ما اللمسة البيانية في كلمة (عليهُ) بضم الهاء

في قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله) في سورة الفتح؟

وقد ورد هذا الأمر (أي الضم) مرتين في القرآن كله في هذا الموضع وفي سورة الكهف

(قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)

والقياس أن يقول أنسانيه بالكسر

أولاً: عليهُ بضم الهاء هي لغة قريش وكذلك يقولون فيهُ

أما سائر العرب فيقولون عليهِ وفيهِ وإليهِ وبهِ ..

ثانيا:قوله تعالى (عليهُ الله) في سورة الفتح ليس للموضوع علاقة بكون عليه

حرف جر لكن هناك أكثر من سبب لاختيار الضم في عليهُ

أولها أن الكلام في صلح الحديبية والعهد الذي كان بينهم وبين الرسول وهو عهد على الموت

فكان الضم في عليهُ يؤدي إلى تفخيم لفظ الجلالة لتفخيم العهد فأراد سبحانه أن يتسق

ويتناسق تفخيم العهد مع تفخيم لفظ الجلالة حتى لا يُرقق لفظ الجلالة بالكسرة.

والأمر الثاني أن الضمة هي أثقل الحركات بالإتفاق وهذا العهد هو أثقل العهود

لأنه العهد على الموت فجاء بأثقل الحركات مع أثقل العهود.

ما الفرق من الناحية البيانية

بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم

الحضور في اللغة يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيءيقال (كنت حاضراً إذ كلّمه فلان) بمعنى شاهد وموجود وهو نقيض (الغياب) ويقال كنت حاضراً مجلسهم، وكنت حاضراً في السوق أي كنت موجوداً فيها. أما المجيء فهو الإنتقال من مكان إلى مكان، ولهذا نقول الله حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان.

وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجوداً وإنما جاء الأمر. وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور) سورة هود.

إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه الإنتقال من مكان إلى مكان.

إذن ما الفرق الآن من الناحية البيانية بين قوله تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ

الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) سورة النساء {18}) () وفي سورة المائدة: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) {106}) وقوله تعالى في سورة البقرة (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي) {133}) وفي سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99}) وفي سورة الأنعام (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61})

القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير فهو يستعمل كلمة (بررة) للملائكة وكلمة (ابرار) للمؤمنين. حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الأحكام والوصايا كما في آيات سورة البقرة وكأن الموت من جملة الشهودعلي الأحكام والوصايا (إن ترك خيراً الوصية) (ووصية يعقوب لأبنائه بعبادة الله الواحد).

أما إن يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فيستعمل في الكلام مجيء الموت كما في آية سورة المؤمنون يريد هذا الذي جاءه الموت أن يرجع ليعمل صالحاً في الدنيا فالكلام إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت. وكذلك في آية سورة الآنعام. كمايستعمل الفعل جاء مع الأجل (فإذا جاء أجلهم) وعن سكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ولا يستعمل هنا حضر الموت لأن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكلام عن أحكام ووصايا بوجود الموت حاضراً مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكلام عن الموت وأحوال الشخص في الموت

ماللمسة البيانية في الجواب على الآية في سورة المؤمنون

(قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {86} ُ)؟ بقوله تعالى

(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) في استخدام كلمة (لله) بدل (الله)

وفي سورة الرعد جاءت الآيات (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015