شيخ الطبراني مجهول، وشيخه الحرشي وَهَّاهُ أبو داود، وَضَعَّفه، وقال الحافظ: لين، وعبدالحميد بن الحسن الهلالي ضعيف يحدِّث بمناكير.

فالخبر مع انفراد التستري به ساقط.

ثالثًا: رواية علقمة:

رواها الطَّبراني والبزَّار وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند وأبو يعلى الموصلي، كما ذكرها الحافظ في المطالب العالية.

حَدَّثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم، ثنا الصلت بن بهرام، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: "كان عبدالله "يَحك المعوذتين من المصحف، ويقول: أمر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يتعوذ بهما"، ولم يكن عبدالله يقرؤهما".

وإسناده حسن، وقول الرَّاوي: لم يكن يقرؤهما إنَّما هو إنباء عن سماعه، وليس في الخبر ما يدل على الإنكار، وكذلك فيه الحك، وهي رواية بالمعنى، وإلاَّ فمصحفه لم يكن فيه المعوذتان ولا الفاتحة، وإن كانت مكتوبة في مصاحف أصحابه، فعمن أخذوها إن لم يكن عن ابن مسعود.

فلَعَلَّ الحكَّ حينئذٍ له توجيه سنذكره - إن شاء الله - في موضع قريب.

رابعًا: رواية عبدالرحمن بن يزيد النخعي:

واختلفتِ الرِّواية عن عبدالرحمن بين ثلاثةٍ من الثِّقات الأثبات عن أبي إسحاق عنه، وهم الأعمش في جانب، والثَّوري وشعبة في جانب آخر.

روى عبدالله في زوائد المسند، وأبو نعيم في طبقات المحدثين، كلاهما من طريق محمد بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله أنَّه كان يَحُكُّ المعوذتين من مصاحفه، ويقول: ليستا من كتابِ الله.

ورواه الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن الحسين بن إشكاب، ثنا محمد بن أبي عبيدة به مثله.

ولعلَّ الخبر هذا محفوظٌ من طريقهما، وهما أخوان ثقتان.

ورواه الطبراني في الكبير من طريق، قال: حدثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن ...

ورواه حدثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا أبو عمر حفص بن عمر الحوضي (ح)، وحدثنا محمد بن محمد التمار، ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله كلاهما بلفظٍ واحد: "كان يحك المعوذتين من مصحفه، ويقول: ألا خلطوا فيه ما ليس منه".

محمد بن أبي عبيدة: قال ابن عدي: له غرائب وإفرادات، ولا يعرف لأبيه رواية عن الأعمش، فلم يذكره المزِّي ولا غيره أنَّه من شيوخه على أنه يروي عن أبيه وهو قليل الحديث ثقة فاضل.

والرواية من طريقه جاءتْ معنعنة عن الأعمش عن أبي إسحاق.

والرواية الثانية أضبط وأوثق في أبي إسحاق مع اجتماع الثوري وشعبة، ولها تأويل وليس فيها إنكار.

كما أنَّ خَبَرَ أبي رُوي بسندٍ قابل للتحْسين عن عبدالله بن مسعود.

روى الطبراني في الأوسط والكبير قال: حدثنا الحسين بن عبدالله الخرقي، ثنا محمد بن مراد مرداس الأنصاري، ثنا محبوب بن الحسن عن إسماعيل بن مسلم عن سيار أبي الحكم، عن زر بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سئل عن هاتين السورتين، فقال: ((قيل لي، فقلت: فقولوا كما قلت)).

الحسين بن عبدالله الخرقي صاحب المروزي الإمام، وكان يُسَمَّى بخليفة المروزي، مصري صدوق مكثر.

محمد بن مرداس الأنصاري لَم يعرفه أبو حاتم، فقال: مَجهول، وروى عنه مباشرة البخاري، وابن أبي عاصم وغيرهما من الثِّقَات، وقال أبو حاتم بن حبان: مستقيم الحديث، وقد احتج الألباني والمعلمي اليماني بتوثيقه للراوي بمثل هذه العبارة، وقال المعلمي اليماني: فإذا قال ثقة أو مستقيم الحديث، فتوثيقه كغيره من الأئمة، وقال الحافظ: مقبول.

ومحبوب بن الحسن صدوق وإسماعيل بن مسلم أيضًا ضعيف عندهم، والسبب مناكيره عن الحسن خاصَّة، ومَشَّاه أحمد في رواية، وسيار أبي الحكم صدوق سمع زِرًّا، فمع حديث أبي يصير حسنًا لغيره إن شاء الله، فأين ذلك كله من دعوى الإنكار?!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015