قالوا: بخْ بخْ، وأصله: بَخٍّ بخٍّ. قال الشاعر:

بين الأشج وبين قيس باذخٍ ... بخْ بخْ لوالده وللمولود

ويدل على أصله التثقيل قول العجاج:

في حسب بخْ وغزٍ أقعَسَا ... ............................

(حذف الفاء)

قالوا في التضجُّر: أُفْ وأصلها التشديد، وفيها ثمان لغات: أفْ، أفٍّ، أفَّ أُفاً، أُفُّ، أُفٌ، أُفيَّّ ممَالة مثل: حبلى. و لا يقال: أُفي بالياء كما تقول العمة. وأف خفيفة. وحكى البغداديون فيما روينا عن أحمد بن يحيى: سوْ أفعل، رودون: سوف أفعل.

(حذف الفاء)

قالوا: قط من قطَطْت، أي قطعت.

التغيير بالسكون والحركة

(1/ 17)

من ذلك مضارع كل فعل اعتلت عينه، نحو قولك: يقوم، يبيع، ويخاف، ويهاب، وأصله: يقوُمُ، يبْيِع، يخوَف، يَهْيَبُ، فنقلت الضمة والكسرة والفتحة إلى ما قبل، فذلك تحريك ساكن، وتسكين متحرك؛ وقلبت الواو والياء في يخوَفُ ويَهْيَبُ، ألفاً لتحركهما في الأصل وانفتاح ما قبلهما الآن، وكذلك ما يجاوز الثلاثة مما عينه واو أو ياء، نحو: يقسم، ويريد، ويستعين و يَسْتَرْيَث، فنقلت الكسرة إلى ما قبل هذه الحروف، وسكنت هي بعد أن كانت متحركة، وانقلبت الواو ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها، ومن ذلك كل فعل غير ملحق، كانت عينه أو لامه من موضع واحد، فماضيه مدغَم لا غير إن كان ثلاثياً، نحو: شدَّ، ومدَّ، وضنَّ، وحبَّذا زدُ، والأصل، شدد، و مدد، وضنِنَ، وحبب، فثقل اجتماع حرفين متحركين على هذه الصورة، ُأسكن الأول منهما، وأُدغِمَ في الثاني. وإن تجاوز المضي ثلاثة أحرف أدغم أيضاً؛ إلا أنه يلحقه التغيير بالحركة والسكون ما لم يكن ملحقاً، وذلك نحو: استعد، واطمأنَّ، وأصله: استعدد، واطمأنن، فنقلت الحركة من المتحرك إلى الساكن قبله، وأدغم الأول من الحرفين فيما بعده، فإذا صرت إلى المضارع نقلت الحركة فيهما، وذلك قولك: يشُدد، ويمدُد، ويضنُنُ، ويستعدد ويطمأنن، فنقلت الحركة من المثل الأول، ثم أدغم في الثاني، فذلك أيضاً تسكين متحرك وتحريك ساكن. ومن ذلك أيضاً وهو غريب، قول الشاعر:

ألا رب مولود وليس له أب ... وذي ولد لم َيْلدَهُ أبوان

أراد: يَلِدْهُ، فاسكن اللام لكسرتها، والتقى ساكنان: اللام والدّال فحركت الذال للالتقاء الساكنين، وفتحت لمجاورتها فتحة الياء، وهذا شاذ لا يقاس عليه.

عقود وقوانين ينتفع بها في التصريف

(1/ 18)

متى اجتمعت الواو والياء، وسبقت الأولى بالسكون أيتهما كانت، قلبت الواو ياءً، وادغمت الياء. من ذلك قولهم: ميِّت، وسيِّد،، وجيِّد، وهيِّن، والأصل سيْوِد، وميْوِت، وجيْوِد، وهيوِن، لأنه فيْعِل من السؤدة، والموت، والجودة، والهوان. ومثله أيضاً قولهم للمكان حيِّز، وأصله حَيْوِز، لأنه فيْعل، من جاز، يجوز، ففعل في جميع ذلك ما ذكرنا.

فصل آخر منه

قولهم: شويت اللحم شياً، وطويْت الثوب طيًّاً، ولويت يده ليًّاً. الأصل فيه شوْياً، وطوْياً، ولوياً. فلما اجتمعت الواو والياء، وسُبقت الأولى بالسكون، قُلِبت ياءً وأُدغمت في الياء.

فصل

ليس في كلام العرب اسم في آخره واو قبلها ضمة. إنما ذلك في الفعل، نحو: يغْزو، ويدعو. فمتى وقع في الاسم من ذلك شيء أُبدلت الضمة كسرة، والواو ياءً وذلك قولهم في دَلْو: أُدْل، وفي جمع حَقْوٍ: أُحق، والأصل: أدْلُوٌ، وأَحْقُوٌ، ففعل فيهما ما تقدم ذكره.

عقد

متى كانت الواو لاماً، وانكسر ما قبلها قُلبت ياءً، من ذلك: غازية، ومحنية، والأصل غازِوَة، ومحنِوَة، قلبت الواو ياءً لتأخرها ووقوع الكسرة قبلها، فإن كانت الواو عيناً صحت بعد الكسرة، لأنها قويت بتقدمها، وذلك، نحو: ثوب وثياب، وحوض وحياض، وسو سياط، والأصل: ثوَاب، وِحواض، سِواط، قبت الواو ياءً لثقل الجمع وضعفها في الواوحد، ووقوع الكسرة قبلها، والألف المشابهة للياء بعدها، وصحو اللام. و لا بد في إعلال هذا من الشرائط الخمس، ألا تراها لما تحركت في الواحد، فقويت، صحت في الجمع نحو: طويل وطوال، وقويم وقوام. وربما أُعلت في الجمع شلذاً. قال الشاعر

تبَيِّن لي أن القماءة ذلة ... وأن عِزَّ الرجال طِيالها

عقد

كل جمع كان على فُعُول ولامه واو قلبت ياءً تخفيفاً، وذلك نحو: عِصِيِّ، ودِليِّ، وحقيِّ، وأصله: عُصُووُ، دلوو، حُقُوو، فقلبت الواو لما ذكرنا، وربما خرج بعض ذلك على أصله مصححاً عير مُعَلِّ. قال الشاعر:

(1/ 19)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015