ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:16]ـ
أما مثالك الذي ضربته .. فمع احترامي لعلمك .. ليس دقيقا
لأن الجاهل .. لا يتأتى منه تعليم الناس
أما الكرم .. والإنفاق .. فمتصور من الفقير ..
وكما قال صلى الله عليه وسلم:سبق درهم مئة ألف درهم
أتمنى أن تعيد النظر في كلامك، فليس الكلام هنا عن التصور وعدمه، وإنما الكلام عن تناسب الألفاظ، فقد يصح أن أقول للفقير: سبق درهمك درهم الغني، ولكن لا يصح في بلاغة البلغاء أن أقول له: (أنفق يا فقير لأنك فقير)
ولو كانت المناسبة هي الوجه .. لوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: أنفق بلال .. ولا تخش من ذي العرش الإقلال
هذا غير صحيح؛ لأن أوجه الكلام لا تحصى، ولا يصح أن تلزم المتكلم أن يقول ما تريد؛ ذكرتني ببعض الناس قلت له: إن الباء قد ترد بمعنى (من) كما في قوله تعالى: {عينا يشرب بها}، فقال لي: وهل كان رب العباد عاجزا عن أن يقول: {عينا يشرب منها}؟!!
ثم إن التنكير في السياق مقصود، ليدل على العموم، أما التعريف فلا يفيد ذلك، فتأمل.
أما نؤول الخروج عن سنن العربية الثابتة بالاستقراء .. بمجرد ادعاء التناسب .. فغير صحيح وغير منضبط ..
سبحان الله، وأين هذا الاستقراء يا أخي الفاضل؟!
أهل العلم الذين أنكرت عليهم هم أهل الاستقراء، وهم الذين قالوا - بناء على هذا الاستقراء - إن التناسب كثير في كلام العرب، فهل أنت من أهل الاستقراء لكي تخالفهم؟!
إما أن تكون من أهل الاستقراء، وإما أن تنقل عمن هم من أهل الاستقراء.
أما أن تلقي الكلام هكذا، فغير مقبول في الميزان العلمي.
وقولك (غير منضبط) لا يلزمهم، لما سبق ذكرُه أن المقصود أنه يسمع ولا يقاس عليه.
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:20]ـ
وأما قولك: (لا يصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب .. ) فيدل على أنك لم تفهم مقصود أهل العلم؛
فهم يعللون بذلك ما ورد فقط مع اتفاقهم على أنه لا يقاس عليه، فافهم ذلك وتدبره، فإنه يفيدك في كثير من المواضع.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبا القاسم حياك الله
يجب أن تفرق بين ما يذكره العلماء لتخريج الشواهد من كلام العرب و بين ما نتكلم به نحن و قد سبقني إلى هذا التنبيه الأخ أبو مالك فجزاه الله الجميع خيرا
و هذه القواعد التي تخرج بها الشواهد كالتناسب و المجاورة و غيرها إنما يذكرها العلماء للصيانة قواعد اللغة لا هدمها
فإذا جاءك من يحاول الطعن في اللغة و قواعدها وقال لك كيف تقولون مثلا أن الخبر مرفوع وقد ورد من كلام العرب أنه يأتي مجرور و ذلك في قولهم: جحر ضب خرب بجر خرب
فتقول ما كما قال الغلاييني رحمه الله مثلا:
وقد يُجرُّ ما حقهُ الرفعُ أو النصبُ، لمجاورتهِ المجرورَ، كقولهم "هذا جُحرُ ضَبٍّ خَرِبٍ"، ومنه قولُ امرئ القيس
*كَأَنَّ ثَبيراً، في عَرانِينِ وَبْلِهِ * كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ*
ويُسمّى الجرَّ بالمُجاورة. وهو سَماعيٌّ أيضاً.
فما رأيك هل هدمنا القواعدأم صنّاها و تنبه إلى قوله أن هذا سماعي.
و الله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:30]ـ
أرجو التكرم بأن لا تلزمني بأشياء كانتقاص العلماء ونحوهم
ولن أردّ عليك بلوازم أخرى من كلامك .. حتى لا يسطيل الجدال.
لكن هذه قناعتي .. ولا يلزمني التسليم بما أوردته .. لا شرعا ولا عقلا
وحيثما وجدت تخريجا مقبولا .. فلا يلزمني أن آخذ بقول من قال من لم تقم عندي بينة عليه
أما قولك إني لم أفهم .. فشكرا لك .. وجزاك الله خيرا
لكن أبشرك .. بأني لم أنس ما ذكرتني به .. فقاعدة التناسب عندي باطلة .. (على الأقل حتى الساعة)
ونحن لا نعلم عالما في العربية من المعتبرين ينفي المجاز ..
ومع ذلك .. وجدناك تأخذ بقول شيخ الإسلام .. وتنتصر له ..
(وأنا كذلك أؤيد ماذهب إليه الإمام ابن تيمية)
فهذه ليست حجة ..
لغة العرب .. مما يتسع فيها النظر .. والتفسير .. والتأويل .. وحم ل المحامل .. والوجوه
وقد رأينا العلماء الذين تتهمني بانتقاصهم .. يتكلفون إيجاد العلل التي ما أنزل الله بها من سلطان .. وربما تخاصموا من أجل تقريرها ..
أما قولك .. أني أجزت أن يقال: أنفق بلالا ..
فليس من التساهل بل هو متناسق .. مع ما خرّجته ..
وشكرا لك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:37]ـ
أتمنى أن تعيد النظر في كلامك، فليس الكلام هنا عن التصور وعدمه، وإنما الكلام عن تناسب الألفاظ، فقد يصح أن أقول للفقير: سبق درهمك درهم الغني، ولكن لا يصح في بلاغة البلغاء أن أقول له: (أنفق يا فقير لأنك فقير)
لا يقال أنفق لأنك فقير .. ولكن:لا تظن أن فقرك يمنعك من ذلك .. فأكد عليه لحصول مظنة الغفلة عنها بشبهة سقوط استحباب النفقة عنه
وهذا يشبه قول الله"ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب" .. فكأنه سوى بين الكفرة والمسلمين في عدم المحاباة
¥