كلمة للبخاري في حديث عبادة في قراءة الفاتحة، ما معناها؟

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 07:38]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فأحمد الله أن يسر هذا الموقع للاستفادة من المشايخ الأجلاء والإخوة الفضلاء المشاركين فيه، وأسأله أن يجعل ما نكتبه حجة لنا لا علينا، ثم أبارك للإخوة القائمين على الموقع، أسأل الله أن يوفقهم لكل خير.

هنا كلمة للبخاري استوقفتني في دراسة حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - المشهور في قراءة الفاتحة.

وتلخيصًا لطرق الحديث:

فالحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»،

وجاء من رواية ثلاثة عشر راويًا - فيما وجدت - عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف قال: «إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم»، قلنا: نعم والله يا رسول الله، إنا لنفعل هَذًّا، قال: «فلا تفعلوا إلا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها»، هكذا بلفظٍ تامٍّ، على اختلافات في الألفاظ ليست مؤثرة،

ورواه الوليد بن مسلم عن مكحول عن محمود بن الربيع عن أبي نعيم عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا،

ورواه زيد بن واقد عن مكحول وحرام بن حكيم عن نافع بن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به مرفوعًا،

ورواه محمد بن الوليد الزبيدي والنعمان بن المنذر عن مكحول عن عبادة بن الصامت مباشرةً به مرفوعًا،

ورواه رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت به موقوفًا عليه.

ووجدت البخاري قال في جزء القراءة (ص92 ط. الخانجي): «والذي زاد مكحول وحزام [كذا، والصواب: حرام] بن معاوية ورجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن عبادة = فهو تبع لما روى الزهري، لأن الزهري قال: حدثني محمود أن عبادة - رضي الله عنه - أخبره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهؤلاء لم يذكروا أنهم سمعوا من محمود».

وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الذي ذكره زيد بن واقد مقرونًا بمكحول.

فهل يتكرم المشايخ الأفاضل ببيان وإيضاح حول هذه الكلمة، أحسن الله إليهم، وبارك فيهم.

ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:52]ـ

مرحباً بالأخ الغالي الشيخ محمد

أسأل الله أن يبارك في جهودك وينفع بعلمك

ولي عودةٌ على العبارة التي ذكرت، فهي تحتاج إلى تأمُّل

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - عز وجلec-2006, صباحاً 12:41]ـ

أخي الحبيب محمد بن عبد الله – وفقه الله – ألا ترى معي أن ظاهر عبارة البخاري رحمه الله هذه – إنْ أتت على الجادّة دون سقط أو تحريف – أنه يعلّ بها رواية الثلاثة عن محمود بن الربيع بعدم سماعهم منه هذا الحديث، وأن ذكر السماع إنما هو من أحد الرواة تبع - أو اغترار - لما روى الزهري بصيغة التحديث، وأن المحفوظ هو رواية الزهري رحمه الله؟

ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - عز وجلec-2006, مساء 01:32]ـ

أخي الحبيب محمد بن عبد الله – وفقه الله – ألا ترى معي أن ظاهر عبارة البخاري رحمه الله هذه – إنْ أتت على الجادّة دون سقط أو تحريف – أنه يعلّ بها رواية الثلاثة عن محمود بن الربيع بعدم سماعهم منه هذا الحديث، وأن ذكر السماع إنما هو من أحد الرواة تبع - أو اغترار - لما روى الزهري بصيغة التحديث، وأن المحفوظ هو رواية الزهري رحمه الله؟

أخي الفاضل أشرف:

هذا الظاهر واردٌ، لكن يُشكِلُ عليه ما ذكره بعض الأئمة من كون الإمام البخاري يصحح رواية مكحول

كما نص على هذا ابن عبدالهادي في المحرر وابن الملقن في البدر وغيرهما

وقد ظهر لي منذ كتابة الموضوع وجه، ولكن فيه ما فيه

فما زلت أتأمل في هذا الوجه، فأحياناً أراه راجحاً، وأحياناً أراه مرجوحاً

هذا إذا سلمت العبارة من التحريف، فطبعة الخانجي سيئة

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - عز وجلec-2006, مساء 10:07]ـ

شيخنا الحبيب

لعل هذا النص يوضّح أكثر عبارة البخاري رحمه الله:

في تهذيب التهذيب (وقال أبو بكر البزار روى مكحول عن جماعة من الصحابة عن عبادة وأم الدرداء وحذيفة وأبي هريرة وجابر ولم يسمع منهم، وإنما أرسل عنهم ولم يقل في حديث عنهم «حدثنا»، وقد روى عن أبي أمامة وأنس ( ... = بياض) وروى عن أنس وأدخل بينه وبين أنس موسى ابن أنس ولم يقل «سمعت أنسا» فتفرقنا في حديثه عن أنس وأبي أمامة).

ومكحول روى الحديث مرة عن محمود بن الربيع مباشرة (رواه عنه ابن اسحاق)، ومرة عن نافع ابن محمود بن الربيع (رواه عنه زيد بن واقد وهو من كبار أصحاب مكحول، وتابع زيد بن واقد حرام بن حكيم، فظهر بهذا نكارة رواية ابن إسحاق وأنها منقطعة).

وقال الحاكم في علوم الحديث (عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة، وأن ذلك كله يخفى إلا على الحافظ للحديث).

والإمام البخاري خبير العلل، ومع ظهور نص البخاري في جزء القراءة، فالإشكال فيمن نسب التصحيح إليه، وإلا فالحديث مضطرب، ولا يثبت لمكحول سماع من محمود بن الربيع رضي الله عنه، وفي علل ابن أبي حاتم (حدثنا أبي قال سألت أبا سهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما صح عندنا إلا أنس بن مالك. قلت واثلة؟ فأنكره). والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015