أبوك فلان " فدعاه لأبيه، فقام إليه عمر بن الخطاب، فقبل رجله، وقال: يا رسول الله، رضينا بالله رباً، وبك نبياً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، فاعف عنا عفا الله عنك، فلم يزل به حتى رضي، فيومئذ قال: " الولد للفراش، وللعاهر الحجر " ثم قال البخاري: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو الجويرية عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?حتى فرغ من الآية كلها، تفرد به البخاري. وقال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وردان الأسدي، حدثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه، عن أبي البختري، وهو سعيد ابن فيروز، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: ? وَللَّهِ عَلَى ?لنَّاسِ حِجُّ ?لْبَيْتِ مَنِ ?سْتَطَـ?عَ إِلَيْهِ سَبِيلاً?قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، قال: ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال: " لا، ولو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت، لما استطعتم " فأنزل الله: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، وكذا رواه الترمذي وابن ماجة من طريق منصور بن وردان به، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وسمعت البخاري يقول: أبو البختري لم يدرك علياً. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إبراهيم ابن مسلم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب عليكم الحج " فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه: حتى عاد مرتين أو ثلاثاً، فقال: " من السائل؟ " فقال: فلان، فقال: " والذي نفسي بيده لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه، لكفرتم "، فأنزل الله عز وجل: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? حتى ختم الآية، ثم رواه ابن جرير من طريق الحسين بن واقد عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، وقال: فقام محصن الأسدي، وفي رواية من هذه الطريق: عكاشة بن محصن، وهو أشبه، وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف. وقال ابن جرير أيضاً: حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن ابن أبي الغمر، حدثنا ابن مطيع معاوية بن يحيى عن صفوان بن عمرو، حدثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الناس، فقال: " كتب عليكم الحج " فقام رجل من الأعراب، فقال: أفي كل عام؟ قال: فغلق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسكت، وأغضب واستغضب، ومكث طويلاً، ثم تكلم فقال: " من السائل؟ " فقال الأعرابي: أناذا، فقال: " ويحك ماذا يؤمنك أن أقول نعم؟ والله لو قلت: نعم، لوجبت، ولو وجبت، لكفرتم، ألا إنه إنما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خف، لوقعتم فيه "قال: فأنزل الله عند ذلك: ? ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? إلى آخر الآية، في إسناده ضعف. وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها الشخص، ساءته، فالأولى الإعراض عنها وتركها، وما أحسن الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا حجاج قال: سمعت إسرائيل بن يونس، عن الوليد بن أبي هاشم مولى الهمداني، عن زيد بن زائد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأصحابه: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " الحديث، وقد رواه أبو داود والترمذي من حديث إسرائيل، قال أبو داود: عن الوليد، وقال الترمذي: عن إسرائيل عن السدي، عن الوليد بن أبي هاشم، به، ثم قال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وقوله تعالى: ? وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ ? أي: وإن تسألوا عن هذه الأشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبين لكم ? وَذَلِكَ عَلَى ?للَّهِ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015