ـ[منصور مهران]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 09:23]ـ

كنتُ في زمنٍ قديمٍ قريبٍ أعهد من نفسي شغفا بقراءة كتب التراجم الذاتية،

وكان من قضاء الله أني التقيت الدكتور زكي نجيب محمود مِرارًا أو أقول: كثيرا

فسألته يوما: ماذا يصيب القارئ من ترجمةٍ ذاتيةٍ لأحدهم مهما كان شأنه؟

فقال: ليست الحوادث المسرودة في الترجمة تهم أحدًا مثلما تهم المؤرخين فإنهم يستخرجون منها مادة في التاريخ هي أقربُ للتوثيق منها لبيان الحدث وموقعه.

ثم توالت السنون لأقرأ في حياة هذا الرجل ثلاثة كتب:

الأول زمنا: (قصة نفس) يعني نفسه

والثاني بعده: (قصة عقل) ويعني عقله

والثالث الأخير: (حصاد السنين) ويعني الحوادث التي دارت عليها حياته.

فانظروا يا رعاكم الله، كيف التفت هذا الرجل إلى النفس أولا ثم إلى العقل ثم إلى الحدث وليست الفكرة الشاملة عن سيرته الذاتية تكتمل بغير هذه الأجزاء التي ساقها مُفَرَّقة لأنه اعتمد لكل منها ما يناسبها من التأمل وما يكشفها من القول؛ وقد لا يروق ذلك النهجُ كثيرًا من القراء والكاتبين ولكنها تجربة على أي حال يَحْسُنُ بالمرء أن يطلع عليها وله أن يتقبلها كلها أو بعضها، وقد لا يتقبل منها شيئا فيكون حُكمه على ما يقرأ عن معرفةٍ وإدراكٍ وليس عن تلقٍّ وإملاء.

جعلتُ هذه المُذاكرة توطئة لما أظنه من تأملي قريبا من الموضوع الأصل، فإن يكنه فبها وإلا فحسبي أني قرأتُ وأقرأتُ شيئا من هموم النفس أنفثها قبل أن تلفظنا الحياة إلى هذا التراب.

ـ[محب الأدب]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:02]ـ

جعلتُ هذه المُذاكرة توطئة لما أظنه من تأملي قريبا من الموضوع الأصل، فإن يكنه فبها وإلا فحسبي أني قرأتُ وأقرأتُ شيئا من هموم النفس أنفثها قبل أن تلفظنا الحياة إلى هذا التراب.

شرفت الموضوع ... والمجلس كله .. يا أستاذنا الجليل

وما مذاكرتك إلا في أصل الموضوع

ولله تلك النفس الفتية، والعزمة القوية، التي تجعلك ترقم تلك الحروف وأنت على حال من المرض ممض، فرج الله كربك، وكشف همك، وحفظك الله، وأمتع بك، وجعل أحوالك كلها راجعة إلى حميد العاقبة .. آمين

ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:43]ـ

أحسنتم بنقلكم ذلك المقال الرائع عن الشيخ الجليل عبد الله الهدلق، فهي فرائد وأي فرائد، وجميل من الأستاذ منصور بن مهران ـ شفاه الله من مرضه، وبارك فيه ـ نقل تلك الفائدة عن الدكتور زكي نجيب محمود ـ رحمه الله وعفا عنه ـ.

ـ[عبدالرحمن قائد]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 11:34]ـ

والتحية لا تقف دون أن تشمل المتوهج دوماً (أبا أسامة الريمي) قربه الله من جميل القول والعمل ....

لك تحيتي وأشواقي , وتقبل الله دعاءك أيها الماجد ..

جعلتُ هذه المُذاكرة توطئة لما أظنه من تأملي قريبا من الموضوع الأصل، فإن يكنه فبها وإلا فحسبي أني قرأتُ وأقرأتُ شيئا من هموم النفس أنفثها قبل أن تلفظنا الحياة إلى هذا التراب.

ما أعذب روحك وأشهى حديثك يا بقية زمان الورد!

كشف الله ضرك , وأطال عمرك على طاعتك

موعدنا غدا , اشتقت والله إليك

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 12:11]ـ

/// كنتُ على سبيل الطرفة (وربما الجِد) أردِّد كثيرًا لمن يطارحني الحديث في مناسبات عديدة = أنَّ الحاجة ملحَّة والدَّين في أعناقنا معلَّق بشأن تذييلات على كتب الأقدمين، كالبخلاء للجاحظ، والحمقى المنسوب لابن الجوزي ..

/// قد عَبَرت مرَّةً على بقَّالٍ كان في حيٍّ قديمٍ أسكنه من زمنٍ مضى فما أن وقعت عيناه عليَّ حتى جعل يستغيث بي، من زبونٍ أضجره وأشغله .. ويترجَّاني أن أصلح بينه وبين هذا الزبون!

قلت: مهْيَم؟!

قال: هذا الشيخ الكبير .. انظر إليه وافرق بيننا!

فدَلَفْتُ إلى البقالة فإذا شيخٌ قد تخطى عقده الخامس، كنت أراه في الحيِّ دومًا، على محياه تاج وقار، و «يظهر» من قسمات وجهه العقل والرزانة .. لولا ما رأيتُ!

وإليكم المشهد ..

شيخٌ جالسٌ متربعًا على أرض البقالة، قد فتح ثلاجةً رصَّت فيها دجاجات مبرَّدة، متَّحدة الوزن كما يلوح من المطبوع على غلافها، ويظهر ذلك من نظر العين بادي الأمر .. وقد نثر تلك الدجاجات على أرضها، وجعل يزنها بيَدَيه واحدةً واحدةً .. ليحصل له «حق اليقين وعينه» بأثقلها وزنًا فيظفر بها ولا يغبن ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015