ـ[عراق الحموي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 08:06]ـ

الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه، أجمعين:

للعلم؛ فأنا رجل بلا تجارب! .. فلم أبلغ من الكبر عتيّا، و لم يشتعل رأسي شيباً، و لم يتمرّغ أي شيءٍ فيَّ في سبيل دعوةٍ أو فكرة ٍ .. ، و هذه مثالب أولاً، و إنباء ٌ بسلبيّة ثانياً، و البداية - و الله يرحمنا - كبداية ِ الإمام الغزالي، قائلاً: تعلمنا العلم لغير الله ... ، و لا أدري هل نهايتي كنهايته، إذ ْ قال: فأبَى العلم إلا أن يكون لله؟؟

هذا أولا ً، و للعلم ثانياً: فأنا رجل أكره المقدمات، و على مقولة أصحاب السوق: رجل دُغري، فقد رأيتُ الموضوع قد ذَبُل فقلت: إحياء التجارب، و لو بما يُمكن أن نسميه: فلسفة التجارب، أو فلسفة الترَاجِم.

أي هاتيك: "الفكرات التي تجعل التجارب ذات قيمة"، و لعلها فكرة بديهية، و لكنها تحتاج مزيد إيضاح، كما أوضح جزءً منها أستاذنا منصور مهران - شفاه الله -، في تعليقين سابقين.

و قد كان يميل بعض الناس إعطاء الذكاء درجة أسمى من القراءة و التجربة، بل إنه لما بدأ الناس يلاحظون إمكان التدخل ف وراثة الصفات الوراثية، كان أول ما خطر على بالهم، عمل نسخ مكررة من العباقرة الأذكياء، أو نقل مورثات ذكائهم، لقد غفل هؤلاء أن الذي يجعل الإنسان إنساناً ليس فقط ما يضاف إليه قبل أن يخرج من بطن أمه، و إنما ما يضاف إليه بعد خروجه من عالم الأجنة إلى عالم الطفولة و التربية، إلى عالم التجارب.

و هؤلاء قبل كل هذا، لا يعرفون:

- سنن الله في التغيير.

- و مبدأ التسخير.

- و مبدأيّ آيات الآفاق و آيات الأنفس.

ليظهر لهم، أن محركات الحياة، و صراع الثقافات، و نضوج الأمم، و دراسة التاريخ، لا ينطلق من مبدإٍ عقلي، إنما من كميّة و كيفية التجارب التي قامت بها حضارة من الحضارة في كشف سنن الله و نواميسه في الكون، ليمكن عبرها تسخير الكون في خدمة الإنسان.

و لعل التجربة الوحيدة المتفق عليها، و الاتفاق أغلبي في كل الاتفاقات التاريخية - إذ الشذوذ يثبت القاعدة لا ينفيها -، ما أوصى به خالد العظم، الذي كان قومياً يسارياً، في نهاية مذكراته البالغة ثلاث مجلدات ضخام: أن يُدفنَ في جامع الإمام الأوزاعي في بيروت!

إنها تجربة موثوقة: (في نهاية الحياة تختفي الأهواء!).

و قد يكون من هذا السبيل، و هو مثال أكرم مما سبق، ما قاله صاحب متن أبي شجاع الشافعي، أحمد بن الحسين الأصفهاني - رحمه الله - موصياً: أن يدفن عند أقدام النبيِّ - صلى الله عليه و سلم - و صاحبيه، و يُنقش على قبره: و كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد!

و العبر من هاتين القصتين .. لكل ٍ منكم أن يستشرفه، و السلام ُ على الهدلق و إخوانه ِ.

ـ[عراق الحموي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 08:29]ـ

التي قامت بها حضارة من الحضارة

الأوثق أن نقول: أمّة من الأمم، إذ مصطلح الحضارة مصطلح غامض، كمصطلح الثقافة.

ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 06:55]ـ

" العمل في التجارة "

بعد أن تخرّجتُ في الثانوية العامة؛ مكثتُ عدّة أشهر متعطّلاً لا أدرس ولا أعمل , حتى آذيت والدي بهذه الخيبة التي مني بها فيّ .. ثم إني كنت يوماً في إحدى المناسبات فأخبرني بعض الحضور لمّا علم بفراغي: أن له أخاً يملك محلاً لبيع العطور الشرقية في أحد الأسواق الكبيرة , وأنه يبحث عن شاب ليساعده في البيع , وسألني إن كنتُ أرغب في أن يحادثه بشأني: فوافقت .. دَلّني على محله بعد أن ضرب لي موعداً معه , وذهبت إليه في خجل , والخجول من أبعد خلق الله عن مهنة التجارة .. وإذا كان الله سبحانه قد خلق تاجراً , وخلق آخر يشتري منه؛ فأنا ذلك الآخر الذي يشتري منه مابقيتُ في هذه الحياة الدنيا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015