ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 11:54]ـ
بارك الله فيك أخي أبا مالك و حفظني و إياك أخي خزانة الأدب
أرجو أن أكون عندك من العرب لا من الموالي (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 02:19]ـ
يا شيخ نضال لا أدري كيف وقعت في هذا الخطأ، مع ما أعرفه من ذكائك.
أنت تقول: التقسيم نفسه لا يصح فكيف يثمر؟
ونحن لا نسأل عن ثمرة التقسيم، وإنما نسأل عن ثمرة الخلاف.
السؤال هو: هل الخلاف بين (من يقسم) وبين (من لا يقسم) له ثمرة؟
ليس السؤال عن ثمرة التقسيم، لكن عن ثمرة الخلاف، فتأمل!
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا الظن الحسن بأخيكم.
كنت أريد أن أقول: (التقسيم نفسه لا يصح، فكيف يثمر الخلاف فيه؟)،
لكن استعملت فيه مجاز التركيب (ابتسامة).
يا شيخ نضال: هل الخلاف بين المشركين والمؤمنين له ثمرة؟
الجواب نعم، هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة.
ومثله هذا الخلاف.
أصحاب التقسيم في قلق واضطراب، ومنكروه في أمن وانضباط. فليتأمل.
سنتنزل معك غاية التنزل يا شيخ نضال:
إذا وجد من الناس من يقسم هذا التقسيم، فلا مانع من أن نسأل هذا السؤال.
فربما تكون له ثمرة عملية وربما لا تكون له ثمرة عملية، بحسب تفصيل قول هذا القائل.
يعني مثلا لو كان يقصد بالمثلث الرباعي الأضلاع المثلث الذي أحد أضلاعه يساوي ضعف أحد الضلعين الآخرين، فلن تكون للخلاف ثمرة عملية؛ لأنه مثلث في جميع الأحوال تنطبق عليه قوانين المثلثات.
هذه حرف المسألة.
أصحاب التقسيم لو عرّفوا أحد القسمين بما ينطبق على القسم الآخر، فلن يثمر الخلاف معهم - إلا ما ذكرته من أمر الاضطراب أو عدمه.
لماذا؟
لأن التقسيم عندئذ لا وجود له في الحقيقة. فكأنه لا وجود للخلاف أصلا بين الفريقين. والخلاف المعدوم كيف يثمر؟
إن كان مقسموا المثلث إلى (ثلاثي الأضلاع) و (رباعي الأضلاع) قصدوا بذاك (الرباعي) ما لا يفارق (الثلاثي)، فلا ثمرة للخلاف معهم إلا ما ذكرته من الاضطراب فيهم. لأنهم في الحقيقة لا يقولون بالتقسيم. بل قسموا بغير تقسيم، فكأنه لا تقسيم، فلا خلاف ولا ثمرة.
وعليه: فإن عرّف أصحاب المجاز أحد القسمين بما لا يفارق الآخر، فلا ثمرة للخلاف معهم إلا ما ذكرته من أمر الاضطراب. لأنهم في الحقيقة لا يقولون بالتقسيم. بل تظاهروا بتقسيم ما لا يقيمون فيه حدا مستقيما بين القسمين، فكأنه لا تقسيم، فلا خلاف ولا ثمرة.
إن عرفوا (المجاز) بما لا يدل من الألفاظ إلا مع (القرينة)، أصبح الكلام كله مجازا ولا وجود للـ (حقيقة). فلا خلاف عندئذ ولا ثمرة.
ومثله إن عرفو (المجاز) بما يتبادر إلى ذهن العربي عند سماعه اللفظ في تركيبه المحيط به في الكلام المفيد.
وإن عرفوا (المجاز) بما استعمل في غير موضوعه، فهذا أشد، لأنه دور ممتنع. والمستند إلى الممتنع أولى بأن يكون ممتنعا. فلا وجود عندئذ للقسمين - لا حقيقة ولا مجاز. فهل ترون أن يثمر الخلاف مع مثلهم؟
وإن عرفوا (المجاز) بما كثر استعماله في معنى من المعانى بصرف النظر عن سياق الكلام، عاد التقسيم نسبيا. وليس لمنكري التقسيم أصلا أدنى اعتراض على هذه الجزئية بالذات. فالخلاف بينهم في هذه الحالة معدومة. فلا ثمرة ولا نتيجة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 03:14]ـ
============================== ==============
1 - جميع أرباب المجاز قائلون بأنه فرع للحقيقة. فكيف لا يكون أنقص منها درجة؟
============================== ==============
ومن قال إن الفرع دائما يكون أنقص من الأصل؟
ثم إنهم فرقوا بين المجاز الراجح والمجاز المرجوح، فجعلوا المجاز الراجح أصلا كالحقيقة.
وعلى أي حال، فهذه ليست ثمرة عملية اتفاقا.
============================== ==============
2 - بل المجاز عندهم يصح فيه إطلاق النفي دون الحقيقة. وهذه ثمرة عملية ظاهرة في باب (الأسماء والأحكام والأوصاف).
============================== ==============
هذه النقطة يتفق فيها العلماء جميعا حتى من ذهب إلى إنكار المجاز؛ تأمل كلام ابن القيم يظهر لك صدق كلامي.
============================== ==============
¥