وحكمه: أنه يكون كافراً بما أنزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يجتمع التصديق بما أنزل على محمَّد والتصديق بما عند الكُهّان من عمل الشياطين.

ضدّان لا يجتمعان، لا يمكن أن يصدِّق بالقرآن ويصدِّق بالكِهانة.

وظاهر هذا أنه يخرج من الملّة.

وعن أحمد روايتان في نوع هذا الكفر: رواية أنه كفر أكبر يُخرج من الملّة.

ورواية أنه دون ذلك. وفيه قول ثالث: وهو التوقّف، وأن يُقرأ الحديث كما جاء من غير أن يفسِّر بالكفر الأكبر أو الكفر الأصغر، فنقول ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ويكفي.

ولكن الظاهر- والله أعلم- هو القول الأول؛ أنه كفر يُخرج من الملّة، لأنه لا يجتمع التصديق بالقرآن والتصديق بالكهانة، لأن الله أبطل الكِهانة، وأخبر أنها من عمل الشياطين، فمن صدّقها وصوّبها كان كافراً بالله كفراً أكبر. هذا هو الظاهر من الحديث.

و قال حفظه الله:

فقد دلت هده الأحاديث على مسائل:

وذكر منها: المسألة الثانية: في الحديث دليل على وجوب تكذيب الكُهّان ونحوهم، وأن لا يقع في نفس الإنسان أدنى شك في كذبهم، فمن صدّقهم، أو شك في كذبهم، أو توقّف؛ فقد كفر بما أُنزل على محمَّد صلى الله عليه وسلم، لأنه يجب الجزم بكذبهم.

المسألة الثالثة: فيه دليل على تحريم الذهاب إلى الكهّان ولو لم يصدِّقهم، وأنه إذا فعل ذلك لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً.

المسألة الرابعة: فيه دليل على أن تصديق خبر الكُهّان كفر بما أنزل الله على رسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم، والذي أنزل الله على رسوله هو الكتاب والسنّة .........

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:

هل يكفر من أتى عرافاً وسأله عن شيء؟

السؤال: كيف نجمع بين الحديثين التاليين:

1 - (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، رواه مسلم في صحيحه.

2 – (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، رواه أبو داود.

فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر.

الجواب:

الحمد لله

"لا تعارض بين الحديثين، فحديث: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) يراد منه: أن من سأل الكاهن معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65.

وأما الحديث الآخر: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم وليس فيه (فصدقه).

فبهذا يُعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن صدقه فقد كفر.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 48).

والله أعلم

ـ[أسامة]ــــــــ[02 - عز وجلec-2009, صباحاً 05:03]ـ

جزاك الله خيرًا أخينا أبا حمزة.

مشاركتك الطيبة هذه ذكرتني بما كنت أجمعه لكلام أهل العلم حول هذه المسألة منذ سنوات.

والجمع بين الحديثين، وبيان حكم كل حالة ...

وأذكر أن للشيخ / محمد صالح المنجد -حفظه الله- كلام طيب نفيس في هذا الباب.

بارك الله فيك ونفع بك.

ـ[عبد الرحمن اليماني]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 01:25]ـ

في بعض المشاركات وقبل الإطلاع عليها نأسى أنها تخرج كل مخرج عن مرادها

الكلام من أخينا عبد الرحمن على احديث الذي فيه ذكر عدم قبول اصلاة وزيادة تصديق الكاهن وهذا ظاهر ولم يقل أحد فيما أعلم فيه بالتكفير

ولفظ الكفر هو الذي اقترن بلفظ التصديق وذاك حديث آخر وهو الذي وقع فيه الخلاف بين العلماء وفيه ثلاثة اقوال وهي ثلاث روايات عن الإمام أحمد

الكفر الأكبر

الكفر الأصغر

عدم التفسير للمراد به

وكلام أخي عبد الرحمن قيم وأنا أبحث عن كلام لأئمة الحديث في هذه الزيادة وحبذا الإفادة بذلك

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 03:41]ـ

جزاك الله تعالى خيراً شيخنا الحبيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015