يريد الشاعر: يعزّيك العرب الذين نزحوا من ديارهم، إنهم وإن كانوا خارج الوطن العربي، فهم مقيمون في وطن اللغة التي يمارسونها يوميًا، لأن اللغة العربية هي وطن العرب الحقيقي!

- وقال حديثاً «نديم جورسيل» وهو كاتب تركي مقيم في فرنسا «اللغة التركية هي وطني، فأنا لا أشعر أنني فرنسي، مع أني حصلت على الجنسية».

-نشرت مجلة "المعرفة" التي تصدرها وزارة الثقافة السورية، مقالاً طويلاً للدكتور خير الدين عبد الرحمن، وكان فيما مضى سفيرًا لسورية، جاء فيه أن عميد السلك الدبلوماسي العربي في إحدى العواصم الأجنبية دعا إلى اجتماع السفراء العرب، وأصرَّ على إدارة الجلسة باللغة الإنكليزية! فقال له سفيرنا:

«إنني لن أسمح بجعل الإنكليزية لغة أمرٍ واقع في اجتماعات لجامعة الدول العرببة، ليس لأن أكثر من نصف الحاضرين لا يتقنون الإنكليزية، ومن ثَم لا يتابعون نقاشاتنا، وإنما لأن مبدأ استعمال لغة أجنبية في اجتماعات السفراء العرب فضيحةٌ لنا، وعارٌ علينا جميعاً، ثم غادر سفيرنا الاجتماع احتجاجًا، وامتنع عن حضور الاجتماع اللاحق ...

وتابع د. خير الدين كلامه قائلاً: لقد انتُهكت أوطان هذه الأمة وثرواتها وتراثها وكرامتها، وحريتها ووحدتها وجوهر حضارتها، ومع كل ذلك يطفو على السطح سماسرة ولصوص وجهلة، وتغريبيون ومنبهرون بالآخر إلى حدِّ كراهية ذواتهم والتنكر لانتمائهم!

أليس غريبًا جدًا أن يقف مثقف سوري بارز، منحته الأمة كثيرًا من التقدير، في ختام ندوة عامة أقامها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، ليقول: «إن اللغة العربية إلى انقراض! وإنه لا مستقبل للأمة العربية ذاتها فهي مُجْدِبة وسوف تنقرض»

أقول: حتى لو كان هذا المثقف في غاية الإحباط، ولا يرى بصيص أمل، لا يجوز لمثله أن ينطق بمثل هذا الكلام! ثم عاد هذا المثقف في الأسبوع نفسه ضمن برنامج (الباحث المقيم) في مكتبة الإسكندرية إلى القول: «اللغة العربية الفصحى في سبيلها إلى الموت» * ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn1)

· أما المشكلة الأولى، أعني تردي مستوى التعليم، فله عدة أسباب ليس مكانَ تعدادها هذا التقرير، وسبق أن ذكرتُها بالتفصيل في تقارير رفعتها إلى مسؤولين كبار. وقد نشرت جريدة تشرين في 20/ 9/2010 مقالاً رائعًا لمسؤولة سورية رفيعة المستوى، انتقدت فيه وزارات التربية العربية بلا استثناء!

وسبق أن قدَّم مجمعنا في ندوة عقدها سنة 2000 خُططًا ومقترحاتٍ ذهبت أدراج الرياح.

-إن "نغمة تيسير النحو" تُسمع منذ نحو مئة عام، وما زلنا نسمعها ونقرأ عنها على صفحات الجرائد. وقد جرت عدة محاولات لتحقيق ذلك وانتهت إلى الإخفاق!

وقد بيَّن حديثًا اللغوي المعروف يوسف الصيداوي رحمه الله علَّة هذا الإخفاق. وكتبتُ مقالاً حول هذا الموضوع (تيسير النحو) الذي يظنه كثيرون مفتاح حلِّ مشكلة تردي مستوى التعليم، وأرسلتُه إلى رئاسة تحرير جريدة تشرين في حزيران الماضي [لأن هذه الجريدة وغيرَها نشرتْ وتنشر مقالات تتعلق باللغة العربية وبضرورة إصلاح مناهج تعليمها وأساليبه، ولأن مجلس مجمعنا أوصى بالتواصل مع الصحافة والإعلام، لكي لا يقال إن المجمع عزل نفسه في برج عاجي] لكن المقال لم يُنشر، ولم تجد الجريدة ضرورة لإعلامي بأنه لن ينشر!! في إشارةٍ إلى أن الجريدة راغبةٌ عن التواصل مع المجمع!

وقد جاء في هذا المقال أبرزُ ما توصل إليه الصيداوي، وهو أن قواعد اللغة العربية شيء، والنحوَ الذي بين أيدينا الآن شيء آخر!، وأن القواعد تُسْتلُّ من كلام العرب، أما النحو فهو جَوَلانٌ فكري في هذه القواعد، وقد أحاط بها على امتداد القرون كالشرنقة!

القواعد يمكن أن تيسَّر بتخليصها مما علق بها من تفريعات وتشعيبات وآراء، وتيسيرُها مفيد بلا ريب، ولكن ضمن حدود!

أما النحو –بتعريفه المذكور- فلا يُيسَّر، ويجب ألا يفكَّر في تيسيره لأنه كنز وإرثٌ فكري عظيم.

القواعد يمكن أن تيسر، وقد جعل هذا الحُلْمَ حقيقة واقعة الأستاذ الصيداوي، بأن أنفق من عمره نحواً من /25000/ ساعة عمل على امتداد سبع سنوات، عمل خلالها على استخلاص قواعد العربية من شرنقة النحو، وأخرج في نهايتها كتابًا رائعًا سماه بتواضع: «الكفاف: كتاب يعيد صوغ قواعد اللغة العربية»

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015