هذه من التوافقات اللغوية العتيقة في اللغات القديمة، قبل ظهور الفرنسية والإنجليزية وغيرهما من اللغات المتأخرة. ففي اللغات السامية تظهر الصيغة الفصيحة هكذا:

الأكادية: أَبو

الكنعانية: أَب

الآرامية: أبا

قال في اللسان: ((والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء. فالذاهب منه واوٌ، لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ .. والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب)).

قلتُ: وعندنا في الريف المصري ينادي الواحد أباه بـ ((آبا)). ومِن تصرّفات اللهجات العربية إسقاط الهمزة الأولى، كقولهم: ((بُوك)) و ((بَيَّك)) أي ((أبوك)). فمدار الكلمة على صوت الباء المتحرّك، وبه يُفهم تصرّفات لغة الطفولة في كلمة ((بابا))، وهي الظاهرة التي أثبتها عدد من علماء اللغة.

أما القول بأن هذه الصيغة دخلت العربية من اللغات الأخرى فبعيد:

(1) لأن التأثيل يُظهِر أنها أصيلة في اللغة وليست دخيلة.

(2) من الناحية التاريخية، الصيغة العربية أقدم من اللغات الأوربية الحديثة.

ففي معجم التأثيل اللغوي الإنجليزي، كلمة papa:

father, 1681, from Fr. papa, from L. papa, originally a child's word, cf. Gk. pappa (voc.) o father, pappas father

( المصدر ( http://www.etymonline.com/index.php?term=papa))

فالكلمة لم تظهر في الإنجليزية إلا في أواخر القرن السابع عشر، وأخذوها عن الفرنسية. ثم هي ليست أصيلة في الفرنسية بل أخذوها عن اللاتينية. ثم هي ليست في اللاتينية صيغة فصيحة بل صيغةٌ طفوليةٌ، لأن الكلمة الفصيحة التي تعني أباً هي pater. والكلمة مطابقة للصيغة الطفولية اليونانية ????? أما الكلمة الفصيحة التي تعني أباً فهي ???????.

فظَهَر أن هذه الصيغة من التوافقات اللغوية، لا سيما وأن الطفل حينما يبدأ في نطق الأصوات يبدأ بأسهل الأصوات مخرجاً، وهي ظاهرة عامة بين اللغات الإنسانية، ولا تزال ملامحها قائمة في لهجاتنا المعاصرة.

هذا والله أعلى وأعلم

ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 07:14]ـ

شكرا لك ... بارك الله فيك ...

ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 02:35]ـ

من الجميل جدا مناقشة الأمر لغويا ومحاولة تأصيل الكلمة، لكن من العجيب إدخال الحرام والحلال هنا، ومع افتراض أن الكلمة أعجمية فما علاقة ذلك بالتشبه بالكفار؟؟ إنني أتعجب ممن يحرم أو حتى يكره ذلك، وأتعجب أكثر من الإخوة الذين يصممون على الإصرار على تعليم أبنائهم مناداتهم بأبي ولا أدري سببا لذلك التصميم فإن كان لتعويدهم على العربية فلماذا تلك الكلمة بالذات دون غيرها من الكلمات الأعجمية الكثيرة التي دخلت العربية وغزت ألستنا، ومن منا يقول هاتف وحاسوب وطبيب؟ قليل جدا وأكثر الناس يقولون تليفون وكمبيوتر ودكتور وهي كلمات دخيلة على العربية ولا حرج مطلقا من ناحية الشرع في استخدامها ومن يقول إن هذا تشبه فقد تشدد وتنطع، ونسي الفرق الرهيب بين حياة السلف البسيطة جدا وحياتنا المعقدة جدا، وهل انتشار اللغات أيام السلف الصالح كعصرنا الآن؟ وهل كانوا قديما يدرسون في مدارسهم الإنجليزية والفرنسية كما نفعل نحن الآن؟

يجب ملاحظة شيء أخير أنه عندنا في مصر عندما يكبر أبناء الإخوة الذين يقولون يا أبي أو يا أبت يصابون بالحرج وسط أقرانهم ويشعرون أنهم غرباء ثم لا يلبثوا أن يتركوا ذلك دفعا للإحراج! وكل هذا لأجل ماذا؟؟ لا أدري

وأخيرا أنصح كل الإخوة الذين يقرءون كلامي أن يعلموا أبناءهم الكلمة المنتشرة في ثقافتهم سواء أكانت بابا أو بابي أو دادي أو أبويا أو أبوي أو آبا كما في صعيد مصر ولا حرج شرعا أبدا ولا تلتفتوا لمن يحرم، ومن دقق النظر لتلك الفتوى التي تحرم قول بابا سيدرك تماما أن كثيرا من كلام المسلمين سيكون محرما ويلزم منها تأثيم كل من يقول كمبيوتر وتليفون ودكتور وبترول وفازه وفيلا وأوكي وبليز ويس ونو إلخ

وآسف على الإطالة

ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 01:58]ـ

http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1697&highlight=%C8%C7%C8%C7

ـ[عبدالعزيز المقبل]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 02:19]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015