وانتقاض النفي ب (إلا) يوجب رفع المضارع، إذا كان قبل الفعل المقترن بالفاء ما نحن إلا نذهب للبحر فنسبح، أما إذا ذكرت (إلا) بعد الفعل المقترن بالفاء نحو قول الشاعر:

وَمَا قَامَ مِنَّا قَائِمٌ فِي نَديّنَا فَيَنطِق إلا بالتي هِي أَعْرَفُ (25).

فيجوز رفع المضارع أو نصبه.

النمط الثاني: الفاء الرابطة

أولا: الفاء الرابطة لجواب الشرط

وهي فاء تقع في جواب الشرط إذ لم تصلح جملة الجواب أن تكون شرطا،ولاقتران الفاء بجواب الشرط موضعان هما الوجوب والجواز.

1 ـ وجوب اقتران الفاء بجواب الشرط.

أ ـ يجب ربط جواب الشرط بالفاء إذا كان الجواب جملة اسمية نحو قوله تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ} (الأنعام:17).ونحو قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118).

ب ـ أن تكون فعلية كالاسمية وهي التي فعلها جامد، نحو قوله تعالى: {إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ} (الكهف:39 ـ 40). ونحو قوله تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا} (البقرة:271).وقوله تعالى: {وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً} (النساء:38).

ج ـ أن يكون فعلها إنشائيا نحو قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} (آل عمران:31)، وقوله تعالى: {فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ} (الأنعام:150) ونحو قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} (الملك:30).وفيه أمران الاسمية والإنشائية، ونحو"إن قام زيد فوالله لأقومن" ونحو:"إن لم يتب زيد فيا خسره رجلا" (26).

د ـ أن يكون فعلها ماضيا لفظا ومعنا، إما حقيقة نحو قوله تعالى: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} (يوسف:77)، ونحو قوله تعالى: {إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ} (يوسف: 26). فـ (قد) هنا مقدرة وقوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ} (آل عمران:28).

وإما مجازا نحو قوله تعالى: {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} (النمل:90)

نزل هذا الفعل لتحقق وقوعه منزلة ما وقع (27).

هـ ـ أن تقترن بحرف استقبال نحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة:54)، ونحو قوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (آل عمران:115).

و ـ يجب الربط إذا كان الفعل ماضيا مصدرا بقد ظاهرة نحو قوله تعالى: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ت} (المائدة:116)، أو مقدرة نحو قوله تعالى: {إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ} (يوسف:26)، أو بما نحو: (إن زرتني فما أهنتك) أوبلا نحو (إن زرتني فلا ضربتك ولا شتمتك). ويجب الربط بالفاء إذا كان الفعل مضارعا مصدرا بلن وسوف والسين وما، نحو قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن} (التوبة:23). وقوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ} (آل عمران:115). وتربط شبه الجواب بشبه الشرط نحو قولك (الذي يأتيني فله درهم) (28).

2 ـ جواز اقتران جواب الشرط بالفاء

يجوز اقتران جواب الشرط بالفاء وعدم اقترانه إذا كان الفعل مضارعا مجردا أو مصدّرا بلا، لأنهما كانا قبل أداة الشرط صالحين للاستقبال،فلا تؤثر فيهما الأداة تأثيرا ظاهرا كما أثرت في فعلت، ولم أفعل،وأما تركه فلتقدير تأثيرها فيهما، لأنهما كانا صالحين للحال والاستقبال. أما (لا) فهي صالحة، فالأداة خلصتها للاستقبال وهو نوع التأثير،قال تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} (فاطر:14)، وقوله تعالى: {فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً} (الجن:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015