من الحسن البصري إلى ...........

ـ[علي أكرم]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 06:46]ـ

من الحسن البصري إلى كل ولد آدم

• يا ابن آدم

عملك عملك

فإنما هو لحمك و دمك

فانظر على أي حال تلقى عملك.

• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها:

صدق الحديث

ووفاء بالعهد

و صلة الرحم

و رحمة الضعفاء

وقلة المباهاة للناس

و حسن الخلق

وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

• يا ابن آدم

إنك ناظر إلى عملك غدا

يوزن خيره وشره

فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر

فإنك إذا رأيته سرك مكانه.

ولا تحقرن من الشر شيئا

فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.

فإياك و محقرات الذنوب.

• رحم الله رجلا كسب طيبا

و أنفق قصدا

و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.

• هيهات .. هيهات

ذهبت الدنيا بحال بالها

وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم

• أنتم تسوقون الناس

والساعة تسوقكم

و قد أسرع بخياركم

فماذا تنتظرون؟!!

• يا ابن آدم

بع دنياك بآخرتك ..

تربحهما جميعا

و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..

فتخسرهما جميعا.

• يا ابن آدم

إنما أنت أيام!

كلما ذهب يوم ذهب بعضك

فكيف البقاء؟!

• لقد أدركت أقواما ..

ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل

و لا يتأسفون على شئ منها أدبر

لهي كانت أهون في أعينهم من التراب

فأين نحن منها الآن؟!

• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه

يقول: ما أردت بكلمتي؟

يقول: ما أردت بأكلتي؟

يقول: ما أردت بحديث نفسي؟

فلا تراه إلا يعاتبها

• أما الفاجر:

نعوذ بالله من حال الفاجر.

فإنه يمضي قدما

و لا يعاتب نفسه ..

حتى يقع في حفرته

وعندها يقول:

يا ويلتى

يا ليتني ..

يا ليتني ..

و لات حين مندم!!!

• يا ابن آدم

إياك و الظلم

فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

و ليأتين أناس يوم القيامة

بحسنات أمثال الجبال

فما يزال يؤخذ منهم

حتى يبقى الواحد منهم مفلساً

ثم يسحب إلى النار؟

• يا ابن آدم

إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا ..

فنافسه في الآخرة

• يا ابن آدم

نزّه نفسك

فإنك لا تزال كريما على الناس

و لا يزال الناس يكرمونك ..

ما لم تتعاط ما في أيديهم

فإذا فعلت ذلك:

استخفّوا بك

و كرهوا حديثك

و أبغضوك

• أيها الناس:

أحبّوا هونا

و أبغضوا هونا

فقد أفرط أقوام في الحب ..

حتى هلكوا

و أفرط أقوام في البغض ..

حتى هلكوا.

• أيها الناس

لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا

لخشينا على أنفسنا منها

إن الله عز وجل يقول:

{تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة} (الأنفال: 67)

فرحم الله امرءاً ..

أراد ما أراد الله عزّ و جلّ.

• أيها الناس

لقد كان الرجل إذا طلب العلم:

يرى ذلك في بصره

و تخشّعه

و لسانه

ويده

وصلاته

و صلته

وزهده

أما الآن .. !!

فقد أصبح العلم (مصيدة)

و الكل يصيد أو يتصيد

إلا من رحم ربك

و قليل ما هم.

• توشك العين تغيض و البحيرات تجفّ.

بعضنا يصطاد بعضاً و الشباك تختلف.

ذا يجئ الأمر رأسا ذا يدور أو يلف.

و الصغير قد يعف و الكبير لا يعف.

و الإمام قد يسف والصغير لا يسف.

و الثياب قد تصون و الثياب قد تشف.

و البغي قد تداري سمها و تلتحف.

و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف.

و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف.

و القلوب لا تزال .. للشمال تنحرف.

و الصغير بات يدري .. كيف تؤكل الكتف.

لا تخادع يا صديقي بالحقيقة اعترف.

• لقد رأيت أقواما ..

كانت الدنيا أهون عليهم من التراب

و رأيت أقواما ..

يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا

فيقول:

لا أجعل هذا كله في بطني!

لأجعلن بعضه لله عز وجل!

فيتصدق ببعضه

وهو أحوج ممن يتصدق به عليه!

• يا قوم

إن الدنيا دار عمل

من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها

سعد بها و نفعته صحبتها.

ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها

شقي بها.

و لكن أين القلوب التي تفقه؟

و العيون التي تبصر؟

والآذان التي تسمع؟

• أين منكم من سمع؟!!

لم أسمع الله عزّ و جلّ ..

فيما عهد إلى عباده

و أنزل عليهم في كتابه:

رغب في الدنيا أحدا من خلقه

و لا رضي له بالطمأنينة فيها

و لا الركون إليها

بل صرّف الآيات

و ضرب الأمثال:

بالعيب لها

و الترغيب في غيرها

• أفق يا مغرور

تنشط للقبيح

و تنام عن الحسن

و تتكاسل إذا جدّ الجد!!!

• القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن

يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن؟!

أولى بنا سفح الدموع .. و أن يجلببنا الحزن

أولى بنا أن نرعوي أولى بنا لبس (الكفن)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015