ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 01:54]ـ

ومن تكلم عن مطلق الضنِّ بالمال؟ مع قولي بعده: لا أنه حازم ماهر جيد التصرف في التعامل مع شؤونه ومنها ماله ..

وما دام أنَّ النظر الثاقب في مواطن التفريق بين الأخلاق حاضرًا فماذا يسمَّى إذن؟

عندنا حزم وحسن تصرف (وهذا يختلف الناس فيه كما شرحته في المكان والزمان .. الخ) .. هذا لا جدال ولا إطالة للكلام فيه

وعندنا ضنٌّ بالمال على بعضٍ دون بعضٍ .. أوعلى كل حال ..

هل هناك قسم ثالث لا نعرفه؟

وللإيضاح في المثال المتعقب عليه (وإليه يساق الحديث) .. لا أحتاج إلى مزيد معرفة برجلٍ يبذل ساعةً من وقته للظفر بدجاجةٍ واحدةٍ يذهب بها لبيته (قد) ترجح على أختها (في جرامٍ محتقرٍ أونحوه!) .. أهذا له وجه في الحزم؟!

نسميه: حزمٌ في وزن جرام لحم دجاجة!

هذا ما ألمحت أنَّ البخلاء يسمُّونه بغير اسمه! هو بخلٌ زاد أم نقص!

فإما أنَّه لا بخل من هذا الوجه ألبتة!

وإما أنَّه لن يشتري (حازمٌ بماله) دجاجةً ولا بطيخًا ولا خبزًا إلا على الوجه الذي سردته؟ وأعان الله معاشر البقالين وإخوانهم على مثل هذا الحزم!

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:02]ـ

وهل أنا ذكرت أنهما إما بخل وإما حزم ..

بل كلامي أنها إما بخل وإما سوء ظن يجعله بعضهم حزماً ..

أما عندي: فمنه ما هو حزم ومنه ما هو وسوسة في سوء الظن بالناس قد تصل لحد المرض النفسي لكنها باب والبخل باب وقد يجتمعان وقد يفترقان ..

وفيمن يبتلى بسوء الظن وجنون الارتياب من هو كريم ليس البخل من شيمه،ولذا كان الحذر من خلط الأخلاق بغير بينة مهماً وكلما ازداد المرء معرفة باختلاف ألوان الناس وما فيها من شعب الأخلاق = كلما ازداد بصيرة بوجود ما ذُكر ..

بوركت ونفع الله بك ..

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:05]ـ

وهل قلتُ إنَّك قلتَ!

أنا أسألك ماذا تسميه؟

أوبالسؤال الآخر: إلى ماذا تعيده؟

فالأخلاق كما أنها تتمايز .. لكنها تتداخل .. وقد يجر بعضها بعضًا ..

وهذا نوع فقه في الأخلاق قد يغيب عن البعض!

ولنرَ .. فالوسوسة في سوء الظن بالناس له ضروبٌ ..

قد يكون وسوسة حفاظًا على العرض والتحسس منه .. ودافعه الغيرة (قل أوكثر)

ووسوسة حفاظًا على المال والضن به .. ودافعه البخل (قل أوكثر) ..

... الخ.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:17]ـ

ليس النزاع في إمكان التداخل وإنما النزاع في الضاء بأن الصورة المذكورة من التداخل بغير بينة والحال إمكان كونها ليست منه .. وقد ذكرنا من البداية أن سوء الظن يجامع البخل وإنما البحث في إمكان المفارقة ..

ووسوسة حفاظًا على المال والضن به .. ودافعه البخل (قل أوكثر) ..

هنا النزاع ..

فمن قال إن الوسوسة في المال والضن به في موطن معين يكون دافعها البخل فقط وليس غيره؟؟

بل من الكرماء من عنده ارتياب وسوء ظن شديد في ضبط الفقراء المستحقين للمال .. وهو كريم ليس بخيلاً ويؤول أمره إلى السخاء بماله ولكن بعد رحلة من الارتياب تكون مرضية أحياناً،لكنها باب والبخل باب ..

ولذلك قلنا إن الوسوسة في المال المذكورة تكون بخلاً وتكون راجعة لسوء الظن والوسوسة والارتياب وهي نفسها أمراض منفصلة تجامع البخل وتفارقه ..

ولذلك في القصة المذكورة ذكرنا أن ذلك الرجل قد يكون بخيلاً وقد يكون مصاباً بجنون الارتياب لا يحب لأحد أن يخدعه عن ماله ولا عن غيره فضنه بماله هنا جزء من خلق عام مفارق للبخل مفارقة تامة ولذلك ترى نفس الرجل قد يجود بالمال بطيب نفس، فالأولى مرض نفسي والثانية خلق إيماني وليس بخيلاً بحال ..

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:24]ـ

أبا فهرٍ .. بورك فيك ..

حين تسرد مثل هذا الكلام عن ضن الأكارم بأموالهم على المحتالين ... الخ من الأمثلة التي لا خلاف فيها

= هل تعلُّق على قصتي (رجل حازمٌ في جرام محتقر من وزن دجاجة واحدة يشتريها لأهل بيته!) أم تتكلم عن قصص أخرى؟

وقد كان كلامك في تعقيبك الأول عن الحزم فانتقل إلى الوسوسة المرضية! التي لا يمكن كشفها إلا بطبيب نفساني ..

طبعًا .. ومثل هذا قد يقال عن كل سيء خلقٍ لا يمكن الحكم عليه بالظاهر لأنه قد يكون مريضًا نفسيًا!

ولو اكتفينا بمثال معاكس .. فوجدنا مبذرًا مسرفًا أظهرت قرائن الحال أنه كذلك .. فينبغي التثبت والتريث .. فلعله يكون مريضًا .. !

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:28]ـ

بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً ونعتذر لصاحب الموضوع على المزاحمة ..

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:29]ـ

وفيك بارك الله وبك نفع .. (ابتسامة)

ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 11:26]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 07:32]ـ

مقالة رائعة و تحفة ماتعة، و الشيء من معدنه لا يُستغرب.

و شيخنا الأديب الكريم عبدالله الهدلق له قلم بديع و أسلوب رفيع، يسلب القارئ حتى يبحر معه في لُجَّةٍ من الأدب الرشيق.

و لكن متى ما استوى قاربُ القارئ في لُجَّة الأدب أبصر القائد و هو يداعب الشاطئ للترجُّل.

أتمنَّى من استاذي و شيخي الشيخ عبدالله أن يتحفنا بشيءٍ من الكتابة المطوَّلة، لأنَّ الاجتزاء و إن كان فيه عُلقةٌ للنفس إلاَّ أنه ليس مثل المقال المطوَّل، و أنت فارس الكتابة و أبوجادها، فهل نرى ذلك قريباً .. ؟؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015