10 - صباح المزني وهو ابن يحيى، متروك، بل متهم، قال فيه البخاري: «فيه نظر»، وقال ابن حبان: «كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد»، وقال أبو حاتم: «شيخ» (لسان الميزان: 3/ 180، مجروحي ابن حبان: 1/ 377، الجرح والتعديل: 4/ 442)، وفي السند إليه شيخ الدارقطني محمد بن أحمد بن إسحاق الحجاري، ترجمه السمعاني في الأنساب (2/ 175) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولم أجد من ترجمَهُ غيره، وشيخُهُ إسماعيل بن محمد المزني الكوفي، قال فيه الدارقطني: «كذاب، حدثونا عنه» (ميزان الاعتدال: 1/ رقم 931)، فهذه الرواية مظلمة الإسناد.

11 - رواية عباد بن ثابت وخالد العبدي عن إسرائيل سبق خطؤها، وأن الصواب عن إسرائيل الرواية عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.

12 - رواية يزيد بن عطاء التي قرن فيها الأسودَ بعلقمة = سبق بيان اضطرابه وضعفه فيها.

13 - وأما رواية معمر عن أبي إسحاق؛ فقال البزار بعد إخراجها: «كذا قال معمر: عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله في هذا الحديث»، وكأنه يستغربها.

وفيها زيادة: «ائتني بحجر»، وفي ألفاظ: «ائتني بغيرها»، ولم يوافقه على هذا اللفظ إلا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان - إن صحّت روايته -، وأبو شيبة متروك منكر الحديث (تهذيب التهذيب: 1/ 125)، فلا يفرح بمتابعته لمعمر، فلا تصح هذه الزيادة، خاصةً أنها لم تُزد في الحديث كلّه إلا في هاتين الروايتين، وقد قال الدارقطني في العلل (5/ 30) بعد أن أسند الرواية التي فيها الزيادة: «هذه زيادة حسنة، زادها معمر، وافقه عليها أبو شيبة إبراهيم بن عثمان»، وقوله: «حسنة» ليس بالمعنى الاصطلاحي للحسن عند المتأخرين، وإنما أراد به إعلالها، أو المعنى اللغوي للحُسْنِ، وليس هذا موضع البسط في مراد الدارقطني بالحسن، والله أعلم.

# دراسة أسانيد طريق أبي سنان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود:

1 - رواه الطبراني وجعفر بن محمد بن نصير عن مطين بإسناده، إلا أن جعفرًا جعل أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود مكان هبيرة بن يريم، ولعله خطأ منه، فالطبراني أحفظ وأوثق منه، وقد خالفه.

2 - لم يرو هذا الوجه عن أبي إسحاق إلا أبو سنان، ولا عن أبي سنان إلا الصباح بن محارب، قال الطبراني في الأوسط بعد أن أسند الحديث من هذا الوجه: «لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم إلا أبو سنان، تفرد به الصباح بن محارب».

# دراسة أسانيد طريق أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود:

1 - رواية إسرائيل عن أبي إسحاق به جاءت من طريق ابن زنجويه عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن إسرائيل به، وقد سبق بيان الاختلاف على أبي أحمد الزبيري، وأن هذا الوجه خطأ عنه.

2 - رواية سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق جاءت من طريق محمد بن الصباح الجرجرائي، وهو ثقة (تهذيب التهذيب: 9/ 202)، وزيد بن المبارك الصنعاني، وهو صدوق (تهذيب التهذيب: 3/ 366).

وهذا الوجه غريب عن أبي إسحاق، و لم يأتِ ذكر ابن عيينة في هذا الحديث إلا في هذه الرواية، والحديث معروف مشهور، ولو رواه ابن عيينة لرواه عنه كبار أصحابه من الثقات الأثبات الأئمة، فلعله لا يثبت عن سفيان.

وقد ذكر الدارقطني في العلل (5/ 26) رواية الحميدي عن ابن عيينة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، ولم أجد هذه الرواية مسندةً، وفيها غرابة، فإن ابن عيينة قديم، ويروي عن أبي إسحاق مباشرة، ولم تجئ رواية هذا الحديث عنه عن أبي إسحاق على وجهٍ معتبر - كما سبق -، والله أعلم.

ومنه فلا يثبت هذا الوجه عن أبي إسحاق.

يليه - بعون الله تعالى - خلاصة الخلاف، والترجيح ..

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - عز وجلec-2006, مساء 09:01]ـ

ثالثًا: خلاصة الخلاف على أبي إسحاق مما صح عن الرواة غير الهلكى والمتروكين عنه:

اختُلف على أبي إسحاق في هذا الحديث على أوجه:

- الوجه الأول: رواه زهير بن معاوية وشريك بن عبد الله وزكريا بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود.

وتابع أبا إسحاق على هذا الوجه: ليث بن أبي سليم.

- الوجه الثاني: رواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وأبوه يونس وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015