تقبل أطنان الورد أبعثها إليك -شيخنا- بخدمة البريد المضمون (وحسابها عليك إذ باغتني ما التهم الميزانية!) ..

ترحيباً بك ضيفاً فريداً، تظللها سحابة ود تنثر زخاتها أحرفاً لا تلبث أن تقع على الأرض إلا وقد حداها الشوق لتمتزج كأبلغ جمل تتضوع ترحيباً وعبارات ثناء ..

.. ولعل لنا عودة ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:21]ـ

الحمد لله وحده ..

لست أشك أن المسارعة بالتحية والترحيب هي واجب الوقت كرامة للأستاذ المكرم والأخ النبيل الشيخ عبد الله الهدلق ..

ولعله تلي هذا الواجب واجبات أولها أن هذا النهج الذي يوشك أن يشرعه لإخوانه إنما هو باب حسن غاية، وإن أردتُ الدلالة على حسنه بما هو من جنسه = ذكرتُ من خبر نفسي أني لستُ كبير السن بل أنا أصغر سناً مما يظن أكثر الناس غير أني أجد في نفسي ومنها ما هو أليق برجل قد عركته التجربة فنفعت رأيه وزانت عقله (كما لا أنكر أني أسقط أحياناً فيما لا يقع فيه شاب مجدود الرأي معدوم الخبرة)

وإذا عدتُ لتعليل هذه الذي أصبته مما يليق بمن هو أكبر مني سناً وأعمق تجربة =وجدته يعود لبابين:

الأول: مجاهدتي للاستفادة من التجارب التي مررتُ بها والأخطاء التي وقعتُ فيها.

الثاني: قراءتي في التجارب الحية للناس المضمنة في سيرهم الذاتية أو تآريخ حياتهم المستوفية، وقراءتي في التجارب المتخيلة التي يحتشد بها أدب الرواية والقصة والمسرح وما لف لفه ..

فكنتُ أضيف بذلك أعمار الناس إلى عمري،وعقول الناس إلى عقلي ..

ومن المعاني المكرورة في كلام الناس تمنيهم لو عادت بهم عجلة الحياة للوراء أو أضيف لحياتهم ذلك الأوبشن الذي في لوحة المفاتيح والذي يتيح لك محو أخطاء الماضي ..

يقول (د. هـ) لورانس: ((ليت للإنسان حياتين .. الأولى يرتكب فيها الأخطاء والحماقات،والثانية يتعلم فيها من أخطائه وتجاربه)).

ويقول الأيرلندي برنارد شو: ((إنه من المؤسف أننا حين نبلغ مرحلة الحكمة وتتحقق لنا السيادة على أنفسنا والسيطرة على أهوائنا =فإن رحلة العمر تكون قد آذنت بالمغيب، ولم يتبق لنا الكثير لكي نستفيد بالحكمة التي اكتسبناها بعد التخبط الطويل في التجربة والخطأ)).

نعم. ذلك معنى مكرور معاد، لو عاد الزمن بي للخلف لما اقترفت هذا الخطأ أو ذاك، ولما أضعت تلك الصداقة الثمينة ولما أهدرت تلك الفرصة العظيمة ولو لو،ولذلك كانت لو تفتح عمل الشيطان وتورث سخطاً على قدر الله وتخدش الصبر والرضا بخير القدر وشره ..

لكن هاهنا طريقاً بديلاً ..

اقرأ سير الناس وتواريخهم ..

وتأمل أحوال الخلق وصوابهم وأخطائهم ..

وأدب نفسك بالبصر بمعايب الناس ..

واصقل تجربتك بالنظر في تجارب الناس ..

وتنزه في عقول الآخرين ..

يقول نيتشه: ((إن من لم ينتفع بخبرة ثلاثة آلاف سنة = لم يتجاوز زاده في الحياة خبز يوم بيوم .. أي خبرة يوم بيوم)) ..

وإنا لنشكر الأخ الأديب العاقل عبد الله الهدلق الذي فتح لنا ولإخواننا هذا الباب من النظر وذاك الفن من فنون العلم والفائدة ..

وهو مستوجب شكراً آخر استحقه لما أقبلتُ أضع المشاركة فأبصرتُه وقد نجح في أن يسوق لنا أبا أسامة ويالها من كرامة ..

ولي عودة ابتدأ فيها سوق ما طلبه الأستاذ الكريم ..

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 07:56]ـ

/// ومن باب التجارب .. فقولكم:

وما أراه أن الحديث عن الذات يقع على ضربين اثنين:1 - مايسوقه المرء لتمجيد نفسه , والثناء عليها , والزّراية على الآخرين والحطّ منهم ,وهذا هو المُذمّم الممجوج.

2 - حديثٌ تكون الذات وسيلتَه , لكنه إنما يساق لعبرة في الكلام , ودرس من الحياة لا يَتوصّل إليه المتحدث إلا بهذه الطريق ..

/// أولهما مطيَّة من مطايا الشيطان إلى نفوس كثير من الصَّالحين (والمبدعين)، الذين أسلموا القياد لأمراض القلوب ...

/// والتَّفريق بين الأول والثاني وإن كان مدرَكًا بالقرائن (أحيانًا) لكنه يلتبس على المرء نفسه فضلًا عن غيره ..

/// فلا شكَّ أنَّ الكتابة في مثل هذا الضَّرب فيه مخاطرة لمن لم يحسن تربية نفسه، بل رضي بالقشر المغري لغيره فصار كشمعة تحرق نفسها (في الأخرى) وتنفع غيرها (ربما في كليهما).

/// هذه إلماحة هي إلى الوعظ أقرب منها إلى غيره.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015