ـ[فالح الحجية]ــــــــ[17 - Nov-2010, صباحاً 01:56]ـ
ابو العلا ء المعر ي
هو ابو العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي
ولد في معرة النعمان احدى مدن سورية عام 363 هجرية في بيت عز وشرف وغنى ومحتمد عربي اصيل الاانه اصيب بمرض الجدري في الثالثة من عمره فافقده البصر وعاش طيلة حياته في ليل طويل
تعلم ابو العلاء على يد والده فنشأرغم عماه ذكي الفؤاد مرهف الحس متوقد الذاكرة و قا ل الشعر في عمر الطفولة وقد توفي والده في صباه وعمره اربع شرة سنة تاركا لولده الاعمى ثروة طائلة واكتنفته امه وسهرت على تعليمه وقد تنقل في طلب العلم بين معرة النعمان مسكنه ,انطاكية واللا
ذقية وحلب وطرابلس وبغداد لمواكبة دراسته وكانت بغداد انذاك قبلة الادباء وموئل الشعراء وبقي فيها ردحا من الزمن متنقلا بين مجالس الادباء والشعراء ونواديهم وقد اجلوه واحترموه بما يليق بمكانته الادبية العالية
وفي بغداد انكب على دراسة الادب والفليسفة والعلوم العربية والحكمة ولم يترك علما من العلوم او الاداب الا وخاض غماره وتولاه بالدرس والتحليل ولما عاد الى المعرة عاد بحرا من العلوم والاداب والفلسفة ساعده حدة ذكائه وحفظه المفرط وسمو وعزة نفسه الابية
وهو في بغداد علم ان والدته مريضة فهجر بغداد مكرها وسافر الى المعرة لاستطلاع الامر الا انه فوجىء بخبر وفاتها ولما يصل وعند وصوله انقطع الى نفسه وانعزل عن الناس وعاش منفردا وحرم على نفسه الاختلاط بالناس حتى انه عبر عن حالته في شعره يقو ل
اراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسال عن الخبر ا لنبيث
فقدي ناظري ولزوم بيتي
وكون النفس في الجسم الخبيث
كان طلبة العلم يتوافدون عليه وهو قابع في بيته فينهلون من معين صاف لاينضب وبحر غزيرواسع المعرفة وقد حرم اكل اللحوم على نفسه حتى قيل انه كان لاياكل امام احد من الناس فكان خادمه يضع له الطعام في غرفة معزولة ثم يتوارى عنه كما انه لم يتزوج ابدا قال \
هذا ما جناه علي ابي وما جنيت على احد
توفي ابو العلاء بعد اصابته بمرض خطير اودى بحياته بعد ثلاثة ايام من اصابته به وذلك سنة 449 هجرية بعد عمر ناهز 86 عاما قضاها في محبسه في ظلمة الحياة
لقد صب ابو العلاء جام سخطه على الحياة وحدجها بنظرة ماساوية شزراء تشاؤمية فهو يراها مفعمة بالشر والكدر بل كلها شر وما الخير فيها الا كزهرة تقطع فتذوى وتذبل وتنضوي بل عدها ضلالة وجهالة وما هي الا مكر وحذاع وما تظاهر الناس بها الا رياء ا وما يتدينون عن تعقل وروية
وهو المفكر الفاحص بل يعتبره تقليد ابائهم كما فعل الجاهليون كما يرى ان الدين سبب العداوة بين الخلق ومصدر العداوة والشقاق بينهم يقول
ان الشرائع القت ببننا احنا
وعلمتنا افانين العداوات
لكن الشاعر وهو الزاهد في الحياةالمتفرس بها غير ملحد كما تصور البعض انه مؤمن بربه كل الايمان لكنه يعود كل الامور على العقل فما قبله العقل عقله واطمان به وقبله وارتضاه وسار عليه فالعقل عنده المرجع الاول والامام لذا فهو مؤمن بوحانية الله تعالى \
توحد فان الله ربك واحد ولا ترغبن في عشرة الرؤساء
اساء المعرى الظن بالناس الى شاوى بعيد ونزع الثقة منهم وسخط على الحياة كلها كان يرى الانسا ن المثالي الحر العقل والكريم الخلق في هذه الحياة غريب عن هذه الدنيا ولا مكان له فيها لذلك انزوى عن العالمين
وابو العلاء فيلسوف شاعر فلسف الحياة في لزومياته وقد استقى اراءه وافكاره التي غذاها من انبع مناهل العلم واغزرها في الادب والحكمة والفلسفة والعقائد وظهر كل ذلك في قريضه بنظم بديع وكلام متين بليغ
شعر ابي العلاء بعد هذا وذاك قوي السيبك متين العبارة شديد الروعة فهو شاعر فنان و فيلسوف اديب ر جاحته متقدمة بالغة عارف باصالة الفن وروائعه يمزج الفكر بالخيال والفلسفة بالحكمة واسع الادراك والفهم فياض المعاني في نظم بديع وشعر بليغ وقافية متينه نظم شعره على قافية معتمدا حرفين او ثلاثة حين الحرف الواحد يكفي انظر اليه يقو ل
سر ان استطعت في الهواء رويدا
لا اختيال على رفاة العباد
رب لحد صار لحدا مر ارا
ضاحك من تزاحم الاضد اد
ودفين على بقايا دفين
من طويل الازمان والاباد
وضجعة الموت رقدة يستريح
الجسم فيها والعيش مثل السهاد
¥