(فك رقبة) أي فكها من الرق , بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها , و من باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار. قال رسول لله صلى الله عليه و سلم: " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار , حتى إنه ليعتق باليد اليد , و بالرجل الرجل , و بالفرج الفرج " رواه البخاري و مسلم , و قال صلى الله عليه و سلم: " من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار , عضوا بعضو " صححه الألباني.
(أو إطعام في ذي مسغبة) قال ابن عباس و عكرمة و مجاهد و الضحاك و قتادة و غير واحد: ذي مجاعة , و السَّغب: هو الجوع , قال إبراهيم النخعي: في يوم الطعام فيه عزيز. فيطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.
(يتيما ذا مقربة) أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيما ذا قرابة منك , قال السيد المرتضى: و هذا حض على تقديم ذوي النسب و القربى المحتاجين , على الأجانب في الإفضال. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " الصدقة على المسكين صدقة , و على ذي الرحم اثنتان , صدقة و صلة ". صححه الألباني.
(أو مسكينا ذا متربة) أي فقيرا مُدقعا لاصقا بالتراب من الحاجة و الضرورة , قال ابن عباس: " ذا متربة " هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له , و لا شيء يقيه من التراب , و قال عكرمة: هو الفقير المديون المحتاج , و قال سعيد بن جبير: هو الذي لا أحد له. قال ابن كثير: و كل هذه - الأقوال - قريبة المعنى.
(ثم كان من الذين آمنوا) أي: ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة , مؤمن بقلبه , و يعمل الصالحات بجوارحه من كل قول و فعل , واجب أو مستحب , محتسب ثواب ذلك عند الله عز و جل , كما قال تعالى " و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " , و قال " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن ".
(و تواصوا بالصبر) على طاعة الله و عن معصيته و على أقدار الله المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضا على الإنقياد لذلك , و الإتيان به كاملا منشرحا به الصدر , مطمئنة به النفس.
(و تواصوا بالمرحمة) للخلق , من إعطاء محتاجهم , و تعليم جاهلهم , و القيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه , و مساعدتهم على المصالح الدينية و الدنيوية , و أن يحب لهم ما يحب لنفسه , و يكره لهم ما يكره لنفسه , أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف , الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة (أولئك أصحاب الميمنة) لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه و حقوق عباده , و تركوا ما نهوا عنه و هذا عنوان السعادة و علامتها.
(و الذين كفروا بأياتنا) أي بأدلتنا و أعلامنا من الكتب و الرسل و غير ذلك من آيات الأنفس و الآفاق , التي بكل يرتقي إلى معرفة الصراط التي يجب الإستقامة عليه في الإعتقاد و العمل.
(هم أصحاب المشئمة) أي الشؤم على أنفسهم , أو جهة الشمال التي فيها الأشقياء , قال الإمام: أهل اليمين , في لسان الدين الإسلامي عنوان السعداء , و أهل الشمال عنوان الأشقياء.
(عليهم نار مؤصدة) أي: مطبقة عليهم , فلا محيد لهم عنها و لا خروج لهم منها , و هي كناية عن حبسهم المخلد فيها و سد سبل الخلاص منها. أجارنا الله و إياكم بفضله و كرمه منها.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله أخي و اصل بارك الله فيك
جزيت الجنة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 02:54]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم و أجزل لكم الثواب
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة الفجر
مكية و آياتها ثلاثون آية
(و الفجر) أقسم الله تعالى الفجر , الذي هو آخر الليل و مقدمة النهار , لما في إدبار الليل و إقبال النهار , من الآيات الدالة عل كمال قدرة الله تعالى. و أنه وحده المدبر لجميع الأمور , الذي لا نبغي العبادة إلا له , و يقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة , يحسن أن يقسم الله بها. و جائز أن يكون قد أراد تعالى فجر يوم معين , فعن مسروق و مجاهد و محمد بن كعب أن المراد به هو فجر يوم النحر خاصة , و هو خاتمة الليالي العشر.
¥