ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:59]ـ
أخي أبا القاسم لقد حان عندنا وقت الصلاة فأستسمحكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:20]ـ
لم يذكر السيوطي في عقود الزبرجد - نقلا عن الطيبي - إلا وجه التناسب، من باب آتيك بالغدايا والعشايا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:33]ـ
القول بالتناسب .. لا يخلو من هدم لقواعد العربية ..
إذ هو حجة أشبه بمسلك العاجز عن تخريج الأمر ..
أفكلما جاء تناسب .. جاز الخُلف؟ .. وما الضابط إذن؟
أرى أن لغة العرب منزهة عن ذلك وبخاصة ألفاظ الشريعة التي جاء بها الوحي
والقول بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء ..
فهو دعوة للفقراء أن يجودوا بأموالهم وإن كانوا محاويج .. أي بقدر ما يناسب حالهم
ويجوز أن تكون بِلال اسم بمعنى البِلة ..
يقال بلّ رحمه بلالا .. أي وصلها
فتكون حالا
وقد يقال إن نصبه ناب مناب المصدر
كأنه قال: أنفق إنفاقا .. ثم حذف المصدر .. واعتاض عنه بذكر اسمه
والله أعلم
يا أخي الفاضل، لا ينبغي أن تقول هذا الكلام، فهو أشبه برمي أهل العلم بالجهل، وأين نحن منهم أصلا؟!
وإذا كنت ترى أنهم يقولون أشياء غير محررة، فهل ترى أن مجرد قولك (أرى .. أرى .. ) كاف في الرد عليهم؟!
هل تستطيع أن تنقل عن أحد من أهل العلم بكلام العرب أنه قال: إن القول بالتناسب -هكذا مطلقا! - مسلك العاجز؟!
وإذا كنت تسأل عن الضابط، فنحن نسألك أيضا عن الضابط فيما ذكرت من أوجه؟
وأما قولك (بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء .. ) فهو كلام واضح الفساد
هل يصح أن أقول: (علم الناس يا فلان، فأنت من الجهلاء؟)؟!
أو (صل إماما بالناس يا فلان، لا سيما وأنت لا تفقه أحكام الصلاة)؟!
وهل تستطيع أن تنقل عن أحد من أهل العلم أنه ذكر أن الاسم العلم ينوب مناب المصدر؟!
وغاية الأمر فيمن أراد تخطئة أهل العلم في كلامهم أن يقول: (قالوا كذا، وكلامهم على العين والرأس، ولكني أميل إلى كذا وكذا).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:46]ـ
كون بعض أهل العلم قال به .. لايصح حجة بحال فلطالما قالوا أشياء غير محررة .. أعني بعضهم
كونهم قالوا أشياء غير محررة أحيانا، هذا صحيح، ولكنا عرفناه من كلام غيرهم من أهل العلم المعروفين بالتحرير، ولم نخترعه من عند أنفسنا!
فهلا نقلت لنا كلام أهل التحرير في هذه المسألة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:56]ـ
لا يلزمني اتهامكم لي بانتقاص أهل العلم ..
هذا استنتاج .. غير صحيح ..
وكثيرا ما نسمع عبارات فيها اتهام صريح لكبار أهل العلم .. بالقول الفاسد .. وغيرها .. أعني في هذا المنتدى .. فهذا أولى بالانتقاد ..
كالذي يقال في حق ابن حزم والشوكاني وغيرهما
أما مثالك الذي ضربته .. فمع احترامي لعلمك .. ليس دقيقا
لأن الجاهل .. لا يتأتى منه تعليم الناس
أما الكرم .. والإنفاق .. فمتصور من الفقير ..
وكما قال صلى الله عليه وسلم:سبق درهم مئة ألف درهم
ثم لا أرى مسوغا لحدتك علي يا شيخ أبا مالك .. وقد لمست منك الرفق من قبل .. فهوّن عليك
فهذه قضية لغوية .. وإذا قلت: أرى .. فليس معناه أني أعلم .. وأفقه .. إلخ
والله المستعان
ولو كانت المناسبة هي الوجه .. لوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: أنفق بلال .. ولا تخش من ذي العرش الإقلال
أما نؤول الخروج عن سنن العربية الثابتة بالاستقراء .. بمجرد ادعاء التناسب .. فغير صحيح وغير منضبط ..
وعليه لايصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 03:09]ـ
أما قولك عن الفاعل .. فليس الفاعل هو النائب ..
ولكني جوّزت أن تكون بلال .. بمعنى البِلّة ..
وعليه يكون المعنى أنفق إنفاق بلّة .. أي إنفاقا نديّا ..
فاستعمل هذا لمناسبة اسمه .. كأنه ضرب عصفورين بحجر واحد
ومهما بدا لك الأمر فيه تكلف ..
فهو أولى عندي .. -أنا الجاهل- من القول بالتناسب
وإلا فإن سمعتني أقول لك في مقطوعة أدبية .. متغزلا فيك:
أبا مالكا .. أحبكا .. في الله الذي خلقكا
فلا تعترض .. لأني سأجيبك .. بالتناسب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:03]ـ
يا أخي الكريم
لو فتحنا الباب لكل من يريد أن يتكلم بما يشاء، فلن يكون هناك ضوابط للعلم مطلقا؟!
وأنت تتكلم في مسألة بغير أن تؤيد كلامك بالنقل عن أهل العلم، وليس هذا من الإنصاف.
وأما وصف كلام بعض أهل العلم بأنه فاسد أو نحو ذلك، فأنا لم أقل إنه خطأ مطلقا، وإنما أعني أنه يجب أن يكون مبنيا على علم، وليس هكذا إرسالا للكلام على عواهنه، وأنت أوردت أوجها وأنا سألتك عنها فإما أن تجيب عن الإيرادات وإما أن ترجع عنها.
وإذا كنت لا تعرف وجها للقول بالتناسب، فهذه ليست مشكلة أهل العلم، فهو قول مشهور جدا عندهم، فكونك لا تستسيغه ليس حجة ترد بها قولهم.
وأنا لا أحتد على أحد إلا إذا لمحت من كلامه تنقصا لأهل العلم، وأما كلامي عن ابن حزم والشوكاني وغيرهما فكل كلمة قلتها لم أسبق إليها فأنا راجع عنها وأستغفر الله.
وقد قال أبو حيان في تذكرته:
(( ... يزيلون اللفظ عما هو به أولى لأجل التوافق والازدواج نحو أنفق "بلالا ولا تحش من ذى العرش إقلالا" وارجعن مأزورات غير مأجورات)).
وإذا لم يكن أبو حيان من أهل التحرير في العربية، فلا يوجد فيهم محرر!
وقد حكى السيوطي في همع الهوامع القول بالتناسب في هذا الحديث، وذكر له نظائر، ثم قال:
(( .... ونظائر ذلك في الحديث والكلام الصحيح كثير لا يمكن استيعابه)).
وأما قولك: (لا يصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب .. ) فيدل على أنك لم تفهم مقصود أهل العلم؛
فهم يعللون بذلك ما ورد فقط مع اتفاقهم على أنه لا يقاس عليه، فافهم ذلك وتدبره، فإنه يفيدك في كثير من المواضع.
ثم إن هذا الكلام لازم لك أيضا في الأوجه التي ذكرتها، فقد وقعت فيما فررت منه؛ لأنه على كلامك يجوز أن يقال: (أنفق بلالا) بغير أن يكون في الكلام ازدواج، فصار قولك أكثر تساهلا من كلام هؤلاء.
¥