ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 08:24]ـ

كلام ابن هشام على قوله تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما) مستقيم جداً، ولو حذفت "ثمّ" لظل المعنى مفهوماً، فهي إذن ظرفية، وإعرابها مفعولاً فيه تكلُّف، ويحتاج إلى تقدير أيضاً.

وأما في الآية الأولى فقد توجَّه ابن هشام في النص الأول إلى إعراب "حيث" مفعولاً به، وصرح به في النص الثاني، فلا تناقض!

وهو الراجح فيما يظهر، لأن الأعلمية واقعة على الحيثية، كما لو قلت (الله أعلم أين يجعل رسالته)، وأما معنى الظرفية فغير مستقيم.

واعتراض الشيخ عبدالحميد بقوله (حيث لا تنصرف إلا نادرا ولا ينبغي تخريج القرآن الكريم على النادر) هو الذي فيه التكلف، لأنه لا مانع من أن تكون حيث ههنا من المتصرف النادر! بل هو المتعيِّن ما دام أن الأعلمية تستلزم شيئاً تقع عليه، أي مفعولاً به.

وقد ذكر النحاة أن أفعل التفضيل ترفع فاعلاً إذا صلح أن يقع فعلها في موضعها، كالحديث (ما من أيام أحب إليه الصومُ فيها من عشر ذي الحجة)، والذي يصلح لرفع فاعل يصلح لنصب مفعول، كما في الآية المذكورة، وإن لم ينصُّوا عليه، وكم ترك الأول للآخر!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015