كما في قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فكل طائفة لها جماعة عند الصلح يأتي من كل طائفة من يفاوض باسمها لكن إذا وقع القتال بينهما يقتتل كل الأفراد، وكذلك في كلمة بشر (أبشراً منا واحده نتبعه) وقوله تعالى (بل أنتم بشر مما خلق). وكلمة طفل قد تأتي للمفرد وجمع وقد يكون لها جمع في اللغة (الأطفال) وقد استعمل القرآن هاتين الكلمتين.

ما اللمسة البيانية في استعمال

صيغة المضارع مرة وصيغة الماضي مرة أخرى

في قوله تعالى (من كان يريد الآخرة) و (من أراد الآخرة)؟

استعمال فعل المضارع مع الشرط إذا كان مضمونه يتكرر.

أما استعمال فعل الماضي فالمضمون لا يتكرر أو لا ينبغي أن يتكرر.

كما نلاحظ ذلك في قوله تعالى

(ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد)

ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع (يشكر) أما الكفر فيكون مرة واحدة

و لا ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر). كذلك في قوله تعالى

(من قتل مؤمناً خطأ) المفروض أن القتل وقع خطاً فلا يتكرر أما في قوله تعالى

(من يقتل مؤمناً متعمداً) هنا تكرار للفعل لأنه قتل عمد.

ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة؟

(ليس البِرَّ أن تولوا وجوهكم) بفتح الراء وقوله تعالى

(ليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها) بضم الراء في كلمة البر؟

البرَّ بالفتحة في الآية الأولى هي خبر ليس مقدم و المصدر المؤول أن تولوا هو الإسم،

أما في الآية الثانية فكلمة (البرُّ) بالضم هي إسم ليس والخبر شبه الجملة (بأن تأتوا)

ما الفرق من الناحية البيانية

بين قوله تعالى (خالدين فيها) وقوله (خالدين فيها أبدا)؟

هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام ذكرالإحسان في الثواب أو الشدة في العقاب يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها.

في سورة النساء آية 57 (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً) هذه الآية ورد فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها أبدا، أما الآية 13 من سورة النساء (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ليس فيها تفصيل فلم يذكر فيها (أبدا).

كذلك في سورة البيّنة لم يذكر مع الكافرين (أبدا) لأنه لم يفصّل في عقابهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) آية 6، وذكرها مع المؤمنين لأنه فصّل الجزاء لهم (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) آية 8،

فالتفصيل زيادة في الجزاء فيضيف قوله (أبداً) إكراماً إلى ما هم فيه من إكرام وكذلك في العذاب. والخلود عند العرب تعني المكث الطويل وليس بالضرورة المكث الأبدي.

وقد وردت خالدين فيها أبداً في أهل الجنة 8 مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار 3 مرات

وهذا من رحمته سبحانه وتعالى لأن رحمته سبقت غضبه

في سورة الضحى قال تعالى

(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

لماذا اختيار كلمة (فحدث) ولم يقل (فأخبر)؟

الإخبار لا يقتضي التكرار يكفي أن تقول الخبر مرة واحدة فيكون إخباراً أما التحديث فهو يقتضي التكرار والإشاعة أكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب أن يتكرر الحديث عن الدعوة إلى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة. ولهذا سمي الله تعالى القرآن حديثا (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الإخبار فقط فيمكن أن يتم الإخبار مرة واحدة وينتهي الأمر

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015