عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: يا محمد أنسب لنا ربك , فأنزل الله: " قل هو الله أحد , الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد " رواه الإمام أحمد و الترمذي و ابن جرير و حسّنه الإمام الألباني.
- فضلها:
روى البخاري عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " فشق ذلك عليهم و قالوا: أينا يُطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: " الله الواحد الصمد ثلث القرآن ".
و روى البخاري عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه , ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) , ثم يمسح بهما ما استطاع من جسد , يبدأ بهما على رأسه ووجهه , و ما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات ".
(قل هو الله أحد)
" قل " قولا جازما به , معتقدا له , عارفا بمعناه
" هو الله أحد " أي: قد انحصرت فيه الأحدية , فهو الأحد المنفرد بالكمال , الذي له الأسماء الحسنى , و الصفات الكاملة العليا , و الأفعال المقدسة , الذي لا نظير له و لا مثيل.
(الله الصمد) أي: الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
قال الغزالي: الله الصمد أي الذي يصمد إليه في الحوائج , و يقصد إليه في الرغائب , إذ ينتهي إليه منتهى السؤدد , و قال ابن جرير: الصمد عند العرب هو السيد الذي يصمد إليه , الذي لا أحد فوقه , و كذلك تسمى أشرافها.
و قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: و في الصمد للسلف أقوال متعددة , قد يظن أنها مختلفة و ليست كذلك بل كلها صواب , و المشهور منها قولان: 1 - أن الصمد هو الذي لا جوف له 2 - أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج. و الأول هو قول أكثر السلف من الصحابة و التابعين و طائفة من أهل اللغة , و الثاني قول طائفة من السلف و الخلف و جمهور اللغويين.
(لم يلد و لم يولد)
" لم يلد " أي لم يكن له ولد لانتفاء من يجانسه إذ الولد يجانس والده , و المجانسة منفية عنه تعالى إذ ليس كمثله شيء.
" و لم يولد " لانتفاء الحدوث عنه تعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (قال الله عز وجل: كذبني ابن آدم و لم يكن له ذلك , و شتمني و لم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يُعيدني كما بدأني , و ليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته , و أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا و أنا الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد) رواه البخاري.
(و لم يكن له كفوا أحد) أي لم يكن أحدا كفوا له و لا مثيلا و لا نظيرا و لا شبيها , لا في أسمائه و لا في أوصافه و لا في أفعاله , إذ ليس كمثله شيء و هو السميه البصير.
قال مجاهد (و لم يكن له كفوا أحد) يعني: لا صاحبة له , و هذا كما قال تعالى (بديع السماوات و الأرض أنّى يكون له ولد و لم يكن له صاحبة و خلق كلّ شيء) أي هو مالك كل شيء و خالقه , فكيف يكون له من خلقه من نظير يساميه , أو قريب يدانيه , تعالى و تقدّس و تنزّه.
قال ابن القيم في زاد المعاد ( .. فسورة الإخلاص متضمنة لتوحيد الإعتقاد و المعرفة , و ما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق الشركة بوجه من الوجوه , و الصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص بوجه من الوجوه , و نفى الولد و الوالد الذي هو من لازم الصمدية و غناه و أحديثه , و نفيُ الكفؤ المتضمن لنفي التشبيه و التمثيل و التنظير: فتضمنت هذه السورة إثبات كل كمال له , و نفي كل نقص عنه و نفي إثبات شبيه أو مثل له في كماله و نفي مطلق الشريك عنه , و هذه الأصول هي مجامع التوحيد العلميّ الإعتقاديّ الذي يباين صاحبه جميع فرق الضلالة و الشرك).
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير سورة المسد
سورة المسد مكية عدد آياتها خمسة
- سبب نزولها:
¥