ـ[فهدة]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 08:13]ـ
ما شاء الله؛ لاشُلَّت عشرك ولا طُوي نشرك!
لمثل هذا الإبداع اللطيف فلينشط الناظمون.
بارك الله فيك وزادك من فضله!
......
ثمَّ الكلامُ هَاهُنا إشَارَةْ ... [26] ... لِمَا يُسَمَّى الآنَ بالعِبَارَة
وَليْسَ مَعْناهُ هُنا مَا يَحْوِي ... [27] ... مَعْنىً مُفِيدًا كاسْتقِمْ فِي النحْو
ياسلام! أعجبني هذان!
أما المواضع .. فليتك (شرُف علمك) تفيدني عن سبب استثقالي لها:
مَوَاقِعُ الفَصْل بهِ تنكَشِفُ ... [5] ... ويُدْركُ القَارِئُ أيْنَ يَقِفُ كأن فيها ثقلا ..
وَبَعْضُها وَهْوَ القَّلِيلُ قدْ يَفِي ... [16] ... فِي أوَّلٍ وَوَسَطٍ وَطرَفِ؟!
وَالوَقفُ عِندَها يَكونُ وَسَطا ... [33] ... كيْ نَتَنفَّسَ وَلا تخْتلِطا ــــــــــــ (ثقيلة)
أيْ بَعْدَ مَا اكتمَلَ فِي أجْزَائِهِ ... [35] ... وَيَحْسُنُ السُّكوتُ بانتِهَائِهِ؟!
كقوْل رَبِّ الخَلق جَلَّ فِي عُلاهْ ... [65] ... للنَّاسِ كيْفَ تكفرُونَ بالإلهْ ــــــــــــــ (جلّ) أليست زائدة؟
.....
وُجُودُها فِي الكُتُبِ المُحَقَّقةْ ... [49] ... وَافى بكثرَةٍ أو المُوَثَّقةْ ـــــــــــ أهي وافى؟ أم: (وفى فهو وافٍ)؟
ومنكم نستفيد.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 08:02]ـ
الأخت الفاضلة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فإنَّ المواضع التي أشرت إليها حقا ثقيلة، وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنما يدل على إحساس صادق وأذن مرهفة تلك التي تتمتعين بهاـ أيتها الأخت الكريمة ـ، لكن عن أي شيء تمخَّض هذا الثقلُ؟، وكيف نتخفَّف منه؟ أقولُ ـ وبالله التوفيق، والرجا منه أن يوصلنا إلى المقصودِ من أقرب طريق: إن بحرَ الرجز يدخلُه الخبنُ فتصيرُ مستفعلن به متفعلن، وهذا حسنٌ، ويدخلُه الطيُّ فتصير به مستفعلن مستعلن وهذا صالحٌ، وقد يجتمع الخبنُ والطيُّ فتصبح التفعيلةُ متعلن، وهذا هو المعروفُ بالخبل، وهذا الزحاف المزدوج قبيحٌ كما أشارَ الناظمُ بقوله:
وكلُّ ما من الزحاف ازدَوجا ***** فإنَّه في كل حالٍ سَمُجا
وكما قلت أنا في منظومتي:
وخبلُه وإنْ يكنْ أبيحا ***** فقدْ أتى عندهمُ قبيحا
هذا ـ يا أختي الفاضلة ـ السببُ الذي جعلك تستثقلين المواضعَ المذكورة، وقد وقع مثلُها في منظومات من هو أفضلُ مني وأعلم كابن مالك ـ رحمه الله ـ استمعي مثلا إلى قوله:
وقدْ يُجَاء بخلافِ الأصل **** وقد يجي المفعولُ قبل الفعل
ومع أنَّ هذا تكرر منه كثيرا، ومن غيره كالسيوطي، فلم أجد أحدًا استثقلَ قوله ـ رحمه الله تعالى ـ ونحن ـ يا أختي الفاضلة ـ نجنحُ في مثل هذه المواضعِ إلى إشباع الحركةِ عند النطق، أو ما يُسمَّى بمطلِ الحركة؛ حتى نجبرَ ما حدثَ في التفعيلة من نقص؛ فنقرأُ مثلا قولَ ابن مالكٍ هكذا: وقد يجاءُو بِيخلاف الأصل، وهكذا نتخفَّفُ من الثقل، هذا أولا.
وأما عن قولك في (جلَّ): أليست زائدة؟ فأقول: نعم ليستْ زائدةً؛ لأن هذا البيتَ من الرجز الذي دخله التذييلُ، والتذييلُ زيادة حرفٍ ساكنٍ على ما آخره وتدٌ مجموعٌ، وقد طرقه المحدثون في الرجزِ المشطور، ووزنُ هذا الشطر ـ يا أختاه ـ بدون تحويل التفاعيل كالآتي: (متفعلن مستفعلن متفعلان)، ولا خلل فيه عند العروضيين، واعلمي أيضًا أننا لو حذفنا كلمة: (جلَّ) لصار الشطرُ أيضا من بحر الرجز المقطوع، ووزنه: متفعلن مستفعلن متفعلْ؛ لكنه سيخالفُ عندئذٍ الشطرَ الثاني في وزنه.
وأما عن قولك ـ رحمني الله وإياك ـ في (وافى): هل هي وافى أم وفى؟ فأنا أقصدُ: وافى التي بمعنى أتى ولا أقصد وفى التي بمعنى كثر، ولتعلمي أيتها الفاضلة أنني كنت بحاجةٍ إلى مثل هذا النقد البناء، ولا أعبأُ بمدحٍ أو ثناء؛ فإنَّ الأمر كما قلت في النظم المفيد الحاوي عقيدة التوحيد للطحاوي:
قصدتُ فيه وجهَهُ تعالى ***** وما قصدتُ سمعة أو مالا
وهذا النظمُ مودعٌ بمكتبة الألوكة، فحمليه، واطلعي عليه، ورابطُه:
http://www.alukah.net/Library/0/25089/
هذا، والله أعلمُ، والسلام.
ـ[فهدة]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 08:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
شكر الله لك حسن مردودك، أفدت وأجدت فجزاك الله عنا خيرا.
للمدارسة فحسب: كان سبب استشكالي (وافى) أني اعتدت أن أراها متعدية، فنبهتني بردّك؛ وتذكرت الساعة ماروي في الحديث: "من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى". وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.