أخرجه ابن ماجه (1847)، والحاكم في ((المستدرك)) (2/ 174)، والطبراني في ((الكبير)) (ج 11 / رقم 11009)، وفي ((الأوسط)) (3153) - ومن طريقه الضياء في ((المختارة)) (ج 62 / ق 281/ 1) -، وتمام الرازي في ((الفوائد)) (816 - 818)، والعقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 134) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((ذم الهوى)) (ص / 601) - وابن عساكر (54/ 184 و 61/ 460 و 65/ 71)، والبيهقي في ((الكبرى)) (7/ 78)، وفي ((الصغرى)) (6/ 79)، وابن أبي حاتم في ((العلل))
(2252)، كلهم عن محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم ابن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، مرفوعا به.
وقد خولف الطائفيُّ ...
خالفه معمر بن راشد؛ فرواه عن إبراهيم، عن طاوس مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (6 / رقم 10377).
وتابعه - أي: معمرًا - ابنُ جريج: أخرجه عبد الرزاق (10377)، وابن أبي شيبة (3/ 454) عن معاذ، والبيهقي (7/ 78) عن عبد الوهاب ابن عطاء، ثلاثتهم عن ابن جريج به.
وتابعه سفيان بن عيينة: أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (ج 5 / رقم 2747) عن أبي خيثمة، والعقيلي (4/ 134) عن الحميدي، وسعيد بن منصور في
((السنن)) (492) ثلاثتهم عن سفيان به.
وخالف هؤلاء أحمد بن حرب الطائي، فرواه عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله.
رواه ابن شاذان في ((المشيخة الصغرى)) (60) - ومن طريقه ابن الجوزي في
((ذم الهوى)) - قال: حدثني أبو الفوارس أحمد ابن علي بن عبد الله - محتسب المصيصة من حفظه - نا أبو بشر حيان بن بشر - قاضي المصيصة - نا أحمد بن حرب به.
وقد أعلَّه الشيخ الألباني - رحمه الله - بجهالة من دون أحمد بن حرب.
وكون السند أوله مظلمٌ وآخره كالشمس يدل على بطلانه حتمًا ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59#_ftn1)) .
ولا شكَّ في ترجيح رواية الجماعة عن ابن عيينة على رواية أحمد بن حرب على فرض صحتها، كيف ولم تصح!
وقال العقيلي عن الإرسال: ((وهذا أولى)).
وقد تابعهم علي بن حرب الطائي، فرواه عن سفيان مرسلاً كالجماعة.
ذكره ابن القيم في ((روضة المحبين)) (84) عن المعافى بن عمران عنه.
وقد توبع الطائفيُّ؛ تابعه سفيان الثوريُّ، عن إبراهيم بمثله سواء.
رواه المهرواني في ((الفوائد)) (165)، والصيداوي في ((معجم الشيوخ)) (ص 244) والخليلي في ((الإرشاد)) (2/ 653) عن محمد بن صالح الأشج، والخليلي (3/ 947) عن محمد بن عمران بن حبيب، كلاهما عن عبد الصمد ابن حسان، عن الثوري به.
وهذا - والله أعلم - لا يثبتُ، والأشج وابن عمران لم أجد من وثقهما إلا ابن حبان، وقال في الأول: ((يخطئ))، وعليه فلا يثبت هذا عن عبد الصمد، عن الثوري، والله أعلم.
وتابعه - أي عبد الصمد - مؤملُ بن إسماعيل، فرواه عن الثوري بمثل رواية الطائفي.
أخرجه الخليليُّ (3/ 947) قال: وقرأتُ على عبد الله بن محمد بن روزبة الكسروي بهمذان، حدثنا سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم بحمص، حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان مثل حديث عبد الصمد سواء.
وهذا أيضًا لا يصحُّ، وشيخ الخليلي لم أجده، ومولى بني هاشم لم أجد له ذكرًا إلا في ((تاريخ حلب)) (9/ 4300)، ولم يذكر عن حاله شيئًا.
فلا يثبت هذا أيضًا عن مؤمَّل، وبالتالي لا يثبت عن الثوري.
وقد أعلَّ هذا الوجه عن الثوري الخليليُّ والخطيبُ.
قال الخليلي (2/ 653):
((هذا جوده عبد الصمد ومؤمل بن إسماعيل عن سفيان، ورواه غيرهما عن سفيان عن طاوس مرسلاً)).
وقال الخطيب في ((تخريج المهروانيات)):
((لم يرو هذا الحديث هكذا موصولاً عن سفيان الثوري، إلاَّ عبد الصمد ابن حسان وتابعه مؤمل بن إسماعيل، ورواه غيرهما عن سفيان مرسلاً ولم يذكر ابن عباس في إسناده، وهو الصواب. والله أعلم)) اه.
وكأنَّ أبا حاتم الرازي يرى أن المسند محفوظٌ؛ فقد سأله ولده عن حديثٍ يرويه إبراهيم بن ميسرة بالسند المذكور إلى ابن عباس فقال: ((هذا حديثٌ باطلٌ، ما نعلم إبراهيم بن ميسرة أسند عن طاوس عن ابن عباس إلا حديثًا واحدًا، أن النبي r قال: لَمْ نَرَ لِلمُتَحَابَّيْنِ مِثلَ النِّكَاحِ)).
وقد رأى الشيخ الألباني: أن الرواية باجتماع مؤمل وعبد الصمد جيِّدةٌ، وفيه نظرٌ، إذ لم يثبت السند إليهما أصلاً، ولو ثبت لكان في النفس منه شيءٌ؛ لتفرد هذين عن الثوريِّ بمثل هذا الإسناد، والله الموفق.
وقد توبع الثوري؛ تابعه عثمان بن الأسود.
ذكره الدارقطني في ((الأفراد)) (3/ 194 أطرافه) وقال:
((تفرد به يزيد بن مروان، عن عمر بن هارون، عن عثمان بن الأسود المكي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس)).
وهذا لا يصحُّ؛ وعمر بن هارون متروك.
وتوبع إبراهيم بن ميسرة؛ تابعه سليمان الأحول أو عمرو بن دينار بمثله.
أخرجه الطبراني (ج 11 /رقم 10895)، وابن منده في ((الأمالي)) (ق46/ 1) - كما في ((الصحيحة)) (624) - عن إبراهيم بن يزيد به.
وفي رواية ابن منده بالجمع بينهما لا بالشك.
وإبراهيم هذا هو الخوزي، وهو متروك.
هذا وقد عزاه في ((كنز العمال)) إلى ابن النجار من حديث جابر، وقد تقدَّم الكلام على هذا، والله أعلم.
تنبيه: قال الشيخ الألبانيُّ: في ((الصحيحة)):
((وسفيان هو ابن عيينة، وقد روي عنه موصولاً بإسنادٍ آخر له، فقال ابن شاذان في ((المشيخة الصغرى)) (رقم 60 - منسوختي): حدثني أبو الفوارس أحمد ابن علي بن عبد الله - محتسب المصيصة من حفظه - نا أبو بشر حيان بن بشر - قاضي المصيصة - نا أحمد بن حرب الطائي، نا سفيان بن عيينة، نا عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباسٍ به)).
قلتُ: رضي الله عنك!
فقد وقع لك سبقُ نظرٍ، فالسند عند ابن شاذان عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر! فهذه مخالفةٌ وليست متابعة، والله الموفق.
([1]) قاله الشيخ المعلمي في تعليقه على ((الفوائد المجموعة)) (431).