتَابِ ((اسْتَغْفِرْ واسْتَغْفِرِي)) فَأبْغَضْتُهُ وَازْدَدْتُ عَنْهُ نُفْرَةً، وَنَظَرْتُ لَهُ فِي كِتَابِ ((لُزُومُ مَا لاَ يَلْزَم)) فَرَأيْتُ التّبَرِّي مِنْهُ أحْزَم، فَإنَّ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ يَدُلاَّنِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ – لَمّا نَظَمَهُمَا – عَالِماً حَائِراً ومُذَبْذَباً نَافِراً، يُقِرُّ فِيهِمَا أَنَّ الْحَقَّ قَدْ خَفِيَ عَلَيْهِ وَيَوَدُّ لَوْ ظَفِرَ بِالْيَقِينِ فَأخَذَهُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ كَمَا قَالَ فِي مَرْثِيَةِ أَبِيهِ:
طَلَبْتُ يَقِيناً منْ جُهَيْنَةَ عَنْهُمُ وَلَنْ تُخْبِرِينِي يا جُهَيْنَ سِوَى الظَنِّ
فَإِنْ تَعْهَدِينِي لاَ أَزَالُ مُسَائِلاً فَإنِّي لَمْ أعْطَ الصّحِيحَ فَأسْتَغْنِي
ثُمَّ وَقَفْتُ لَهُ عَلى كِتَابِ ضَوءِ السّقْطِ الّذِي أَمْلاَهُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِاللهِ بنِ مُحَمّد بنِ مُحَمّد بن عَبْدِ الله الأَصْبَهَانِي الّذِي لاَزَمَ الشّيْخَ إِلَى أنْ مَاتَ ثُمَّ أقَامَ بِحَلَب يَرْوِي عنْهُ كُتُبَهُ، فَكَانَ هَذَا الْكِتَابُ عِنْدِي مُصْلِحاً لِفَسَادِهِ، مُوَضِّحاً لِرُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ وصِحَةِ اعْتِقَادِهِ، فَإنّهُ كِتَابٌ يَحْكُمُ بِصِحّةِ إسْلاَمِهِ مُأوَلاً، وَيَتْلُو لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ بَعْدَ كُتُبِهِ الْمُتَقَدِّمَةِ وللآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى، فَلَقَدْ ضَمّنَ هَذَا الْكِتَابَ مَا يُثْلِجُ الصّدْرَ ويُلِذُّ السّمْعَ ويُقِرُّ الْعَيْنَ ويَسُرُّ الْقَلْبَ وَيُطْلِقُ الْيَدَ ويُثَبِّتُ القَدَمَ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرِ بَرِيّتِهِ، والتّقَرّب إلَى اللهِ بِمَدائِح ِ الأشْرَافِ مِنْ ذُرَيّتِهِ، وَتَبْجِيلِ الصّحَابَةِ وَالرِّضَا عَنْهُم، والأدَبِ عِنْدَ ذِكْرِ مَا يَلْتَقِي مِنهُم، وَإيرَادِ محَاسن منَ التّفْسِير، وَالإقْرَارِ بِالبَعْثِ وَالإشْفَاقِ مِنَ الْيَومِ الْعَسِيرِ وَتَضْلِيلِ منْ أنْكَرَ الْمعَادَ، والتّرْغِيبِ فِي أذْكَارِ اللهِ والأوْرَاد، والْخُضُوعِ للْشّرِيعَةِ الْمُحَمّديةِ وَتَعْظِيمِهَا، وهُوَ خَاتِمَةُ كُتُبِهِ وَالأعْمَالُ بِخَواتِيمِهَا.
من كلام الإمَامُ زِينُ الدّين عُمَرُ بن مُظَفّر الشّهِير بابْنِ الْوَرْدِي المُتَوفّى سنة 749 هـ ((رحمهُ الله))
تفريغ الكاتب الربيع العاصف
رحم الله شيخ المعرَّة واسكنه فسيح جناته
وجزاك الله خيراً أخانا فالح.