الظاهرة الثانية وهي اللغة (هناك من يختار ترجمة المصطلح الفرنسي ( la langue) باللسان) وهي مجموع القواعد المختزنة في أذهان الناطقين بها، وهي ذات طبيعة اجتماعية تواضعية وهي صورية تجريدية، فنحن نتكلم اللغة العربية لأن قواعدها موجودة في أذهاننا. ولا يستطيع الفرد الواحد أن ينشئ لغة لوحده فلابد من الاجتماع والتعاون.

الظاهرة الثالثة وهي الكلام ( la parole) وهو التأدية الفردية للقواعد المتواضع عليها في جملة او كلام في سياق معين مرتبط بزمان معين ومكان معين، فالكلام مرتبط بالتأديات الفردية أو هو تطبيق لقواعد اللغة، فكلامي هذا الذي أكتبه هو تأدية فردية مرتبطة بالسياق الذي يرد فيه وبقصدي منه.

وعلى هذا حدّد سوسير موضوع علم الغة بأنه اللغة اي الظاهرة الثانية ويمكن أن نعتبر النحو العربي صياغة لقواعد اللغة العربية يشبه إلى حد كبير ما يوجد من قواعد في اللسانيات أو علم اللغة.

الخلاصة: اللغة اجتماعية بينما الكلام فردي

اللغة صورية تجريدية بينما الكلام مادي محسوس (يظهر الجانب المادي من الكلام في إمكان قياسه فيزيائيا باعتباره موجات صوتية تنتقل من فم المتكلم إلى أذن السامع)

اللغة تواضعية، والكلام لابد أن يخضع للغة ليكون واضحاً ومفهوماً.

-الفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة: يمكن أن تطلع على إجابتي لأحد الأسئلة في هذا المجلس الكريم على الرابط:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55910

- مجالات علم اللغة: يمكننا أن نسميها مستويات للتحليل اللغوي أو اللساني وهي أربعة:

1 المستوى الصوتي وتدرس فيه الظواهر الصوتية التي تحدث للأصوات اثناء التركيب ويستفاد في هذا المستوى من معطيات الصوتيات التي تعطينا وصفا دقيقا لمخارج الأصوات وصفاتها، ومثال هذه الظواهر ما يدرس في علم الصرف من إبدال وإدغام وإعلال.

2 المستوى الصرفي، وتدرس فيه الظواهر التي تعرض للكلمة من صيغها المختلفة ولواصقها ولواحقها.

3 المستوى التركيبي وتدرس فيه الظواهر التي تعرض لتركيب الكلمات بعضها ببعض أي في الجمل وتشبه قواعد النحو العربي هذه الظواهر.

4 المستوى الدلالي وتدرس فيه العلاقة بين الألفاظ في مستوياتها السابقة الذكر بما تأخذه من معان.

أرحب بالأسئلة وأرجو أن يشارك غيري في إثراء الموضوع

وفقكم الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015