أعلم ...... » أما في شرح قطر الندى وبل الصدى فقد جاء نصه كالتالي: « ... الرابع من المفعولات:المفعول فيه وهو المسمى ظرفا وهو: كل اسم زمان أو مكان سلط عليه عامل على معنى في كقولك: صمت يوم الخميس وجلست أمامك.وعلم مما ذكرته أنه ليس من الظروف (يوما?و (حيث من قوله تعالى: (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ?الانسان.، 10 وقوله تعالى: (الله أعلم حيث يجعل رسالته? فإنهما وإن كانا زمانا ومكانا لكنهما ليسا على معنى في، وإنما المراد أنهم يخافون نفس اليوم، وأن الله تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، فلهذا أعرب كل منهما مفعولا به .... » وظاهر كلامه أنها خرجت عن الظرفية.

وإليك كلام شيخ المحققين محمد محي الدين عبد الحميد إزاء هذه المسألة: «جعل يوما في الأية الأولى مفعولا به مما لا اعتراض عليه لأن يوما اسم مكان متصرف يقع في مواقع الإعراب المختلفة .... وأما جعل حيث مقعولا به في الآية الثانية فإنه محل نظر، فإن حيث لا تنصرف إلا نادرا ولا ينبغي تخريج القرآن الكريم على النادر، ولهذا ذهب جماعة من العلماء إلى أن مفعول الفعل الذي دل عليه أعلم محذوف، وذهب إلى أن حيث باقية على الظرفية، وتقدير الكلام على هذا: الله يعلم الفضل حيث يجعل رسالته، أي يعلم ما في الموضع الذي يجعل فيه الرسالة من الطهارة والفضل والصلاحية للإرسال وقد علم سبحانه أنكم لستم بهذه المنزلة، وقد فصل هذا الكلام أبو حيان في تفسير الآية الكريمة.»

أما فيما يخص الموضع الآخر الذي خلته موضع التناقض –والله أعلم-فهو في قوله تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ?حيث يذكر ابن هشام رحمة الله عليه في المسائل السفرية أن مفعول الفعل رأيت –بعد أن ذكر اختلاف العلماء في أحقية وجوده من عدمها –موصول حذف وبقيت صلته والتقدير: وإذا رأيت ما ثم ........ ثم يناقش هذا الوجه بحجة أن الموصول وصلته كالكلمة الواحدة فلا يحسن حذف أحدهما وبقاء الآخر ... ويضيف أن ثم لا تستعمل في العربية إلا ظرفا كقوله تعالى: «وأزلفنا ثم الآخرين» أو مجرورة ب من أو ب إلى.

وهذا ما أشارإليه بقوله في المغني: ( ... وهو ظرف لا يتصرف، فلذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ? ..... ?

مناقشة ماسبق:

يظهر من كلام ابن هشام السابق والمتعلق ب حيث أنها متصرفة وهو لم يقرها لفظا كما أقر تصرف ثم بل قال ومن العرب من يعرب .... الى آخر كلام المؤلف والآية التي مثل بها ظهر عليها الإعراب لفظا: (من حيث لا يعلمون ? وأنا لا أنكر أن يكون الإعراب لفظا وتقديرا، وفرضا إذا كان مراد إعرابه ل حيث تقديرا أي في محل، ما المانع من إعراب ثم مفعولا به للفعل رأيت.

ثم هو في نصه السابق قال: وقد تقع حيث مفعولا به وفاقا للفارسي ... وكأنه لا يؤمن بذلك لأنه استعمل قد وهي تفيد التشكيك والتقليل قبل الفعل المضارع

ثم إن تخريج ابي حيان للآية تخريج حسن فلماذا يحمل القرآن على النادر مع أنني لست ضد ذلك فكما قال: المنفلوطي رحمة الله عليه (النحو ما تكلمت به العرب واللحن ما لم تنطق به العرب? وقد خرجت الآية: (إن هذان لساحران ? على قول نادر وهو لغة الرفع والنصب والجر بثبوت الألف –إضافة لتخريجات أخرى ليس هذا مقامها –

وعلى حسب ما قرأت في مقدمة كتاب المسائل السفرية التي كتبها الدكتور علي حسين البواب فإن ابن هشام كان يعارض ابا حيان في الكثير من الأمور على سبيل المنافسة فهل هذا الموضع الذي نحن بصدده هو أحد هذه المواضع.

وفي الأخير أريد أن استفسر عن قضية صغيرة واجهتني وأنا أفرأ نص ابن هشام والمتمثلة في تقديم المؤكد على المؤكد في قوله: وإنما المراد أنهم يخافون نفس اليوم، وأن الله تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه –وهذا في قطر الندى وبل الصدى – أما في المغني فقال: .... إذ المعنى أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه

وهذه النصوص قد تقدمت في أول الكلام عن المسألة.

أرجو مناقشة ما ذهبت إليه وتصويبه معتذرا مما وقعت فيه من خطإ أو نسيان والله ولي التوفيق

هذا مقالي صريح لا نفاق به ** وقعته بشهود الروح والجسد

قدمته راجيا للنصح معتذرا ** فالعذر يصلح ما ترجوه من أحد

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 07:36]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

أشكر لأعضاء المجلس على النقاش الذي دار حول هذه المسألة.

أما بالنسبة لأخي أبي مالك العوضي حفظه الله فإنه لم يفهم ما قصدته، لأنني لم أقل إن ابن هشام رحمة الله عليه قد قال: إن «حيث غير متصرفة ولكنه بنى حكمه في تخريج الآية على النادرمن كلام العرب وما هو مخالف للأصل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هل الأصوب أن يقال (أبو مالك لم يفهم ما قصدتُه) أو أن يقال (أخطأتُ في التعبير عما أريده)؟

وهل أنا نسبتُ إليك الكلام المعلم بالأزرق حتى تقول (لأني لم أقل)؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015