ويرجع الباحثون (كسيد حنفي في مقدمة تحقيقه لديوان حسان) أسباب ذلك إلى الخصومات التي تأتي تارة عشائرية بين قريش ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل9%82%عز وجل8%رضي الله عنه1%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل8%رضي الله عنه4) والأنصار، أو سياسية بين الأمويين والزبيريين والعباسيين، وإلى اختلاط شعره بشعر غيره ككعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة، ومن بعدهم كعبد الرحمن بن حسان، لكن دخول شعر كعب في شعر حسان أكثر لكون كل منهما يهجو بالأنساب والأيام، وابن رواحة بالكفر.
ومما نحل عليه في هذا الباب:
قول كعب: سقتم كنانة جهلا من سفاهتكم إلى الرسول فجند الله مخزيها
قال ابن هشام: أنشدنيها أبو زيد لكعب. وقد حذف ابن هشام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل9%87%عز وجل8%رضي الله عنه 4%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%85) من سيرة ابن اسحاق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل8%رضي الله عنه3%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم%عز وجل8%رضي الله عنه1%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم9_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم 7%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%رضي الله عنه3%عز وجل8% صلى الله عليه وسلمعز وجل%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%82) خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه.
وينظر مقدمة تحقيق ديوان حسان بن ثابت للدكتور سيد حنفي حسنين فقد ناقش فيها قضية المنحول من شعر حسان ببعض التفصيل.
من أغراض شعر حسان بن ثابت
أكثر شعر حسان في الهجاء، وما تبقى في الافتخار بالأنصار، ومدح محمد e و الغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم. ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام.
ومن خلال نظرتين إلى شعر حسان بن ثابت، نظرة جاهلية وأخرى إسلامية، نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر الإيمان قلوب الشعراء، لا يخلو من في غالبه بل في كله عن النفس الإسلامي، فهو شديدة التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف في قالب الألفاظ البدوية الصحراوية. ومهما استقلت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كلا منها يعبر عن موضوع واحد، هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم. وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام ثلاثة في الجاهلية والرابعة في الإسلام:
1 - حسان شاعر القبيلة: قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام، كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة، فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر. أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته والأوس. ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية، واندفاعا شديدا. فها هو ذا توقفه نسوة فيهم عمرة التي خطبها سرا، فكلفنها أن تسأله عن نسبه وأخواله، فقال:
قَالَتْ لَهُ يَوْماً تُخَاطِبُهُ نُفُجُ الحَقِيبَةِ غَادَةُ الصُّلْب [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn4)
أما الوَسَامَةُ وَالمرُوءَةُ أَوْ رَأْيُ الرِّجَالِ فَقْدْ بَدَا. حَسْبِي
فَوَدِدتُ أنَّك لَو تُخْبِرُنا مَن وَالِدَاكَ وَمَنْصِبُ الشَّعْبِ
فَضَحكتُ ثم رَفَعْتُ مُتَّصِلاً صَوْتي أَوَانَ المنْطِق الشّغَبِ
جدِّي أبو ليلى ووالِدُه عمرٌو وأخْوالي بنو كَعْبِ
وأنا من القوم الذين إذا أَزِمَ الشِّتاءُ مُحَالِفَ الجَدْبِ
أعْطى ذوو الأموال مُعسِرَهم والضَّاربين بموطن الجَذْبِ
2 - حسان شاعر التكسب: اتصل حسان بالبلاط الغساني، فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث، وأخوه النعمان، ولاسيما جبلة بن الأيهم. وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وجعلوا له مرتبا سنويا. يقول:
لله درُّ عصابةٍ نادَمْتُهم يوماً بجلِّقَ [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn5) في الزمان الأوّلِ
يُغشَوْن حتى ما تَهِرُّ كِلابُهم لاَ يَسْأَلُونَ عَن السَّوادِ المقْبِل
يَسْقُونَ مَنْ وَردَ البَرِيصَ عَليهِمُ بَرْدَى [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn6) يُصَفِّقُ بالرَّحيق السَّلْسَلِ
بِيضُ الوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ شُمُّ الأُنوف من الطراز الأول
ولم يكن يستدِرُّ بمدحهم العطاء فحسب، يفاخر أيضا بهم لأنهم أخواله، وكان شديد التعصب لهم حتى طلَّق امرأته عمرة بنت صامت حين عيرت أخواله، ثم ندم على طلاقها فأرجعها، فأنشد في مدح الغساسنة قصيدته المعروفة التي مطلعها:
أَجمعَتْ عَمرةُ صَرْماً فَابْتَكِرْ إِنما يُدهِنُ للقَلْبِ الحَصِرْ
¥