شخصية حسان بن ثابت في الأدب الإسلامي

ـ[رشيد الزات]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ

الحمد المنان، قسم الوظائف كما قسم الأرزاق بين الأنام، فهذا للسيف والسنان، وذاك للقلم والبيان، وآخر للتعبد بالليل والتنسك للرحمن. والصلاة والسلام على من قال: «اهجهم وروح القدس معك» صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى جميع أصحابه الكرام، أبي بكر وعمر وعثمان، وحمزة وحسان، وغيرهم من ذوي الإفضال والإحسان.

ونظرا لأن الأدب الإسلامي "تعبير جمالي شعوري باللغة عن تصور إسلامي للإنسان في الكون والحياة، يجمع إلى الفن والجمال التعبيري الرؤية الفكرية المنطلقة من عقيدة الإسلام" [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn1) فإن هذا البحث قد ارتكز حول حسان بن ثابت وشعره في الإسلام، لاعتبار أنه أول تجربة يباركها الرسول e عند ظهور الإسلام، وكأن مباركته هذه استجابة للمقولة المأثورة: "الشعر ديوان العرب" ومادام النبي e عربيا وبعث من العرب فلن يخرج عن نهجهم الأسمى الذي كانوا عليه، وكأني بالنبي e - بعدما هاجم القرآن- نوعا من الشعر، بارك النبي e شعر حسان ليريهم النموذج الذي ينبغي أن يكون عليه الشعر، وكذلك ليهاجم من كان يهجوه ويهاجم دعوته بالسلاح نفسه فلا يصدر عنه ليقال إنه التجأ إلى سلاح آخر، فاتخذ النبي e حسانا شاعرا منافحا عن دعوته، ووشاه بالعديد من الأوسمة، التي ظلت ترفع من شأنه مدى الدهور، وعلى تغير الأزمان والعصور، حتى غدا لقب شاعر الرسول، لقبا ملازما له متى ذكر رضي الله عنه.

من هو حسان بن ثابت؟:

حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. واسمه تيم الله. ابن ثعلبة بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار، يكنى أبا الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، لمناضلته عن رسول الله e ولتقطيعه أعراض المشركين، وأمه: الفريعة بنت خالد بن خنس بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصاري، يقال له: شاعر رسول الله e، ووصفت عائشة رسول الله e فقالت: كان والله كما قال فيه حسان: الطويل:

متى يَبْدُ في الداجي البهيمِ جبينُه يَلُح مثلَ مصباح الدجى المتوقدِ

فمن كان أو من ذا يكون كأحمد نِظامٌ لحق أو نكالٌ لملحدِ

وكان رسول الله e ينصب له منبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله e، ورسول الله يقول: «إن الله يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عن رسول الله e»

وروي أن الذين كانوا يهجون رسول الله e من مشركي قريش: أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبعرى، وعمرو بن العاص، وضرار بن الخطاب.

وقال قائل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: اهج القوم الذين يهجوننا، فقال: إن أذن رسول الله e فعلت، فقال رسول الله: " إن علياً ليس عنده ما يراد من ذلك ". ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله e بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم؟.

فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرني به مقول بين بصرى وصنعاء، قال رسول الله e: « كيف تهجوهم وأنا منهم؟ وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي؟» فقال: يا رسول الله، لأسُلَّنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فقال: «ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك». فكان يمضي إلى أبي بكر رضي الله عنه ليقفه على أنسابهم، فكان يقول له: كف عن فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة. فجعل يهجوهم، فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: هذا شعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة.

فمن قول حسان في أبي سفيان بن الحارث: الطويل:

وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد

ولست كعباس ولا كابن أمه ... ولكن لئيم لا يقام له زند

وأن امرء كانت سمية أمه ... وسمراء مغموز إذا بلغ الجهد

يعني بقوله بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم، وهي أم أبي طالب، وعبد الله، والزبير، بني عبد المطلب، وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعني حمزة وصفية، أمهما: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وقوله: عباس وابن أمه، وهو ضرار بن عبد المطلب، أمهما: نتيلة، امرأة من النمر بن قاسط، وسمية أم أبي سفيان، وسمراء أم أبيه الحارث.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015