وله أسانيد ثلاثة:

الأول: الأعمش عن أبي ظبيان، قال لنا ابنُ عَبَّاس.

رواها عن الأعمش:

1 - وكيع.

2 - شريك.

3 - أبو معاوية الضرير.

3 - جرير.

4 - سليمان بن طرخان.

5 - يعلى.

وأسانيدها صحيحة على شرط الشيخين.

الثاني: مجاهد عن ابن عباس.

انفرد به إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد.

وإسناده حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

الثالث: انفرد به الطَّبراني في "المعجم الكبير"، قال: حدَّثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا سفيان بن بشر، ثنا شريك عن عاصم عن زر، قال: قال لي ابن عباس: أيَّ القراءتين تقرأ؟ قلت: الآخرة، قال: فإنَّ جبريل - عليه السَّلام - كان يَعرض القرآن على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كل عام في رمضان، قال: فعرض عليه القرآن في العام الذي قبض فيه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرتين، فشهد عبدالله ما نسخ منه وما بدل، فقراءة عبدالله الآخرة.

وفيه شريك، صدوق سيئ الحفظ، وسفيان بن بشر الكوفي روى عنه الطحاوي وغيره، وذكره العيني في "معاني الأخبار"، فقال: "874 - سفيان بن بشر بن أيمن بن غالب الأسدي: يكنى أبا الحسن، ذكره ابنُ يونس في الغرباء، الذين قدموا مصر، وقال: كوفي قدم مصر وحدث بها، توفي بمصر في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين، قلت: روى عن شريك وغيره، وروى عنه إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وغيره، وروى له أبو جعفر الطحاوي"، وإسناده ضعيف.

دلالة هذا الخبر ما يلي:

أولاً: ثبوت حضور ابن مسعود العرضة الأخيرة.

ثانيًا: معرفته ما نسخ من القرآن وما بدل.

وقد ذكره الحافظ بإسنادٍ آخر من طريق مُسَدَّد قال في "المطالب العالية": "3575 - قال مسدد: ثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: إنَّ ابنَ عباس سَمع رجلاً، يقول: الحرف الأول، فقال ابن عباس: ما الحرف الأول؟ فقال له رجل: يا ابنَ عباس، إنَّ عمر بعث ابن مسعود معلمًا إلى أهل الكوفة، فحفظوا من قراءته، فغير عثمان القراءة، فهم يدعونه الحرف الأول، فقال ابنُ عباس: إنه لآخر حرف عرض به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جبريل"، وهو مرسل ضعيف.

ثالثًا: إذا كانت العرضة الأخيرة هي أساس المصحف الذي جمعه أبو بكر - رضي الله عنه - وكان عليه إجماعُ الصحابة، وتضمَّن سورَ القرآن الأربعَ عشرة ومائة لم تتخلف سورة، بما فيها الفاتحة والمعوذتان، فحرف ابن مسعود وقراءته هي ذاتها مثل ما كان يَحوي مصحف أبي بكر لا يتخلف منه شيء بما فيه الفاتحة والمعوذتان.

كما قد روى الإمام أحمدُ وغيره عن ابنِ مَسعود ذلك.

روى الإمام أحمد، والطبري في التفسير، والطبراني في الكبير، وابن عساكر، وابن الضُّرَيْس في فضائل القرآن، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث عبدالرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحابِ عبدالله ولم يُسَمِّه قال: "أراد عبدُالله أن يأتي المدينة، فجمع أصحابه، فقال: والله، إنِّي لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إنَّ هذا القرآنَ نزل على حروف، والله إنْ كان الرجلان يَختصمان أشدَّ ما اختصما في شيء قطُّ، فإذا قال البادي: هذا أقرأني، قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر، قال: كلاكما محسن، فأقرأنا: إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، واعْتَبِرُوا ذلك بقول أحدكم لصاحبه: صدق وبر، وكذب وفجر، إنَّ هذا القرآن لا يَختلف، ولا يُسْتَشَنُّ ولا يَتْفَه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف، فلا يدعه رغبة عنه، فإنَّه من يجحد بآية منه، يجحد به كُلِّه، وإنَّما هو كقول أحدكم: اعْجَل، وجِئْ، وهَلُمَّ، والله لو أعلم أنَّ رجلاً أعلم بما أنزل على محمد مني، لطلبته حتى أزدادَ علمًا إلى علمي، إنَّه سيكون قومٌ يُمِيتُون الصلاة، فصلُّوا لوقتها، واجعلوا صلاتَكم معهم تطوعًا، وإنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُعَارَض بالقرآن في رمضان، وإنِّي قد عرضته عليه في العام الذي قُبِضَ فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سبعين سورة".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015