ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 03:00]ـ
وفقك الله أخي الأنصاري
أراك واسع الاطلاع على كلام أهل العلم، إلا أن عندك بعض الخلط في الأصول العلمية، فأنت تخلط بين (الشائع في كلام العرب في مقابلة النادر)، وبين (الصواب في مقابلة الخطأ)
فلا يصح أن تحكم على شيء من كلام العرب بأنه خطأ لأنه نادر أو قليل الاستعمال، بل يقال في ذلك: (نادر) أو (قليل الاستعمال)، ولا يقال: (خطأ) أو (لحن) كما تفعل.
وكذلك تخلط بين (لا دليل عليه) وبين (أجمعوا عليه)، مع أن الفرق شاسع بينهما؛ لأن ما لا دليل عليه هذا شيء من وجهة نظرك أنت ولا تلزم المخالف، أما (ما أجمعوا عليه) فهو شيء يلزمك ويلزمني ويلزم الجميع؛ لأنه حجة ملزمة.
وكونك لا تعده خلافا معتبرا فهو مصادرة على المطلوب؛ لأنك في معرض المناظرة مع المخالف، فإذا أنت ابتدأته بقولك (خلافك غير معتبر) فلا معنى للمناظرة أصلا.
أما قولك (لا دليل عليه) فهو اعتراض على المخالف، وليس حجة ملزمة له، فتأمل الفرق بينهما.
وأما قولك (هذه النظرية ما قعدها العلماء إلا بعد استقرائهم لكلام العرب) فهو كلام عام لا يقال في معرض الاحتجاج، ويسلم لك الاحتجاج به إذا كانوا أجمعوا عليه، أما إذا اختلفوا فيه فليس قول بعضهم حجة على قول بعض ولو كانوا الجمهور!
فتأمل في هذه المواضع يا أخي الكريم جيدا وتبصر؛ فإن الخلط في الأصول لا ينبغي لطالب العلم؛ لأنه أصعب من الخلط في الفروع.
= أولا: الخلط بين (لا دليل عليه) و (أجمعوا عليه)
= ثانيا: الخلط بين (نادر أو قليل) و (خطأ أو لحن)
= ثالثا: الخلط بين (الاحتجاج بكلام العرب) و (استقراء الأئمة من كلام العرب)
= رابعا: الخلط بين (الجمهور) و (الإجماع)
وكونك لم تطلع إلا على بيت (فرد) (شاذ) (نادر) في الباب فذلك لا يدل على أنك أحطت به علما أو استوعبته بحثا
قال عمرو بن الأهتم:
فَدَعهُ وَصَرمُ الكُلِّ أَهونُ حادِثٍ ............... وَفي الأَرضِ لِلمَرءِ الجَليدِ مَذاهِبُ
وقال سحيم:
رأيت الغني والفقير كليهما ............... إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
هذا مع ورودها في كلام ابن المقفع والشافعي أيضا.
واعلم أن الجمهور خالفوا الأصمعي في هذه المسألة بخلاف مسألة (غير).
وفي الختام أرجو منك أن تراجع كتاب (شرح الكافية الشافية) لابن مالك، أو (همع الهوامع) للسيوطي، وتنظر إلى عدد المواضع التي احتج فيها أحدهما على إثبات قاعدة نحوية ببيت واحد لا نظير له في كلام العرب.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على التواصل يا أبا مالك العوضي
أولا: قول عمرو بن الأهتم:
فَدَعهُ وَصَرمُ الكُلِّ أَهونُ حادِثٍ ............... وَفي الأَرضِ لِلمَرءِ الجَليدِ مَذاهِبُ
الرواية الصحيحة هي: (الكَلّ) ـ بالفتح ـ انظر في ذلك الحماسة البصرية، واحتمال الدليل للأمر يُرجعه للأصل، وهو عدم التعريف بـ (أل)
وأما بيت سحيم:
رأيت الغني والفقير كليهما ............... إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
فسأراجعه فيما بعد لأني كتبت هذا على النت
ثانيا: أنا لم أُنكر جواز الاستشهاد بالبيت الفرد، وإنما على الباحث أن يعمل بالشائع المعمول به في لغة العرب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[طلب العلم فريضة]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 05:41]ـ
أشكرك أخي على هذا المجهود الطيب
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:31]ـ
عودا على بدء
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فقد ذكرت يا أبا مالك أن رد استعمال لفظة: (الكل، والبعض) مذهب تفرد به الأصمعي، وهذا يرد عليه قول المعري في رسالة الغفران: ((وقد سمعت في أشعار المحدثين: إليّ وعليّ، ونحو ذلك، وهو دليل على ضعف المنَّة وركاكة الغريزة؟
وكذلك قوله: الكلّ، وإدخاله الألف واللامّ مكروه. وكان أبو علي يجيزه ويدعي إجازته على سيبويه، فأما الكلام القديم فيفتقد فيه الكل والبعض، وقد أنشدوا بيتاً لسحيم:
رأيت الغنيّ والفقير كليهما إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
¥