ويقول سيد حنفي مقارنا لشعر حسان الجاهلي به في الإسلام "الجاهلي قوي جزل صادق التعبير، ينبض بالحيوية، ويتدفق بالأحاسيس التي توارثها جيلا بعد جيل، أما الإسلامي فقليل الذي يحتفظ بمستواه، وكثير الذي يسقط ويضعف".
وتبقى كلمة الناقدين أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة، وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. ولكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة. ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ، وفخامة المعنى والعبارة، كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.
ويقول الناقد محمد مصطفى سلام ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%عز وجل9%85%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمعز وجل%عز وجل 9%85%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمF_%عز وجل9%85%عز وجل8%رضي الله عنه5%عز وجل8%رضي الله عنه7% عز وجل9%81%عز وجل9%89_%عز وجل8%رضي الله عنه3%عز وجل9%84%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7 %عز وجل9%85&action=edit&redlink=1): " لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل9%82%عز وجل8%رضي الله عنه1%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم2 %عز وجل9%86) وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل9%84%عز وجل9%87) وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به."
والظاهر أن هذا هو قصد الأصمعي حيث "قد قصر مجال الشعر على الشئون الدنيوية التي كانت سائدة في الجاهلية، وحدد موضوعاته التي تصلح له لا ويصلح لها، وجعل صفة اللين عالقة بالموضوعات المتصلة بالخير والدين" [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn3) إذ نجد له كلاما مقاربا لهذا في نقده للبيد وشعره في ذكر الله.
إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت، يجد أن فحولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه، وفي فخامته وعذوبته، ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض، ولعل ذلك يرجع إلى تقدمه في السن، فضاقت مشاعر الشيخ عن فسحة التعبير الشبابي، وذبلت خيالاته الشبابية، وحدثت أحوال مثيرة لنوع جديد من العاطفة، حمي فيها النضال واستعر القتال، فانصرف الشاعر إلى الارتجال، والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي. وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول.
ديوانه:
طبع ديوان حسان بن ثابت بتحقيقات كثيرة أشهرها: تحقيق عبد الرحمن البرقوقي، ثم تلتها طبعة متميزة عن كل الطبعات في تحقيقها ودراستها، وهي التي حققها د. حسين حنفي حسنين، بمراجعة حسن كامل المرصفي، سنة 1974م، وبهذا العمل نال د. حنفي دكتوراه سنة 1961م. وفي سنة 1974م. أيضا ببيروت صدرت طبعة حققها وليد عرفات. وهناك طبعة حققها عبد الأمير مهنا، وهي طبعة رديئة خالية من الدراسة الدقيقة، ويبدو أنها لا تعدو أن تكون طبعة تجارية.
وحسب دراسة د. محمود عبدالله أبو الخير فإن ديوان حسان يضم ديوان مائة وخمساً وعشرين قصيدة، إذا أخذنا بالرأي القائل إن القصيدة تتألف من سبعة أبيات على الأقل. ومن هذه القصائد خمس وثلاثون شكك فيها الباحثون، وتسعون صححوا نسبتها إليه. والقصائد صحيحة النسبة إليه منها خمس وسبعون إسلامية، وخمس عشرة جاهلية.
النحل على لسانه:
لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، نظراً لمكانته شاعرا للرسول، فمن مدحه زكاه ومن هجاه أذله، وكأنه اكتسب من الإسلام صبغة السلطوية الشعرية. يقول ابن سلام الجمحي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم8%عز وجل9%86_%عز وجل8%رضي الله عنه3%عز وجل9%8 4%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%85_%عز وجل8%صلى الله عليه وسلم7%عز وجل9%84%عز وجل8% صلى الله عليه وسلمC%عز وجل9%85%عز وجل8%صلى الله عليه وسلمعز وجل%عز وجل9%8صلى الله عليه وسلم): " وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى".
¥