ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - صلى الله عليه وسلمug-2009, مساء 04:50]ـ

الذين تثق في أقوالهم في أي فن من الفنون هم الأئمة المستقرئون الذين أفنوا أعمارهم في هذا الفن واعتمد الناس عليهم وكان لهم قدم صدق فيمن بعدهم.

وكل يؤخذ من قوله ويرد، ومع هذا فلا يخرج عن اتفاقهم، ويلزم الرجوع إليهم عند الاختلاف.

وكثيرا ما تشيع بين المعاصرين حقائق مغلوطة ناتجة من مثل هذه التعميمات، وهذا مثال على ذلك:

http://www.alukah.net/articles/1/6769.aspx

أنصح بقراءة كتاب طبقات النحويين للزبيدي، وكتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي (على هنات فيه)، وانظر هنا:

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37403

وطالب العلم العاقل يعرف كيف يضع الأخبار مواضعها، فلا يصح مثلا أن يستنبط من هجاء الأقران قاعدة عامة للتأريخ، ولا يصح أن يؤخذ بخبر مخالف لأصول العلم المتفق عليها حتى لو كان صحيحا في ظاهره، ولا يصح أن تؤخذ الأخبار المخالفة لمجاري العادات على أنها مسلمات، والقارئ الذي يحيد عن هذه الأصول تراه يخبط في آرائه وأقواله ويحكم بما لا يصح في عقل ولا دين.

- فتراه مثلا يصدق الأخبار التي تروى أن فلانا من النحويين كان لوطيا!

- وأن فلانا من اللغويين كان سكيرا فاسقا!

- وأن فلانا من الأئمة القراء كان كذابا!

وقد أشار الشيخ محمود شاكر إلى شيء من هذا في كتبه ومقالاته، يعني مثلا ترى طه حسين (مقلدا لبعض المستشرقين) يأتي إلى بعض الأخبار التي قد توحي بأن بعض الأشعار الجاهلية مدسوسة فيستدل بذلك على أننا لا يمكن أن نثق في أن هذا الشعر الذي بين أيدينا شعر جاهلي، ثم يتدرج من هذا إلى أن ينكر الشعر الجاهلي جملة وتفصيلا!

مثال آخر:

إذا سمعت أن الكوفيين يقدمون القياس وأن البصريين يقدمون السماع فلا تأخذ هذا الكلام مطلقا هكذا حتى تنظر وتبحث بنفسك عن المقصود بالسماع والقياس هنا، وعن تحقيق هذه المقولة، وهل فعلا يحصل هذا في آحاد المسائل النحوية المعروفة؟

والشاطبي في شرحه على ألفية ابن مالك له إشارات رائعة في مثل هذه الأمور، ولكنها منثورة في أثناء كتابه.

والله المستعان.

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - صلى الله عليه وسلمug-2009, مساء 01:22]ـ

ماشاء الله!

لله درك، زادك الله علمًا وتقى ونورًا.

سؤال:

هل يجوز أن أقول:سبق وأن حدثتك، أو أقول: سبق أن حدثتك؟

أو الأصح أن أقول: سبق وحدثتك؟

جزاكم الله خيرًا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - صلى الله عليه وسلمug-2009, صباحاً 12:31]ـ

آمين وإياك يا أخي الفاضل

الصواب (سبق أن حدثتك).

لأن (سبق) فعل فلا بد له من فاعل، و (أن) وما بعدها في تقدير مصدر، فاعل.

والله أعلم.

ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - صلى الله عليه وسلمug-2009, صباحاً 12:35]ـ

أحسن الله إليك يا أبا مالك.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - صلى الله عليه وسلمug-2009, صباحاً 12:49]ـ

آمين وإياك يا أخي الفاضل

وللفائدة فقد ذكر هذه المسألة: مصطفى جواد في (قل ولا تقل) ولم يتعقبه أحد ممن رأيته صنف في تعقبه.

وكذلك الزعبلاوي في مقالاته التي جمعت في (معجم أخطاء الكتاب).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - عز وجلec-2009, صباحاً 08:17]ـ

السؤال:

ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أن استعمال (بل و) خطأ، على انتشاره في كلام العلماء المتأخرين، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

هذا الاستعمال صواب، وإن كان من الشائع عند كثير ممن تكلم في الأخطاء اللغوية أنه خطأ.

وبيان ذلك أن المتكلم بهذا الأسلوب لا يمكن أن يقصد عطف الحرف على حرف، بل هذا العطف يفسد المعنى.

فإن الذي يقول مثلا: (حصل فلان على الماجستير بل وعلى الدكتوراه)؛ إنما يقصد أنه حصل عليهما معا، لا يقصد الإضراب عن الأول وإثبات الثاني.

ولذلك فلا يصح أن تصوب العبارة السابقة بقولنا (حصل فلان على الماجستير بل على الدكتوراه) لأن المعنى يختلف تماما.

وإنما جاز هنا استعمال (بل و) لأن هناك محذوفا مقدرا، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه؛ لأنه من القبيح في بلاغة المتكلم أن يعيد ما ذكر قريبا إن كان ما بعده يغني عنه.

فمعنى الكلام (حصل فلان على الماجستير، بل على الماجستير والدكتوراه)، وهذا المعنى واضح من الكلام لا يقال إنه تقدير متكلف.

ولذلك فقد شاع عند أهل العلم قديما وحديثا استعمال (بل و) بغير نكير من أحد منهم، فليس هو استعمالا معاصرا أو مستحدثا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015