دراسة مختصرة لحديث «من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما» وزيادة لفظه «فصدقه»

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Nov-2006, مساء 06:08]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم تسليما أما بعد:

فقد جاء في بعض روايات حديث (مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا)

لفظة "فصدقه " وهي في هذا الحديث لا تصح من جهتين:

من جهة الإسناد، و من جهة المتن،

أما من جهة الإسناد:

فلم يروها بهذا اللفظ ـ حسب اطلاعي ـ إلا الإمام أحمد في المسند 4/ 68، 5/ 380

و عبدالرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ـ عند ابن بطة في الإبانة ـ الإيمان 2/ 730 ـ

كلاهما عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيه (فصدقه بما يقول).

وعبدالرحمن هذا قال عنه ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال عن أبيه: شيخ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليها. وذكره ابن حبان في الثقات.

الجرح والتعديل5/ 283، سؤالات الحاكم ص128، والكامل4/ 319، والثقات 8/ 383.

وخالفهم:

1 - محمدُ بن المثنى ـ صحيح مسلم (2230) والبيهقي في السنن 8/ 138ـ

2 - وأبو بكر بن خلاد ـ حلية الأولياء 10/ 406 وتأريخ أصبهان 2/ 206 ـ

3 - و صدقة بن الفضل ـ التأريخ الأوسط للبخاري 2/ 45، ـ

4 - وعلي بن المديني ـ مسند الفاروق 1/ 198ـ[وإن كان لم يذكر المتن لكنه عطفه على متن ليس فيه اللفظة]

ولم يذكروا لفظة (فصدقه بما يقول).

ورواه صدقة أيضا ـ التأريخ الأوسط 2/ 45ـ

ويعقوب بن حميد ـ المعجم الكبير للطبرني 23/ 215:

عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر بمثله، وليس فيه لفظة (فصدقه بما يقول).

ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 1402ـ

عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.

وهذه الطريق لا تصح.

انظر: شرح العلل 2/ 811 والعلل لابن أبي حاتم 2/ 269.

ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 9172 ـ أيضا:

عن أبي بكر بن نافع عن نافع عن صفية عن عمر.

وهذه الطريق أيضا لا تصح.

انظر: العلل لابن أبي حاتم 2/ 269، والطبراني في الأوسط 9172، ومسند الفاروق 1/ 198 وشرح العلل لابن رجب 2/ 811.

الخلاصة:

أن لفظة (فصدقه بما يقول) لم تأت إلا في رواية الإمام أحمد وعبدالرحمن الحارثي،

وخالفه فيها عن يحيى القطان أربعة:

صدقة بن الفضل، وأبو بكر بن خلاد، ومحمد بن المثنى، وعلي بن المديني، وهؤلاء كلهم ثقات.

وأيضا:

يعقوب بن حميد، وصدقة في روايتهما عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر به.

وبهذا يظهر ـ والله أعلم ـ أن زيادة (فصدقه) في هذا الحديث شاذة لا تصح، والله أعلم.

و هل هذا الاختلاف من يحيى أو أن الوهم ممن دونه؟ العلم عند الله.

أما من جهة المتن:

فقد جاءت عدة أحاديث، وروايات عن عدد (1) من الصحابة تُبين أن من أتى عرافا .. فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ورواية أحمد وابن بطة فيها: أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما فقط.

ثم مع مخالفتها أيضا لما في الأحاديث الأخرى هي مخالفة لظاهر القرآن، وهو أن المصدق للكهنة كافر بالله؛ لأنه مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

-----------------

(1) أبو هريرة وابن مسعود وأنس وواثلة وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وابن عمر ..

انظرها في: مجمع الزوائد 5/ 118، والفتح 10/ 217، وقد تكلم على بعضها.

ـ[منال]ــــــــ[28 - Nov-2006, صباحاً 07:37]ـ

جزيت خيراً على المصادر الانترنتية.

ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2006, مساء 01:02]ـ

جزاكم الله خيراً أبا عبدالله

والإشكال المحيِّر: من أين جاءت هذه اللفظة في الحديث؟

فالحديثُ في صحيح مسلم وغيره من طرقٍ عن يحيى القطان بدونها!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - عز وجلec-2006, مساء 06:25]ـ

الأخت منال وفقكم الله ونفعك بها.

الشيخ الكريم أبا محمد وفقه الله

الزيادة ربما تكون من القطان أو من أحمد أو من دونه، والعلم عند الله

ـ[آل عامر]ــــــــ[08 - صلى الله عليه وسلمug-2007, صباحاً 01:42]ـ

جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب أبا عبدالله

ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:03]ـ

جزاكم الله خيرا ,,

ـ[أبومروة]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 12:27]ـ

جزاك الله خيرا تم نسخه

ننتظر المزيد

وفقك الله

ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - صلى الله عليه وسلمpr-2008, مساء 02:42]ـ

بارك الله فيك يا شيخنا

لكن بناءا على هذا الحديث الذي فصلت فيه فقد حكم عليه مشايخ كثيرين بالصحة وبالتالي قالو ان الذي ياتي للكهان ويصدقه فانه كافر كفر اصغر وليس الاكبر

قال معالي الوزير الشيخ صالح في شرحه على كتاب التوحيد -الصفحة 254 - : ودليلهم:

أن تصديق الكاهن فيه شبهة وادعاء علم الغيب او تصديق أحد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله -جل وعلا- كفرا أكبر، لكن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب يخبر بالامور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع،فيكون إذا هو نقل ذلك الخبر عن الجني،والجن نقلوه عما سمعوه في السماء، وهذه شبهة.فقد يأتي الآتي إلى الكاهن ويقول:أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب،لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن،وهذه الشبهة تمنع من تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر.إنتهى كلامه

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015