ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 03:36]ـ
نعم. ولكن بافتراضك في مشاركة رقم (98)، صورت التقسيم إلى حقيقة ومجاز وكأنه مما ينكر بالبداهة، وهذا لم يقل به أحد إلا أنت - فيما أعلم (!) - وفرق بين البدهي الضروري من العقليات و النظري الاجتهادي منها، وغلطتك في جعل التقسيم من جنس ما ينكر ببداهة العقل أو قل: من مقتضيات العلم الضروري، وهذا يردّه الواقع. ابنتي التي عمرها 7 سنوات أخبرتني قبل يومين أنها اكتشفت أن عدد أضلاع المربع 4!!
أحسن الله إليكم.
لم أجمعهما على أن الفساد فيهما معلوم بالضرورة - ولم أذكر ذلك في كلامي.
بل أجمعهما على أن حقيقة الموضوع هو السؤال عن ثمرة الخلاف بيبنا وبين من أثبت تقسيما لا حقيقة له - بصرف النظر عن كون هذا الأمر بديهيا أو غير بديهي. . فافهمني يا فاضل!
و
طريقة فهم (الظاهر) لابد أن تخضع لسياقات شيخ الإسلام ومعرفة أسلوبه في كتبه، والعبارة المجتزأة طبيعي أن تفتقر إلى تخصيص وتقييد. نعم. خضعت طريقتي لما ذكرتم ولله الحمد.
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) صدق الله العظيم.
قد بينت أعلاه فساد وضع التقسيمين في درجة واحدة وجعلهما من جنس واحد. وما احتاج إلى "تأمل" فقد خرج إلى حيز "العلم النظري" - وإن كان عقلياً - والعلم النظري محل اجتهاد، فلا داعي لجعل المسألة من قبيل ما يرفضه العلم الضروري.
لم أكن أضعهما في جنس (المعلوم باضرورة)، بل قست هذا على ذاك بجامع (البطلان)، فتأمل.
ثم إنه لا يخالفكم أحد إننا نبحث هنا في (الأمر الخلافي الاجتهادي). فلم التوضيح لما هو واضح؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 01:04]ـ
يا شيخ نضال لا أدري كيف وقعت في هذا الخطأ، مع ما أعرفه من ذكائك.
أنت تقول: التقسيم نفسه لا يصح فكيف يثمر؟
ونحن لا نسأل عن ثمرة التقسيم، وإنما نسأل عن ثمرة الخلاف.
السؤال هو: هل الخلاف بين (من يقسم) وبين (من لا يقسم) له ثمرة؟
ليس السؤال عن ثمرة التقسيم، لكن عن ثمرة الخلاف، فتأمل!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 01:05]ـ
وأرجو أن لا يخرج الإخوة إلى مناقشة مسألة المجاز نفسها؛ لأن الكلام فيها يطول، وقد قتلت بحثا أصلا من قبل.
يا شيخ نضال: هل الخلاف بين المشركين والمؤمنين له ثمرة؟
الجواب نعم، هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة.
فكون المذهب باطلا ليس له علاقة بثمرة الخلاف، فتأمل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 02:29]ـ
جزاك الله خيرا وفتح عليّ وعليك.
بل أجمعهما على أن حقيقة الموضوع هو السؤال عن ثمرة الخلاف بيبنا وبين من أثبت تقسيما لا حقيقة له - بصرف النظر عن كون هذا الأمر بديهيا أو غير بديهي. . فافهمني يا فاضل! نعم.
المشكلة أن فهمي لم يتفق مع قياسك، الذي لازلت أرى بطلانه في ذاته، لسبب مهم وهو أن القضايا اللغوية غير القضايا العقلية، فمثلاً الحقائق الرياضية أو الهندسية سواء صحت أو بطلت، فإنه لا بد من التسليم بالنتيجة النهائية إذا صحت وأمر صحتها شيء يقضي به العقل، لا شيء خارج عنه كما في اللغة حيث نستفيد صحة قضاياها من أشياء خارجة كالعرف اللغوي أو الاستعمال أو السماع، فالقضايا اللغوية لا يقضى فيها بالعقل وحده، وإنما بالاستعمال أو العرف اللغوي أو السماع [1]، ولذلك عندما يتحدثون في مستهل المباحث الأصولية عن أمر الدلالات يفرقون بين الدلالة اللغوية والدلالة العقلية.
لم أكن أضعهما في جنس (المعلوم باضرورة)، بل قست هذا على ذاك بجامع (البطلان)، فتأمل. ثم إنه لا يخالفكم أحد إننا نبحث هنا في (الأمر الخلافي الاجتهادي). فلم التوضيح لما هو واضح؟!
أفهم إذاً أن: بطلان التقسيم إلى حقيقة ومجاز كبطلان المقارنة في القضية الهندسية التي طرحت في مشاركة رقم (98) .. أهذا هو التوضيح لما هو واضح؟ الواضح لدي هو بطلان قياسك من أصله، و قولك "لم أكن أضعهما في جنس (المعلوم باضرورة) " لايغني شيئاً لأن نوع القياس الذي جنحت إليه ونوع الوصف الجامع -الذي هو البطلان - لا يصح من الأصل. فأنت تجعل البطلان نفسه علة البطلان، ماهذا القياس الذي العلة فيه هي النتيحة؟ ولا يوجد شيء بهذا الصفة إلا الأمر البدهي الضروري فقط، وهذه هي المشكلة عندك، وهي أن قسمة الحقيقة والمجاز عندك في قوة بطلانها كقوة بطلان من يدعي مشروعية المقارنة بين مثلث رباعي أو ثلاثي الأضلاع. وأين هذا من ذاك.
بسب هذه القناعة انصرف ذهنك عن الصحيح إلى العناية بما هو غلط من أصله، كما نبه أبو مالك العوضي في قوله:
يا شيخ نضال لا أدري كيف وقعت في هذا الخطأ، مع ما أعرفه من ذكائك.
أنت تقول: التقسيم نفسه لا يصح فكيف يثمر؟
ونحن لا نسأل عن ثمرة التقسيم، وإنما نسأل عن ثمرة الخلاف.
السؤال هو: هل الخلاف بين (من يقسم) وبين (من لا يقسم) له ثمرة؟
ليس السؤال عن ثمرة التقسيم، لكن عن ثمرة الخلاف، فتأمل!
= = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] حتى القياس في اللغة لم يستفد تقعيد قواعده إلا من خلال السماع، فالأمر كله - أو جلّه على أقل تقدير - في اللغة مرجعه السماع.
¥