وأول ما ينفي صحة هذا القول هو أن التوفي و الاستيفاء معناه الاسترداد الكامل. وقولك استوفيت الدين و توفيت حقوقي أي انك استرددت دينك أو حقك كاملا. بدليل أن الله جل و علا جمع في الآية) الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها (بين وفاة النوم و وفاة الموت في لفظ واحد مما يدل على أنهما متطابقان من جهة أن وفاة النفس في الحالين هي وفاة كاملة. كما أن النبي صلى الله عليه و سلم أقسم و قال (والله لتموتن كما تنامون) وهذا الحديث دليل ساطع على أن وفاة النفس في النوم ووفاتها في الموت تتطابقان تطابقا كاملا. ومعلوم أن وفاة الموت لا يبقى بعدها في البدن جزء أو خيط أو شعاع من النفس، بل إن الملائكة تأخذ النفس بجملتها كما ينص على ذلك الحديث الشريف. فالنظرة الثنائية تثبت وفاة النفس في النوم و لكنها تقول أنها وفاة غير كاملة.
أما إذا أخذنا بالنظرة الثلاثية فإننا نستطيع أن نقبل خروج النفس أثناء النوم من الجسد خروجا كليا و انفصالها عنه انفصالا تاما و هو معنى الوفاة. ومع ذلك يظل الجسد حيا لأن الروح تظل باقية فيه لحفظ الحياة.
وقد عقد الباحث بابا في آخر بحثه تكلم فيه مادة النفس وهيأة النفس وموضعها وأشياء أخرى، إلا أنه نوه في بداية بحثه وفي بداية هذا الباب على أن مادة هذا البحث لا زالت محل بحث وقابلة للتعديل. لذا آثرت أن أمسك عنها.
التحرير:
ـ إثبات ثلاثية التركيب للإنسان (نفس وروح وبدن) لطمه لعلم النفس الحديث الذي لا يعرف من الإنسان إلا ما يظهر للعينين، وهذه الخطوة حرية بأن يقف علمائنا ومفكرونا موقف المستريب من هذا العلم ويحاولوا إعادة قراءة ثوابته من جديد. وبحول الله وقوته سنحاول على صفحات الشريعة ـ في هذه الزاوية ـ عرض ما هو جديد في هذا الإطار والله المستعان.
ـ فيه توضيح وفهم كثير من آيات القرآن الكريم مثل الآيات التي تتكلم عن (عجل السامري)، والآيات التي تتكلم عن الوفاة (وفاة المسيح عليه السلام ـ وهي إحدى المعضلات التي تشبث بها اللاهوتيون ــ ووفاة النائم.
ـ اكتشاف النفس ككيان مستقل يتحكم هو في البدن تحكم السائق في السيارة مثلا، من شأنه أن يعطي بعدا أعمق في عملية التربية، إذ أن كثيرين ينصرفون للبدن، وكثيرون ينصرفون في عملية التربية للسلوك الخارجي. ومعرفة أن هناك نفس عاقلة مُتحَكِمة تُخَاطب وتقوَّم من شأنه أن يُعلي من عملية تصحيح المفاهيم والنظريات الحديثة في هذا السياق، وكلها إسلامية.
ـ كما أن للأمر ارتباط بالدرسات العقدية وخاصة قضية ارتباط الظاهر بالباطن، فمن أمحل المحال أن يكون المرء مصدق بشي محب له (وهذه من خصائص النفس) ثم لا يمتثل، أو. . . من أمحل المحال أن تكون النفس مطمئنة. . مخبتة ويكون البدن عاصيا، إذ أن البدن ما هو إلا آله تنفذ ما تمليه عليه النفس.
ـ وفيه تفسير لكثير من مواقف الشجاعة والإقدام في التاريخ. فالأمر لا يتعلق بالبدن.
ـ[حمد]ــــــــ[18 - صلى الله عليه وسلمpr-2010, مساء 09:54]ـ
قول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ..... )
الحرمان من النوم يؤدي الموت!
http://yasminaly.jeeran.com/archive/2008/9/665036.html
http://forums.naseej.com/showthread.php?t=140418