ـ[العلمي أمل]ــــــــ[13 - عز وجلec-2010, صباحاً 08:23]ـ
4) النهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء؛ مما لا فائدة لهم في السؤال عنها (سورة المائدة: 101)
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) ?المائدة: 101 – 102
في تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين، ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء؛ مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها؛ لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور، ربما ساءتهم، وشق عليهم سماعها؛ كما جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئاً، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " وقال البخاري: حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي، حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطبة ما سمعت مثلها قط، وقال فيها: " لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً " قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوههم، لهم حنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: «فلان» فنزلت هذه الآية: ? لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ?رواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة، وقد رواه البخاري في غير هذا الموضع، ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي من طرق عن شعبة بن الحجاج به. وقال ابن جرير: حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد عن قتادة في قوله: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، قال: فحدثنا: أن أنس بن مالك حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألوه حتى أحفوه بالمسألة، فخرج عليهم ذات يوم، فصعد المنبر، فقال: " لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم " فأشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون بين يدي أمر قد حضر، فجعلت لا ألتفت يميناً ولا شمالاً إلا وجدت كلاًّ لافًّا رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان يلاحي، فيدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: " أبوك حذافة " قال: ثم قام عمر أو قال: فأنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً عائذاً بالله أو قال: أعوذ بالله من شر الفتن قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم أرَ في الخير والشر كاليوم قط، صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط "، أخرجاه من طريق سعيد، ورواه معمر عن الزهري، عن أنس بنحو ذلك، أو قريباً منه. قال الزهري: فقالت أم عبد الله بن حذافة: ما رأيت ولداً أعق منك قط، أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت ما قارف أهل الجاهلية، فتفضحها على رؤوس الناس؟ فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته. وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا قيس عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان، محمار وجهه، حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ قال: " في النار "، فقام آخر فقال: من أبي؟ فقال: " أبوك حذافة "، فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول الله، حديثو عهد بجاهلية وشرك، والله أعلم من آباؤنا. قال: فسكن غضبه، ونزلت هذه الآية: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? الآية، إسناده جيد، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف، منهم أسباط عن السدي: أنه قال في قوله تعالى: ?ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ? قال: غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، من الأيام، فقام خطيباً، فقال: " سلوني، فإنكم لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به " فقام إليه رجل من قريش من بني سهم، يقال له: عبد الله بن حذافة، وكان يطعن فيه، فقال: يا رسول الله من أبي؟ فقال: "
¥