ما المقصود بقول أهل سبأ: ربنا باعد بين أسفارنا؟؟

ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - عز وجلec-2010, مساء 12:35]ـ

ما المقصود بقول أهل سبأ: ربنا باعد بين أسفارنا؟؟

أرجو أن يكون الرد محددا ومختصراً دون إحالة

ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - عز وجلec-2010, مساء 12:57]ـ

قال تعالى: ((وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القرى التي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السير سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)).

أي: وجعلْنا - بقُدرتنا ورحمتنا - بين أهل سبأ وبَيْنَ "القرى التي بَارَكْنَا فِيهَا" كمكة في الجزيرة العربية، وكبيت المقدس في بلاد الشام، جعلنا بينهم وبين تلك القرى المباركة قُرًى ظَاهِرَةً؛ أي: قرى متقاربة متواصلة، بحيث يَرى من في إحداها غيرَها.

((وَقَدَّرْنَا فِيهَا السير)) أي: وجعلنا زمن السير من قرية إلى أخرى مقدَّرًا محدَّدًا، بحيث لا يتجاوز مدَّة معينة قد تكون نصف يوم أو أقلّ.

وقالوا: كان المسافر يخرج من قرية فيدخل الأخرى قبل حلول الظلام بها.

وقوله: ((سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ)) مَقولٌ لقولٍ محذوف. أي: وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى المتقاربة العارمة بالخيرات، والتي توصّلكم إلى القرى المباركة ... سيروا فيها ليالي وأيامًا آمنين من كلّ شر، سواء سِرتُم بالليل أم بالنهار.

فالآية الكريمة تحكي نعمة عظمى على أهل سبأ، وهي نعمة تيْسير سبل السفر لهم إلى القرى المباركة، وتهيئة الأمان والاطمئنان لهم خلال سفرهم.

ولكنهم لم يقدّروا هذه النعمة، بل بلغ بهم الجهل والحمق والبطر، أنَّهم دعَوا الله تعالى بقولهم - كما حكى القرآن عنهم -: ((فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا)).

أي: مع أنَّنا - بفضلنا وإحساننا - قد أعطيْناهم تلك النعمة، ومكنَّاهم منها، وهي نعمة تيسير وسائل السفر، ومنحهم الأمان والاطمئنان خلاله ... إلاَّ أنَّهم - لشؤمهم وضيق تفكيرهم وشقائهم - تضرَّعوا إلينا وقالوا: يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار، بدَلَ تلك القرى العامرة المتقاربة، فهم - كما يقول صاحب الكشاف -: بطَروا النعمة، وبشموا - أي: سئِموا - من طيب العيش، وملّوا العافية، فطلبوا النكد والتعب، كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم، مكان المن والسلوى.

وفيها من القراءات:

((ربُّنا باعَدَ)) ... برفع الباء على الابتداء، و (باعَدَ) فعلٌ ماض ... وهي قراءة يعقوب الحضرمي من العشرة.

((ربَّنا بعِّدْ)) ... بنصب الباء على النداء، و (بعِّدْ) فعل أمر للدعاء ... وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ورواية هشام عن ابن عامر.

((ربَّنا باعِدْ)) ... بنصب الباء على النداء، و (باعِدْ) فعل أمر للدعاء، وهي قراءة الباقين من العشرة.

والله أعلم.

ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[22 - عز وجلec-2010, مساء 01:38]ـ

وقالوا: يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار، بدَلَ تلك القرى العامرة المتقاربة، ليتذوقوا (حلاوة) السفر ومشاقه! وليستمتعوا بالتزود بالطعام والشراب للمسافات الطويلة، وكانوا لا يتزودون لقرب المسافات بين القرى وكانت معمورة وفيها من الخيرات ما فيها.

فائدة:

ومما يؤسف له أن منا من يشتهي البلاء مكان النعم وهو لا يدري!

فمن النساء من تقول: زوجي طيب زيادة عن اللازم ليتني تزوجت رجلا حازما قويا!!

ومن الرجال من يقول: زوجتي طيبة ومهذبة ودائما تطيع أمري! ليتني تزوجت امرأة لعوب ومشاكسة لكي تكون لحياتي مذاقا مختلفا!!

والأمثلة كثيرة ولكن ضربت أقرب مثالين ولو فتش كل امرئ في دواخله لوجد من هذا العجب العجاب!

نسأل الله السلامة والعافية

ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - عز وجلec-2010, مساء 09:16]ـ

جزاكم الله خيراً

ولكن هل لأنهم اشتاقوا الى المشقة وحنوا الى الاحساس بوعثاء السفر وملوا من الراحة والرفاهية، هل يكون ذلك سبباً لعذابهم؟ أليس ذلك ببعيد؟

لا سيما وأنهم يؤمنون بالله ويتضرعون اليه داعين أن يباعد بين أسفارهم، فلو أن جاهلا توجه الى الله عز وجل وسأله شراً هل يكون ذلك سبب عذاب له؟

كما أن أهل الدنيا غالباً ما يركنوا الى الدعة والنعيم ويكرهوا الجهد والتعب فكيف يطلبونه؟

ولا يقال إن ذلك كقول بني اسرائيل عند طلبهم الثوم والبصل، لأن فعل بني اسرائيل مفهوم وكل النفوس البشرية تشتهي التنوع في الطعام والشراب ولا تستمرئ طعاماً واحدا مهما كان شهياً، أما التعب والمشقة فليست تميل اليها النفس بل كل انسان يسعى للراحة والرفاهية في كل شيء في المسكن والمركب وغيره.

عندي قول آخر أرجو أن تراجعوني فيه

إنهم لم يتضرعوا الى الله ولكنهم قالوا ما قالوا على سبيل الاستخفاف، فهم لإلفهم للنعمة ظنوا أنها لن تزول أبداً - ما أظن أن تبيد هذه أبداً - فكأنهم قالوا إن كنت يارب تقدر على أن تزيل هذه النعمة وتباعد بين أسفارنا فافعل وهم بذلك ظلموا أنفسهم فجعلهم الله أحاديث ومزقهم، وذلك كما قال المشركون: فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015