والناسُ فيكِ اثنان شخصٌ قد رأى** حُسْناً فهام به، وآخرُ لا يرى
والسرُّ عند اللهِ جلّ جلاله** سَوّى به الأعمى وسَوّى المُبصِرا
يا من رعيتُ ودادَه وعددتُهُ**درعاً - إذا جار الزمانُ - ومِغْفَرا
اسمعْ نصيحةَ صادقٍ ما غيّرتْ** منه الخطوبُ هوًى ولن يتغيّرا
لم آتِ أجهلُ فضلَ رأيكَ والحِجى** لكنْ أتيتُكَ مُشفِقًا ومُذَكِّرا
والنصحُ من شيمِ الصديقِ فإن ونى** عَدُّوه في شرع الودادِ مُقصِّرا
عمري كتابٌ والزمانُ كقارئٍ** أبلى الصحائفَ منه إلا أَسْطُرا
فعلمتُ منه فوق ما أنا عالمٌ** ورأيتُ من أحداثه ما لا يُرى
****
قل لي: فديتُكَ ما الذي ترجوه من** تاجٍ وقد أُلْبِسْتَ تاجًا أزهرا
وورثتَ في ما قد ورثتَ شمائلًا** كانت أرقَّ من النسيم إذا سرى
أما السماحُ فلا يساجلكَ امرؤٌ **فيه ملكتَ جماعةً مُستأثِرا
فاربأْ بنفسكَ أن تكون مطيّةً** للخادعين وللسياسة مَعْبرا
وحذارِ من رُسل القطيعةِ إنهم** رهطٌ قد انتظموا ببابكَ عسكرا
ما ساقهم حبٌّ إليكَ وإنما** حُشِروا وجِيء بهم لأمر دُبِّرا
ولأنْ تبيتَ على الطوى وتظلّهُ** وتضمَّ شملَ المسلمين وتُنْصَرا
خيرٌ، ففي التاريخ إن قلّبتَهُ** عظةٌ لذي نظرٍ وَعى وتَدبّرا
****
انظرْ إلى الملك «الحُسين» وإنه** من عترةٍ هي خيرُ من وطىء الثرى
منحوه تاجًا ثم لم يرضَوْا به** ذهباً فصاغوه لديه جوهرا
عجموه فاستعصى فلمّا استيأسوا** نزعوه عن فَوْديه نَزْعاً مُنكَرا
ويحٌ لهذا الشرقِ نام بنوه عن **طلبِ العلا وتأخّروا فتأَخّرا
ظنّوا السعادةَ وَهْيَ أسمى غايةٍ** قَصْرًا يُشاد وبزّةً أو مَظهرا
قادتهمُ الأطماعُ حتى أشْبهوا** كبشَ الفِدا والجزلَ من نار القِرى
والجمرُ إن أخفى الرمادُ أُوارَهُ** شقيتْ به كفُّ الصبيِّ وما درى
والله أحمدُ حين أبرزَ للورى** من غيبه ما كان سِرًّا مُضمَرا
أما القصيدتان الأخريان-على ما فيهما من حسن-، فيحذر من أن يتخذ منهما سبيل للدعوة إلى قومية ضالّة أو نحوها، والله المسئول أن يجمع المسلمين على الهدى ودين الحق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[02 - صلى الله عليه وسلمug-2010, صباحاً 11:17]ـ
الأخوة المعلقون .................. لقد أحسنتم التعليق وأخلصتم في النصح
الأخ الشاعر ...................... لقد أجدت أحيانا وأخفقت أحيانا ............... فاستفد بما قيل فالشاعر الجيد من يرى أن أفضل قصائده لم تكتب بعد