و كالعادة فشيخ ُ الإسلام لا يجيب إلا بعد أن يبدأ من أًصل المسألة، ثم يُفرِّع، ثم يصل إلى المسألة الأصليّة مجيباً بالمقولة التاسعة ثم العاشرة ثم .. هدماً و نسفا، إنه زمن ابن القيّم الذي ردَّ بالمقولة التسعين في مفتاح دار السعادة، زمان التركيز العالي.
سقى الله ُ تلك الأيام.
و لكنَّ العجب ليسَ هُنا، إنما العجبُ من فلاسفة زماننا، من أصحاب العلوم النفسيّة، الذين يقولون: أنَّ النبوات مرض نفسيّ، إنك ترى مقولة ابن شِينا المردود عليها سابقاً منطقيّة أمام مقولة هؤلاء الحمقى.
فعلى أقلِّ الحجج العقليّة في إثبات النبوات و الوحي، و هي العاقبة، لا تستقيم ُ هذه الحُجة، لكن ما علينا، إنه زمن نيتشه و عبدالله القصيمي، زمن اللامعقول، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
إنه الزمن الذي يصدُق عليه تمنّي شيخ المعرة في قوله:
فيا مَوْتُ زُر، إنَّ الحياةَ ذميمةٌ --- و يا نفسُ جِّدي إنَّ دهركِ هازلُ
إنّهُ زمن الصور و الرسوم، زمن القرآن المهجور، القرآن الذي تتسألُ عنه نازك الملائكة، باحثة منقّبة:
أيُّ قرآن؟ سواءٌ أحواشيه حروف ذهبيّه
أم نقوشٌ فارسيّة ..
أيُّ قرآن؟؟
و على عدم الاستعجال، قد أخبرني أحد الأصدقاء قديماً ناقلاً عن أحد علماء اللغة في حديث لهم في مجمع اللغة العربيّة بدمشق: أنَّ السيوطي ينقل عن عثمان – رضي الله عنه – قوله: إنَّ في القرآن لحن تقيمه العرب بألسنتها.
فنطَّ أحد الشيوعيين من علماء المجمع، قائلاً: و الله ما يقولها عثمان!، فكان عجبي من الشيوعي أكثر من عجبي من السيوطي.
فذهبتُ مستعجلاً هائماً مدافعاً عن عثمان – رضي الله عنه – أدعو على السيوطي بالمحرقة، رحمةُ الله عليه، قرأتُ تاريخ الخلفاء من أجل هذه المقولة، فلم أجدها فيه.
قرأتهُ بعد عزوفي عن السيوطي منذ زمن، و بعد نصح ٍ من علي الطنطاوي - رحمة الله على روحه - بقراءته، قائلاً: قرأتهُ عشرين مرة، و أنصح ُ بقراءته!
إنَّها تجربة: لا تستعجل بأخذ موقف ما من عالم ما، دون التوثيق، خاصة في زمن النقل باللازم، مع الأسف الشديد.
و التجربة المنحوتة: ضع: (الحاجز النفسي، و عدم الاستعجال في التخطئة)، كفتا ميزان أمام المقولات و الأفكار.
- و على هامش صاحبنا الشيوعي، فقد كانت العامّة في بلاد الشام تسمي الشيوعيين: شُعُوْعِي، كلمة محرَّفة، لكنَّ لها أثر على العقل الجمعي، فلا يتزوجون و لا يزوجون من هؤلاء و لا عائلاتهم، إنها عائلات مشهور لا ألفظها ها هنا إكراماً للمجلس، فأصبح حال هذه العوائل كحال الهولوكوست الصامت silent holocaust ! .
- و على هامش الشعوعي المحرَّفة، كان الدماشقة عند كرههم لشيءٍّ ما يقولون عنه: أكرههُ كره الأرفاض!، إنها مشوّهةٌ عن: الرافضة، أعان الله دمشق في زمن صُيّر فيه قبر معاوية – رضي الله عنك يا معاوية – مزبلة، مع الأسف، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ملاحظة: قال عائض القرني - النسخة المعدَّلة -: أجمل المحاضرات و المقالات، ما كان لا تعرفُ رأسه من عقبه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 02:05]ـ
زمان التركيز العالي.
وساعات: الزحمة على الفاضي ..
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 03:02]ـ
وساعات: الزحمة على الفاضي ..
صرت سرفانتس كم يوم.
و لّا .. يمكن ابن الخياط أعقل:
أنا و النّدَى سيفان في -- يد ماجدٍ نصر المكارم
هذا يفلُّ به الخطوب -- وذا يقدُّ به الجماجم
و شوف مين "النّدى"؟ و مين "الأنا"؟ .. و انتبه من فرويد.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 07:58]ـ
وساعات: الزحمة على الفاضي ..
كمان ْ يا مولانا:
خلينا ينولنا اللي نالو ابن القيم في المنام، يعني: طبقة ابن خُزيمة حلوة مش بطّالة، أحسن من النطيحة و المتردية و ما أكل السبع، مع إنَّو السلفيّة مش فالحين في المنامات زي الصوفية (ابتسامة)، و خليني أحكيلك قصة عيد عباسي بعدين حتى تتأكد!!
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 02:38]ـ
إن الكريم لا تعلمه التجارب
وقليلا ما يكون للئيم تجارب
يا طائراً غَنَّى على غُصُنٍ
والشوقُ يسقي ذلك الغُصنا
زدني وهِجْ ما شئتَ مِن شَجَني
إن كنتَ مثلي تعرفُ الشَّجنا
أذكرتَني ما لستُ ناسيَه
¥