(حذف الهمزة)
من ذلك قولنا: الله، وأصله من أحد قولي سيبويه: إلاه، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال وصارت الألف والام عوضاً منها، ومن ذلك قولنا: ناس، وأصله أناس، فحذفت الهمزة تخفيفاً على غير قياس، يدل على ذلك قولهم: الُأناس؛ ومن ذلك قولناخذْ، وكلْ، ومرْ، وأصله أُأْخذ، أُأْكل، وأُأْمر، فحذفت الهمزة تخفيفاً، فاستغنيَ عن همزة الوصل في الابتداء لزوال الهمزة الساكنة، وربما خرج بعض ذلكعلى أصله، وشُبه به قول الشاعر:
تِ لي آل زّيدٍ فابْدهُمْ لي جماعةً ... وسل آل زيد أي شيء يضيرها
(1/ 14)
ويقولون: يا باَ فلان، يريدون أبا فلان، فيحذفون الهمزة، قال أبو الأسود (?):
يبا المغيرة رب أمرٍ معطل ... فرجته بالنُكر منِّي والدها
وحذفوها أيضاً من مضارع رأيت، فقالو: يرى، وترى، ونرى، فألزموها التخفيف البتة، وربما أخرجوها على أهلها عند الضرورة. قال سراقة البارقي (?):
أرى عيني ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالترهات
وحكى أبو زيد: سؤته سِوايةً، وأصلها سَوائية، فعالية ككَراهية، ورفاهية، ثم حذفوا الهمزة، قال أبو الحسن في أشياء: أصلها من أَ شْئِيَاء، كأصدقاء، فحذفت الهمزة التي هي لام تخفيفاً. وأخذ الفراء (?)، فقال في قول الحارث:
[أم جنايا بني عتيق؟ فمن يغ ... در] فإنا من قيلهم لبُرَاء (?) ُ
قال أراد براءُ، كظرفاء، وشركاء؛ ثم حذف الهمزة التي هي لام الكلمة تخفيفا. ولهذا نظائر.
(حذف الألف)
يقولون: أمَ والله لأفعلنَّ، يريدون أما والله لأفعلن. وربما حذفوها في الوقف تخفيفاً. قال لبيد:
وقُبيل من لُكَيْزٍ شاهد ... رهط مرجوم ورهط ابن المعلْ
يريد: المُعلى. قال أبو عثمان في قوله تعالى: يا أبتَ، قال: أراد يا أبتاه، وأنشد أبو الحسن، وابن الأعرابي، وغيرهما:
فلست بمدرك ما فات مني ... بلَهْف ولا بٍلَْيتَ ولا لو أني
أراد" بلهفا. وحذف الألف، على الجملة، قليل لخفتها.
(حذف الواو)
قد حذفوها لاما (?) ً في أسماء صالحة العدد. قالوا: غَدْ، وأصله غدو، وربما خرج على أصله. قال الراجز:
لا تقوَاها وأدلوَها دلوَا ... إن مع اليوم أَخَاه غدوا